قال رئيس أطباء مجمع السلمانية الطبي بالنيابة نائب رئيس الأطباء للشئون الإكلينيكية علي إبراهيم رداً على سؤال لـ «الوسط» عن إمكانية تخصيص مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي في الوزارة لعلاج مرضى السكلر بصورة مؤقتة ريثما تنشئ الوزارة مركز الأمراض الوراثية بعد عامين أو أكثر: «نحن على استعداد لسماع آراء أهالي المتوفين بالسكلر بما فيه مُقترح تخصيص مركز يتبع وزارة الصحة لتقديم الخدمات العلاجية لمرضى السكلر ولدينا كوزارة استعداد لدراسة هذا الاقتراح وهو بحاجة أيضاً إلى قرار سياسي».

وأضاف إبراهيم: «نحن في نقاش حالياً عن كيفية دعم الخدمات الموجودة المقدمة لمرضى السكلر وتحسين العلاج، وبالنسبة لاقتراح الأهالي الذي ذكرتموه لابد من دراسة إمكانية تحقيقه أولاً، وإيجاد بدائل للمرضى المقيمين في المركز المذكور».

وأكد رئيس الأطباء بالنيابة أن لجنة متابعة وفيات السكلر ستواصل مهامها في متابعة ودراسة ملفات المتوفين الأخيرين بالسكلر، وأشار إلى أن إحدى الحالات تتطلب بعض الخبراء في مجال الجراحة وربما تدعم اللجنة بهم لتكتمل الصورة.

وعن إمكانية تكرار تجربة مواجهة انفلونزا الخنازير حينما وجه سمو رئيس الوزراء إلى نقل جناح العزل من جناح (13) القديم والخالي من الاشتراطات الصحية حينها إلى مركز إبراهيم خليل كانو الصحي والاجتماعي وتوزيع مرضى المركز المذكور إلى المستشفيات الخاصة، أجاب إبراهيم «بالإمكان أن نُفكر في حل من هذا النوع وبالتأكيد نحتاج إلى قرار سياسي والمسئولين الأعلى في موضوع من هذا النوع».

وأوضح رئيس الأطباء بالنيابة أن «أية خطوة لتحسين الخدمات الصحية تتطلب مصروفات إضافية من ناحية الكوادر البشرية والخدمات المساندة وحتى لو كان هذا الموضوع قابلاً للنقاش في أوساط المسئولين في الوزارة ولكنه يحتاج إلى دعم القيادة السياسية».

وأضاف «كوزارة لابد أن يكون لدينا توجه للتعامل مع المشكلة ودائماً نظرتنا أن يكون لدينا توجه إيجابي في التعامل مع المشكلة على مستوى الرعاية الأولية والثانوية، واقتراحات الأهالي نابعة من معاناتهم بالتأكيد وعلينا أن نوليها اهتماماً أكبر وإذا كان بالإمكان دراستها بشكل جاد قلوبنا وعقولنا مفتوحة لهم وتنفيذها يخضع للإمكانيات.

من جانبها عقدت وزارة الصحة صباح أمس (الخميس) اجتماعاً بأهالي متوفي فقر الدم المنجلي «السكلر» الذين قضوا الأسبوع الماضي بناءً على توجيهات وزير الصحة فيصل الحمر، بحضور عدد من مسئولي الوزارة برئاسة الوكيل المساعد لشئون المستشفيات أمين الساعاتي في قاعة اجتماعات إدارة مجمع السلمانية الطبي.

وجاء في بيان وزارة الصحة «وفي بداية الاجتماع تم إطلاع أهالي المتوفين على التقرير الفني الذي شمل كل الإجراءات والخطوات التشخيصية والعلاجية التي خضع لها المتوفون منذ دخولهم قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي حتى دخولهم وحدة العناية القصوى وإشعار الوفاة، وتم الاستماع إلى وجهات نظر أهالي المتوفين وتحديد النقاط التي طالب الأهالي بالنظر فيها بصورة أعمق، وأكد المسئولون أنهم سينظرون في هذه النقاط وسيقوم مكتب رئيس الأطباء بإصدار تقرير شامل عن كل حالة على حدة نهاية الأسبوع المقبل شاملاً جميع التوصيات».

وأكد المسئولون في نهاية الاجتماع «اهتمام وزارة الصحة وكبار المسئولين بالوزارة وعلى رأسهم الوزير بموضوع فقر الدم المنجلي «السكلر» والعمل على تدعيم الخدمات المقدمة للمرضى من خلال توفير كوادر طبية وتمريضية إضافية، وتوفير الخدمات الطبية المساندة، وزيادة الاهتمام والتنسيق بين الرعاية الصحية الأولية والرعاية الثانوية وتقديم رعاية ومتابعة خاصة لمرضى السكلر للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لهم من كل الجوانب الوقائية والتشخيصية والعلاجية».

من جهته قال والد المتوفى الثامن عشر من جراء السكلر سيدجميل العلوي: «اجتمعت معنا إدارة السلمانية برئاسة الوكيل المساعد لشئون المستشفيات أمين الساعاتي، وحضرت أسر المتوفين الثلاثة ولكن لم يأتوا بملف ابني المرحوم سيدعبدالله وكانوا يُريدون أن يلتقوا كل أسرة على حدة ولكننا فضلنا أن يكون اللقاء جماعياً لأسر ضحايا السكلر، وناقش الأهالي ما حدث لأبنائهم منذ دخولهم المستشفى».

وواصل «قالوا إن ابني أصيب بجرثومة، وشرحت لهم ما حدث له منذ دخوله مجمع السلمانية، منذ خمس سنوات كان ابني يشتكي من حصاة في المرارة وعندما أدخل المستشفى عدة مرات وتم تأجيل إجراء العملية وتم تحويله إلى استشاري الجراحة وبعد أسبوع تقاعد الطبيب، وتدهورت حالة ابني وقيل إنهم سيُجرون له العملية».

واستطرد «وأدخل إلى مجمع السلمانية الطبي وجاءت الطبيبة وقالت إنه سيتم إجراء العملية له، ولم تُجرَ له تحاليل قبل العملية ولا بعد العملية ولم يُدخل إلى العناية المركزة بعد إخراجه من العملية ونقلوه إلى الجناح وهناك انتكست حالته الصحية وفي اليوم التالي أثبتت الأشعة وجود ماء على الرئة ونقل إلى العناية القصوى ومن ثم تحسنت حالته».

وأضاف العلوي «طلبنا من المسئولين إعطاءنا التقرير النهائي ووعدونا بأنه تم تشكيل لجنة لعلاج مرضى السكلر في مجمع السلمانية الطبي».

وبين العلوي أن «إدارة السلمانية اعترفت بوجود تقصير في علاج مرضى السكلر، ولكنهم لم يُحددوا موطن القصور».

وأردف «وعدنا وكيل المستشفيات بأن الإدارة شكلت لجنة لعلاج مرضى السكلر وطلبنا منه أن يُسلمونا تقارير أبنائنا ونتائج لجنة التحقيق، وأكد الساعاتي لنا أن الوزارة ستدرس مُقترحناً بأن يتم تخصيص مركز لعلاج مرضى السكلر ريثما يُبنى مركز الأمراض الوراثية».

وأضاف العلوي أن «ثمانية متوفين بالسكلر في غضون أسبوعين لابد أن تكون لها أسباب يجب أن تضع الوزارة يدها عليها لتصحيح الأوضاع».