إن الاحتفال هذه السنة بيوم الشباب الدولي مناسبة أيضاً للشروع في الاحتفال بالسنة الدولية للشباب تحت شعار «الحوار والتفاهم».
وتستدعي البيئة الاجتماعية والاقتصادية المليئة بالتحديات اليوم التركيز بشكل خاص على الشباب. فسبعة وثمانون في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما يعيشون في البلدان النامية. وقد أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية أكثر ما أثرت على الشباب؛ حيث إنهم يفقدون وظائفهم، ويسعون جاهدين لإيجاد عمل ولو بأجر منخفض، ويواجهون تقلص فرص الحصول على التعليم. وفي هذا الوقت الذي ابتدأت فيه الاقتصادات تستقر ببطء، ينبغي إيلاء أهمية قصوى لاحتياجات الشباب.
إن هذا واجب أخلاقي وضرورة تنموية. ولكنه أيضا بمثابة فرصة سانحة، فطاقة الشباب يمكن أن تعطي دفعة للاقتصادات المتعثرة. وأنا أجد بصفة منتظمة في حماسة الشباب الذين ألتقي بهم في أنحاء العالم وموهبتهم ومثاليتهم مصدرا للإلهام. فهم يقدمون إسهامات مهمة إلى ما نقوم به من أعمال بغية القضاء على الفقر ووقف انتشار الأمراض ومكافحة تغير المناخ وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وإنني أهيب بالدول الأعضاء أن تزيد استثماراتها في الشباب حتى يتمكنوا من القيام بالمزيد.
وستركز الأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات الشبابية أثناء السنة الدولية على الحاجة إلى تشجيع الحوار والتفاهم بين الأجيال والثقافات والأديان. وفي عالم تتواصل فيه مختلف الشعوب والتقاليد على نحو أوثق وأكثر تواترا من أي وقت مضى، من الأهمية بمكان أن يتعلم الشباب كيفية الإصغاء باهتمام والتعاطف مع الآخرين وتقبُّل تباين الآراء، وأن يكونوا قادرين على حل النزاعات. ولا يكاد المرء يجد مسعى أهم من رعاية هذه المهارات وتثقيف الشباب في مجال حقوق الإنسان، حيث لا نرى فيهم الجيل القادم من القادة فحسب، ولكن أيضا أصحاب المصلحة الذين يكتسون أهمية بالغة اليوم. ولنقر أيضا بأن الأجيال المتقدمة في السن نفسها يمكنها أن تتعلم الكثير من تجارب ونماذج الشباب عندما يبلغون مرحلة النضج في عالم تتسارع فيه وتيرة الترابط.
ولنقر ونحتفي، بمناسبة الاحتفال بهذه السنة الدولية، بما يمكن للشباب القيام به لبناء عالم أكثر أمانا وأكثر عدلا. ولنعزز جهودنا لإشراك الشباب في السياسات والبرامج وعمليات صنع القرار التي تعود بالفائدة على مستقبلهم ومستقبلنا.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2897 - الأربعاء 11 أغسطس 2010م الموافق 01 رمضان 1431هـ