أكد استشاري التغذية زهير الدلال أن شهر رمضان فرصة لتصحيح العادات الغذائية الخاطئة الشائعة في مجتمعنا. وقال: «بإمكان المصابين بالسمنة وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول أن يُخفضوا المشكلات الصحية التي يتعرضون لها عندما يصومون ويتناولون في إفطارهم وسحورهم طعاما صحيا قليل السكريات والدهون».
وأوضح الدلال خلال حديثه إلى «الوسط» أن الاحتياج الغذائي في شهر رمضان يقل عن الشهور الأخرى نتيجة لقلة الحركة، وفي هذا الشهر تكثر حالات الإصابة بعسر الهضم والإمساك نتيجة الإسراف في تناول الطعام وقلة تناول الخضراوات الخضراء والفواكه».
وانتقد استشاري التغذية السباق المحموم على التزود بالمواد الغذائية استعداداً لشهر رمضان، كما انتقد تضاعف الإنفاق على شراء الطعام لدى بعض الأسر خمس مرات خلال شهر رمضان نتيجة الإسراف وإعداد أطعمة كثيرة أكثر من حاجة الأسرة.
وعن التغذية خلال الشهر الكريم دار معه الحوار الآتي:
بداية، حدثنا عن الاحتياج الغذائي للفرد في شهر رمضان الكريم، هل يزداد عن الشهور الأخرى؟
- هذه نقطة مهمة، لأنه عادة الكثير من الناس يعتقدون أن الاحتياج الغذائي للفرد خلال شهر رمضان يزداد عن الأيام الأخرى، وفي الواقع الاحتياج الغذائي للفرد يقل في شهر رمضان عنه في الأيام العادية، لسبب بسيط جداً لأن المتعارف عليه أن أغلب الأشخاص في شهر رمضان يقل مجهودهم البدني، فمن المعروف أنه إذا قل المجهود البدني بالتالي يقل احتياجه الغذائي، فنحن نعرف أن أغلب الناس يقضون شهر رمضان فترة بحسب الدوام الرسمي للحكومة أقل، في الوقت نفسه أغلب الناس يأخذون إجازات في شهر رمضان، وكثير من الناس يقضون شهر رمضان في النوم، فبالتالي شيء طبيعي أن يكون احتياجهم الغذائي من الأيام العادية، لكن مع الأسف الشديد الناس تتناول من الغذاء أكثر مما تتناوله في الأيام العادية.
ما هي أكثر المشاكل الصحية التي تنجم عن الإسراف في تناول الطعام خلال شهر رمضان المبارك؟
- من أهم الأعراض التي تحدث لدينا عسر الهضم، وهو من أهم الأسباب التي تحدث في شهر رمضان بسبب الإسراف في تناول وجبة الإفطار والإسراع في تناولها، أو تناولها بطريقة غير صحية، وهو ما يسبب عسر الهضم. العارض الثاني هو الإمساك، كثير من الناس يصابون بإمساك خلال شهر رمضان، لسبب بسيط وهو أن سفرة رمضان تتوافر فيها المواد التي تحتوي على الألياف لكن غالبية الناس لا يتجهون لتناول الألياف وخاصة الخضار والسلطات والفواكه، فمن أهم الأعراض لدينا عسر الهضم والإمساك، كذلك الصداع عادة خلال شهر رمضان لسبب بعض الأحيان تناول أغذية تحتوي على سعرات حرارية عالية خصوصاً في وجبة السحور، وأيضاً بسبب تناول كميات كثيرة من الأغذية التي ليس لها ضرورة ومن الممكن أن تسبب التخمة وبالتالي تسبب في اليوم الثاني صداعاً وعسراً في الهضم وفي بعض الأحيان التقيؤ، فهذه من أهم الأعراض التي تحدث لدينا في شهر رمضان.
إذاً كيف يستفيد الصائمون من الشهر الكريم على الصعيد الغذائي؟
- من المهم أن أي شخص قبل شهر رمضان، أي قبل البدء في الصيام أن يقف وقفة تأمل بينه وبين نفسه ليرى كيف كان في الأشهر الماضية وكيف كان استهلاكه الغذائي، شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة لتعديل العادات والممارسات الغذائية التي كان الشخص يتبعها خلال الأيام الماضية أو الشهور الفائتة، فمن المهم أن الإنسان يقف وخاصة الأشخاص الذين يشعرون ببعض الأعراض المرضية، مثل ارتفاع السكر في الدم وارتفاع الضغط في الدم وارتفاع الدهون في الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم والسمنة، فمن المهم جداً الاستفادة من شهر رمضان في تقليل نسبة هذه الأعراض عند الفرد. ومن المهم جداً التقليل من المواد التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، التقليل قدر الإمكان من المواد التي تحتوي على الدهون مثل المقليات إلخ، لكن من المؤسف أن نلاحظ أن هذه الأغذية هي الممثل الرئيسي لسفرة رمضان لدينا في البحرين.
هل ممكن أن توضح لنا نموذجاً غذائياً صحياً لوجبات يوم واحد خلال الشهر الكريم؟
- طبعاً الوجبات التي يحتاجها الفرد العادي، أي شخص كان، لا تختلف عن الوجبات العادية في الأيام العادية، ودعيني أعطيكِ مثالاً بسيطاً على وجبة الفطور في شهر رمضان أو الإفطار هي تعادل وجبة الغداء في الأيام العادية، ماعدا تغيير الوقت بدلاً من أن نتناول الغداء في الساعة الثالثة أو قبل أو بعد فإننا نتناول الإفطار عند الساعة السابعة أو 6:30، أما وجبة السحور فإنها تعادل عندي وجبة الفطور الصباحية في الأيام العادية، ووجبة العشاء نحن نقول إنها تعادل الوجبات ما بين الفطور والسحور التي تسمى الغبقات، فالاحتياج الغذائي للشخص في أيام شهر رمضان يعتمد على هذه الوجبات.
أما بالنسبة لمكونات هذه الوجبات، ففي اعتقادنا في مجال التغذية فإنه لا يخرج عن المكونات في الأيام العادية، فالطبق الرئيسي الذي من المفترض أن يتوافر على سفرة شهر رمضان هو طبق واحد فقط، ولكن من المؤسف أننا نلاحظ في سفرة رمضان هناك أكثر من طبق رئيسي، وكمثل بسيطة لوجبة الفطور حينما يتوافر الثريد وهو عبارة عن صالونة لحم مع خبز إلى جانب طبق من السلطة وطبق من الفواكه وطبق من التمر أو الرطب وكأس من اللبن أو كأس من الماء، فهذا في حد ذاته سفرة متكاملة حيث إنها تحتوي على جميع المكونات الأساسية التي يحتاج إليها الشخص، لكن الملاحظ في سفرة رمضان تواجد الحلويات والمقليات إلخ ما يثري السفرة من حيث قيمتها من السعرات الحرارية وليست قيمتها من الناحية الغذائية، فاحتواء الوجبة على طبق من الخضراوات شيء رئيسي، واحتواء سفرة رمضان على طبق من الفواكه أيضاً شيء رئيسي، إلى جانب أن تحتوي السفرة على مصدر من مصادر الحليب أو منتجات الألبان في هذه السفرة، والشيء نفسه تماماً ينسحب على وجبة السحور، ماعدا محتوى وجبة السحور يكون أقل حجماً من وجبة الفطور، وبالتالي لابد أن تحتوي الوجبتان على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الفرد خلال فترة صيامه أو حتى خلال فترة نهاره تماماً.
كيف نواجه العادات الغذائية والاستهلاكية الخاطئة التي تغزو مجتمعاتنا؟
- مع الأسف الشديد، هناك عادات وممارسات وتقاليد ومفاهيم جداً خاطئة من الناحية الغذائية، وهذه العادات متأصلة فينا ونحتاج إلى وقت طويل حتى نتخلص منها، من الملاحظ أنه في شهر رمضان عادة استقبال الشهر لا يكون استقبالاً بالبشرى لاستقبال الشهر الكريم أكثر من أن نستقبله من شراء احتياجات الشهر من مواد غذائية، مع أنه من المفترض أنه خلال شهر رمضان يقل الاحتياج الغذائي وبالتالي ميزانية الأسرة لابد أن تقل من الناحية الغذائية، لكن من المؤسف أننا نلاحظ أن ميزانية الأسرة تتضاعف مرتين أو ثلاث وفي بعض الأحيان إلى 5 مرات عن النسبة المفروضة في الأيام العادية. ومن العادات السيئة لدينا خلال شهر رمضان الاستهلاك الكبير للمواد الغذائية، والاستهلاك الكبير للمواد التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون ونسبة عالية من السكريات، مما ينتج عنه مع انتهاء شهر رمضان أن الكثير من الأشخاص يعانون من السمنة، يعانون من السكر، يعانون من ارتفاع الدهون، يعانون من أعراض كثيرة في الجسم، هذه إحدى العادات. كذلك من العادات السيئة عادة استقبال الضيوف وإكرامهم بفرش سفرة كبيرة تحتوي على ما لذ وطاب من الأغذية، وهذه من العادات السيئة لدينا، فالمفترض أن تكون سفرة رمضان محدودة قدر الإمكان، لأن شهر رمضان المفروض أن يكون شهر الاقتصاد في الأكل وليس الإسراف في الأكل.
كذلك الزيارات الأسرية والاجتماعية، دائماً يترافقها أطباق من الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، الخروج خارج المنزل إلى بعض الأماكن مثل المطاعم والخيم الرمضانية إلخ، يرافقه تناول كميات كبيرة من الأطعمة خوفاً من أن يكون صيام اليوم الثاني من دون مخزون، وهذه كلها مفاهيم خاطئة. شهر رمضان المفروض أن يكون شهر الاقتصاد في تناول الأكل الاقتصاد في كثير من الأمور، من العادات السيئة في شهر رمضان شرب كميات كبيرة من المشروبات غير الصحية مثل «الشربت» وإلخ.
نحن ننصح الأشخاص بالاعتماد قدر الإمكان على شرب الماء وشرب العصائر الطازجة، كذل من ضمن العادات السيئة لدينا شرب كميات كبيرة من الشاي والقهوة بعد وجبة الفطور، وهذه من العادات السيئة حيث يأتي شخص ويقول إنه متعود يومياً شرب الشاي أو القهوة فلابد أن يشرب كميات كبيرة منها، ومن المتعارف عليه أن هذه المشروبات تحتوي على مواد مدرة للأبوال ومواد قابضة، وبالتالي قد تسبب في إصابة الشخص بإمساك وقد تفقده كميات كبيرة من السوائل في جسمه عن طريق الأبوال، فننصح الأشخاص بالاعتدال دائماً في تناول المشروبات وخاصة المشروبات التي تسبب إدراراً للبول، والابتعاد قدر الإمكان عن العادات والممارسات الخاطئة، وعدم تناول الأكل بشراهة أثناء وجبة الإفطار، فالمفروض في وجبة الإفطار حينما يحين وقتها البدء بثلاث تمرات وكأس من الماء يحتوي على ماء دافئ أو كأس من الحليب او كأس من اللبن، وبعدها الإفطار، أي لا يجب أن نفطر مباشرة بعد موعد الأذان. هذه من الممارسات السيئة التي تسبب بعض الأحيان عسر الهضم وتسبب تلبك معوي لدى الأشخاص، خصوصاً بعد أن يندفع الشخص مرة واحدة إلى تناول الأكل دفعة واحدة أثناء وقت الإفطار بكميات كبيرة، هذا بحد ذاته من الممارسات الخاطئة التي تسبب التخمة وتسبب بعض الأحيان عسر هضم، وذلك كله ناجم من الممارسات الخاطئة.
وأيضاً هذا يتسبب في تأخير الصلاة، سواء كانت صلاة المغرب والعشاء، أو صلاة الفجر بسبب التخمة والإكثار من تناول الطعام...
- بالفعل، لأنه لو الإنسان ملأ معدته بكمية كبيرة من الطعام مع وجبة الإفطار، فبالتالي سيكون غير قادر على تأدية صلاة المغرب. فنحن نقول أن يفطر على 3 تمرات وكأس من اللبن وبعد ذلك يقوم للصلاة ثم بعد أن يفرغ من الصلاة يتفطر براحته أو يبدأ بشوربة بحيث أن يكون دافئاً يدفئ على المعدة، فالمعدة مرت عليها تقريباً 12 ساعة في حال خمول فينبغي عدم إعطائها كمية كبيرة من الأكل دفعة واحدة وهو ما يتسبب في تعب المعدة، حتى مسألة الهضم تتأخر لدى الشخص وتتسبب في عسر الهضم، وفي بعض الأحيان يحدث تقيؤ من كثرة التهام كميات كبيرة من وجبة الفطور.
وماذا تقول عن بعض من يتناول الوجبات السريعة الجاهزة لوجبة السحور؟
- من المؤسف أن المحلات التي تبيع الوجبات الجاهزة صارت منتشرة في البلاد وصارت تعطي نوعاً من العروض الرمضانية، وبدأت هذه العروض تظهر على الشوارع بأن هناك عروضاً رمضانية بأسعار مخفضة، ومن المؤسف أن كثيراً من الشباب يتجهون إلى مطاعم الوجبات السريعة تلك. ومن المؤسف أن هذه الوجبات السريعة تحتوي على نسبة عالية من الدهون وتحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية غير المفيدة للجسم، فنحن ننصح الأشخاص الذين يكون اعتمادهم اعتماداً كبيراً على الأطعمة الجاهزة، ننصحهم بالتقليل منها قدر الإمكان، والاعتماد على تناول السحور المحضر في البيت لا تعتمد على السحور المحضر خارج البيت وخاصة من مطاعم الوجبات الجاهزة، لأن هذه الوجبات نحن نسميها فقيرة في محتواها الغذائي، إلى جانب أن نسبة السعرات الحرارية التي تعطيها الجسم هي سعرات حرارية لا يحتاج إليها الشخص، فننصح الأشخاص بالتقليل منها قدر الإمكان والاعتماد على الوجبات المحضرة في المنزل.
ماذا تقول لمحبي شرب المشروبات الغازية خلال شهر رمضان؟
- كنصيحة أقول لهم أنتم أمام فرصة ذهبية خلال شهر رمضان للتقليل قدر الإمكان من المشروبات الغازية، معروف أن المشروبات الغازية ليس لها أية فائدة غذائية، ماعدا أن بها نسبة عالية من السكر وفيها نسبة عالية من الأحماض ممكن أن تسبب إضراراً لجسم الإنسان وترفع نسبة السكر وتشوّه الأسنان، أي أنها مضرة بالأسنان. وبالتالي ننصح هؤلاء الأشخاص بأن فرصتهم كبيرة في شهر رمضان للتقليل قدر الإمكان من المشروبات الغازية بل بالابتعاد عنها تماماً والاعتماد على شرب الماء أو العصائر الطبيعية.
كم كوباً من الماء يجب أن يشرب الصائم طوال فترة الليل؟
- نحن نقول عادة احتياج الفرد العادي خلال الأيام العادية من لتر ونصف إلى لترين من الماء، ولكن بما أن جوّ البحرين جو حار فإن الفرد يفقد كميات كبيرة من السوائل خلال النهار عن طريق التعرق وما شابه، فنحن نقول لابد من تعويض نسبة المياه المفقودة من جسم الإنسان خلال فترة الإفطار، وطبعاً من الصعب أن نقول إنه يجب أن يتناول الفرد نسبة لتر ونصف أو لترين خلال فترة الإفطار من بعد أذان المغرب إلى قبل أذان الفجر، فممكن تناول الماء أو العصائر أو السوائل بطرق مختلفة، ويفضل أن يتناول الشخص لتراً ونصف أو لترين على الأقل خلال فترة الإفطار لكي يعوّض كمية السوائل المفقودة خلال النهار، ولكن ليس لكي تخزن في الجسم لأن السوائل لا تخزن في الجسم.
نصيحة أخيرة تقدمها للجمهور؟
- النصيحة المهمة اغتنام شهر رمضان المبارك في التقليل من الأغذية المضرة للجسم والاستفادة من شهر رمضان للأشخاص الذين يعانون من أعراض معينة مثل السمنة لتقليل أوزانهم خلال شهر رمضان، والأشخاص الذين لديهم دهون في الدم أو كوليسترول، فشهر رمضان المبارك فرصة لهم لا تعوض لتقليل هذه النسبة في أجسامهم، ومع نهاية شهر رمضان يكونون أصحاء. فنحن نسمع قول رسول الله (ص): «صوموا تصحوا»، الصيام فيه صحة للبدن، فنحن نستغل شهر رمضان في التقليل من المواد الغذائية لكي نخرج في النهاية بفائدة كبيرة بعد شهر رمضان إن شاء الله ويكون الكل في صحة وسعادة.
العدد 2898 - الخميس 12 أغسطس 2010م الموافق 02 رمضان 1431هـ
شكرا
شكرا يا دكتور على المعلومات القيمة والله يعطيك العافية
كلامك صحيح100/100
شكرا يا دكتور زهير ولكن من يسمعك فبعد انتهاء شهر رمضان تكثر الاصابات بالجلطات وغيرها من الأمراض
ام بدر
والله يادكتور شي مؤسف المشكلة ان رمضان عندنا يسمن اكثر لان كل الاكل دهون وكليسترول يعني مافي فايدة رمضان كريم
النصائح
أشكر الدكتور على هذه النصائح الهامة بالنسبة لتناول الأغذية بشكل صحيح واجتناب أكل الأكلات الدهنية و التقليل من تناول الأطعمة ذو السعرات الحرارية و ترك المشروبات الغازية . شكرا شكرا يادكتور زهير الدلال على هذه الدرس الهام للصائمين
جزاك الله خير
مشكور دكتور زهير الدلال
اي والله فرصه
عاش الدكتور هذي فرصة المصابين بتحفيف من امراضهم وكذلك المدخنين يقلعون عن التدخين شكرااااا لك دكتور على هاي النصائح
كلام جميل
شكراً يادكتور علي هذا الكلام الجميل أتمني ان يطلع علية اكبر عدد ممكن من الزوار