العدد 2899 - الجمعة 13 أغسطس 2010م الموافق 03 رمضان 1431هـ

برنامج مسابقات ديني ماليزي يقدم تجربة جديدة للشباب

البرامج الدينية ما بين الابتكار والتكرار

ما إن يقترب رمضان حتى تتسارع وتيرة الإنتاج التلفزيوني لهذا الشهر الذي بات من المعروف أن من أهم ملامحه تزايد الطلب على البرامج التلفزيونية، فإن كان هو شهر العبادة والصوم والطاعة، فهو من جانب آخر شهر تنشط فيه محطات التلفزة الفضائية والمحلية لعرض أكبر عدد ممكن من الأعمال الجديدة المنتجة بشكل خاص لرمضان.

وعلى رغم أن الحصة الأكبر من ساعات البث التلفزيوني في هذا الشهر تذهب عادةً للمسلسلات بمختلف أشكالها إلا أن هذا لا يمنع أن المنتجين أيضاً يلتفتون أيضاً إلى الطابع الروحاني للشهر الكريم، ومن هذا المنطلق تنتج بعض البرامج والفقرات الدينية. وعلى رغم الحرص على تواجدها وتوافرها للمشاهد، إلا أن هذه البرامج وحتى وقت قريب، لم تكن قادرة على مواكبة الأسلوب الحرفي والابداعي لباقي البرامج التي تعرض في رمضان، فكثيرا ما رأيناها تقدم بأسلوب جامد ونمطي لا تجديد ولا ابتكار فيه، حتى ديكوراتها لم تكن تتعدى طاولة للحوار وفي الخلفية مسجد أو زخارف دينية.

إلا أن الحال تغير اليوم، وأيادي الابتكار والتجديد بدأت تطرق باب هذا النوع من البرامج، فتجربة مثل برنامج خواطر الذي قدم للمشاهد العربي من خلال خمسة أجزاء، كان آخرها في شهر رمضان الماضي، بالإضافة لمجموعة من البرامج التي تتبع طابع النصح والإرشاد الأخلاقي وخصوصاً لفئة الشباب، جميعها تجارب أكدت أن الشاشات ليست مضطرة لبث التجاوزات والمواضيع المثيرة لشد المشاهد، ونقصد هنا شد المشاهد بشكل حقيقي، مما يحقق معدلات مشاهدة عالية تنافس البرامج الرئيسية.

وإن كان سوق هذه الأعمال ينشط في شهر رمضان بشكل رئيسي، فهي في غالب الأحيان معادة في باقي أشهر السنة إلا أن هذا لا ينفي على الإطلاق أن هناك أعمالاً في دول إسلامية غير عربية بدأت تسجل تجارب متقدمة في مجال ابتكار الأعمال الدينية التلفزيونية، لعل آخرها والذي استقطب عيون وسائل الإعلام العربية والإسلامية، التجربة الماليزية التي انتهت قبل أيام بفوز أحد المشاركين في البرنامج.

فالتلفزيون الماليزي قدم أخيرا تجربة برنامج مسابقات مصور بأسلوب تلفزيون الواقع تحت اسم «الإمام الشاب» يتنافس فيه مجموعة من الشباب من خلال إبراز قدراتهم في بعض التكاليف والمهمات الدينية التي قد تطلب من الإمام تأديتها، فينافس المشاركون في مجموعة من المواضيع من بينها تلاوة آيات من القرآن وغسل الميت وذبح خروف على الطريقة الإسلامية وغير ذلك، ليفوز في النهاية شاب يدعى «محمد اسيراف» 26 سنة، على 9 من المتنافسين، وينال الجائزة المقدمة على شكل منحة دراسية في جامعة المدينة المنورة بالسعودية ورحلة إلى مكة ووظيفة إمام في أحد مساجد العاصمة الماليزية كوالالمبور وسيارة ورحلة لأداء الحج. وعلى رغم أن التجربة شدت الأنظار، وصنعت من حولها كل هذا التفاعل سواء أكان من قبل مشاهديها في ماليزيا أو حتى من خلال وسائل الإعلام العالمية. إلا أنها كما هو الحال مع أي تجربة أخرى تحمل منتقديها كما تحمل مشجعيها. فكثر هم من قالوا إنه لا يجوز تحويل تعاليم الديانة الإسلامية لبرنامج مسابقات يستعرض فيه المشاركون من شباب يسمي نفسه محافظ، كما يستعرض المغنون مثلاً في البرامج الواقعية الأخرى.

في حين لا ننفي أن الناظرين للتجربة من منظور آخر، يرون أنها تجربة تستحق التقدير والاهتمام، حتى وإن كانت منتقدة من قبل البعض، فلعلها تكون فاتحة لتجارب برامج دينية جديدة، تواكب العصر وتقدم ما يهم المشاهد ويشده.

العدد 2899 - الجمعة 13 أغسطس 2010م الموافق 03 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً