إن ارتفاع أسعار العقارات الخيالي في البحرين في الفترة الأخيرة ارتفاع يمكن أن يوصف بارتفاع مفرط لا مبرر عقلاني يبرره لتصل الأرقام التي نراها ونسمع عنها إلى أرقام فلكية غير معقولة، والأدهى من ذلك أن المواطن البحريني في الفترة التي ترتفع فيها الأراضي بهذه الطريقة الجنونية ترى مستوى دخله في انحدار وكأنه الموت البطيء. .. وهذه مشكلة... وإن تحدثنا عن أسعار العقارات هنا فإننا نشمل جميع العقارات من بيوت وأراضي وحتى شقق سكنية!
يجب على المسئولين أن يدرسوا... وإن كنت أعلم بأنهم يعرفون أسباب هذا الغلاء العقاري في البحرين... من جهة ممارسة أسلوب العرض والطلب في مخططات الأراضي... وهذه مشكلة أخرى كون البحرين مقبلة أو هي وصلت أصلا إلى نفاذ كمية الاراضي! إذ وصل الحال لدينا إلى استملاك البحر والسواحل!
ومشكلة أخرى ساهمت مساهمة كبيرة في رفع الأسعار وتسببت في مشكلات مادية وتقترن بمشكلة اجتماعية كبيرة هي السماح للخليجيين بالتملك... فهذا السماح والكل يعرف بأن الخليجيين يستطيعون أن يدفعوا أكثر بكثير مما يستطيع دفعه البحريني... وهم يشترون لا لغرض الاستقرار بقدر ما لغرض الاستثمار، والعقار لكثر البيع والشراء فيه يؤدي الى رفع سعره في كل بيعة... ومن جهة أخرى يسبب هذا السماح بالتملك في مشكلات اجتماعية مستقبلية نحاول أن نورد إحديها.
ماذا سيحدث في المستقبل القريب جدا في البحرين بالنسبة إلى أبنائنا؟ ببساطة لن يملك فيها ولا بحريني إلا القلة القليلة! كوننا نحن الآن لا نستطيع أن نتملك أرضا... كوننا نشتريها بقرض ندفع فيه نصف عمرنا... ونبنيها بقرض وقد تصبح قروضت بقدرة قادر لنظل ندفع فيها النصف الآخر من عمرنا حتى نصل الى سن الكهولة والخرف! فقط ليصبح لدينا بيت مثل باقي البشر! فما حال أبنائنا إذا؟... وفي ظل ضغوط المصارف على إعطاء القروض التي لا تفي حتى بربع قيمة الأرض... ماذا نفعل؟ أو بالأحرى ماذا سيفعل أبناؤنا؟
ستكون البحرين مستملكة من الخليجيين... وهذا مستقبل غير مبشر بخير لأصحاب الأرض التي تربوا وترعرعوا عليها... ولا تستطيع أن تثير غيرة البحريني بأن لا يبيع على غير البحريني ووجود إغراء الدفع وإغراء السعر... وهو اقتراح غير منطقي أصلا... لأن المنطق أن يتدارس ويأخذ المعنيون بمستقبل هذه الأرض القرار الحاسم بعدم السماح للخليجيين بالتملك في البحرين. .. وإن كانت لديهم فلوس ويريدون استثمارها ليستثمروها كل في بلدهم... أجدها أنفع لهم ولبلدهم... من هنا هي ليست دعوة للعداوة أو القطيعة... ولكنها دعوة لتحكيم منطق العقل ومنطق مصلحة الأرض وصاحب الأرض... وإلا سيأتينا يوم لا نملك فيه حتى ملابسنا؟!
ورجوعا إلى مشكلة غلاء الأسعار... ليكن في علم الجميع... أن الأسباب التي ذكرتها هي جزء مهم من أسباب تدهور ارتفاع سوق العقار إلى الأعلى! ولكن يبقى لتوزيع الاراضي وتملك القسائم بالجملة دور ونصيب الأسد... فأحدهم مازال في "اللفة" يحصل على القسيمة ليقسمها ويبيعها؟!
إضاءة
أتى صباغ... وآخر مركب "كاربت" وخدامة تعمل بالساعة إلى بيت صديقي حديثا... وعبثا سألت الأول: من كفيلك؟ فقال: "شيخ فلان"... لم استغرب... وسألت الثاني السؤال نفسه ليجيب: "أوفيسر"Officer" فلان بن فلان" وحين وصلت إلى الخادمة هي داهمتني لتجيبني إجابة مفادها أنها هاربة من مخدومتها من سنتين؟! وهل مازلتم تبحثون عن العمالة السائبة؟
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ
