العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ

أين المعارضة؟

حسين خلف comments [at] alwasatnews.com

بدأ المشهد السياسي في التسارع شيئا فشيئا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والبلدية، فعلى الجانب البرلماني تتصارع الكتل على حصد أية مكتسبات باسمها، ويأتي الصراع بين كتلتي الأصالة والمنبر الإسلامي، على زيادة الرواتب ومنح موظفي القطاع العام "البونس" أفضل مثال على السباق الذي بدا مبكرا، إذ أعلن المشاركون في البرلمان بذلك استمرار خيارهم في المشاركة في العمل البرلماني.

وعلى الجانب الآخر، يبدو المشهد من جهة المعارضة وتحديدا الجمعيات الأربع بطيئا جدا، فالمعارضة لا تبدي رغبة في الركض في الاتجاه الذي اختطته لنفسها، بل إنها تبدو بليدة على نحو غير مسبوق أمام الانتقادات التي توجه إليها كل يوم من بعض الكتاب المحسوبين على السلطة، وعلى رغم تفاهة بعض هذه الانتقادات وجدية بعضها، فإن المعارضة أبدا لا ترد بأي أسلوب من الأساليب، بل تبدو غائبة تماما عن المشهد وغير فاعلة فيه، وهو الأمر الذي يجب السؤال عن أسبابه، فهل المعارضة مازالت تدرس خياراتها إلى الآن، أم أنها كما يقول منتقدوها وصلت إلى طريق مسدود. ليس هينا أن يأخذ فرد ما، قرارات استراتيجية تغير مجرى حياته تغييرا كبيرا، فكيف الحال إذا بالحركات السياسية أو الحكومات التي تؤثر قراراتها في مستقبل شعب بكامله، إلا أن يكون التأخير في اتخاذ هذه القرارات مدمرا أيضا، السلطة خياراتها تبدو واضحة لحد كبير واستراتيجياتها لتنفيذ تلك الخيارات لا يخطئها المتابع، فيما عدا "طبخة أخيرة" يتوقعها البعض لجذب المقاطعين إلى المشاركة، وهي المسألة التي تعتمد على التوازنات الداخلية والخارجية بعد انتهاء التجربة البرلمانية الحالية، المعارضة صرحت تكرارا ومرارا بأنها ستستمر في المقاطعة، بيد أن استراتيجية عملها غامضة بل ومتأرجحة أحيانا، فعلام تراهن المعارضة، وما الذي تفعله بالضبط، هل هي غافلة عن كل ما يجري؟

العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً