العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ

"المحرق ديره"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

أوقد الاخ عبدالرحمن النعيمي "بوأمل" شعلة الأمل فينا، نحن الطامحين لحياة أفضل، من أجل بحرين أفضل. .. من أجل بحرين العدالة الاجتماعية... بحرين الحرية والديمقراطية، بحرين للجميع. هكذا تتواصل عطاءات "بوأمل" في الداخل كما كان في خارج البحرين يعمل من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل. وقد كان لحديثه الأخير عن المحرق طابع ووقع خاص بالنسبة إلي كما إلى غيري من أبناء الوطن.

كانت المحرق بركانا ثائرا مزق وجه الاحتلال البريطاني والسيطرة الاستبدادية. وقد سطر رجالاتها ومناضلوها أروع الأمثلة في حقل النضال السياسي والوطني العام منذ حركة المجاهد الأول عبدالوهاب بن حجي الزياني وقائمة المطالب الشرعية، كما هو الحال مع ثورة الغواصين، وصولا إلى سبعينات الإضرابات العمالية، مرورا بهيئة الاتحاد الوطني وانتفاضة مارس 65 فالاستقلال. وشكلت المحرق بؤرة وشرارة للمد الجارف لرفض الذل والاستكبار العالمي المتمثل في بريطانيا العظمى، حتى أضحت "المحرق ديره" أي بوصلة للعمل السياسي والوطني العام، فما الذي تغير في المحرق؟

طبعا كثيرة هي المؤثرات والمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي أسهمت في التغير السلبي باتجاه الطأفنة أو المناطقية البارزة في السويعة الحاضرة، ولا يمكن أن يعيش جزء من السكان، في هذا العالم، بعيدا عن المتغيرات الإقليمية والعالمية التي تعصف أو عصفت بالعالم بأسره، ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، وما تم رفعه من شعارات تصدير الثورة وغيره، وغزو الاتحاد السوفياتي السابق لافغانستان وفتح الأبواب ومساعدة الدول العربية للمجاهدين العرب - ما سمي لاحقا بالأفغان العرب - إلى حرب الخليج الأولى فالثانية إلى الاحتلال الأميركي الحاضر للعراق؛ جميع تلك التأثيرات أدت إلى الانقسام الطائفي في المجتمع. تلك المؤثرات يجب أخذها في الاعتبار حين الحديث عن المحرق أو أي منطقة أخرى، على المستوى المحلي أو الإقليمي.

وعلى رغم تلك التغيرات فإن فئة من الناس ظلت تطالب بحقوق المواطنين وتسعى إلى ترسيخ الروح الوطنية، وتأصيل حق المواطنة. وفي جميع المفاصل التاريخية التي مرت بها منطقة الخليج والوطن العربي الكبير، كان لأهل المحرق قصب السبق في تبني المواقف الوطنية والعروبية والإسلامية الصائبة، وبرزت في تلك المحطات كوكبة مخلصة نذرت نفسها للدفاع عن حقوق الشعب وتمتاز بالروح الوطنية العالية والتضحية والايثار، لم تغرها المناصب كما لم يغرها مال أو متعة دنيوية زائلة. آمنت تلك الكوكبة بأهمية حقوق المواطن على هذه الأرض، وبضرورة محاربة الفساد بأنواعه، والقضاء على التمييز بأشكاله المختلفة وفي مواقعه المتعددة.

هذه الكوكبة المؤمنة بمبادئها مازالت تراهن على الحلول الوطنية الخالصة، وتنطلق من مرتكزات مبدئية ولا تتزحزح عما آمنت به من مبادئ إنسانية سامية، إلا أنه وكما كان للشرفاء من مواقف مبدئية في الدفاع عن حقوق الناس؛ كان على الجانب الآخر أناس يعملون بالضد من تلك الأهداف والمبادئ النبيلة. كان هناك المتسلقون على أكتاف الناس، والوصوليون الذين يجثون على الركب للوصول إلى المناصب. وكان الانتهازيون الذين يتعيشون على انتهاز الفرص، أي فرصة الوشاية بالناس... وكان... وكان... إلخ.

إن "المحرق ديره" للموقف الصائب، تبقى عبارة صحيحة لكنها مشروطة بتمسك أهلها بما كان عليه الأجداد والآباء في رفضهم للذل والاستعباد ومطالبتهم بالحقوق المشروعة للشعب. وأما المؤثرات التي تجعل مؤشر الديره "البوصلة" ينحرف عن الاتجاه الصحيح فإنها مؤثرات زائلة. هي من صميم أعمال زمرة الطبالين والمزمرين ونافخي كير الطائفية، وهؤلاء لولا الأيادي الخفية التي تهيئ لهم الأرضية المناسبة لطرح مشروعاتهم الطائفية، وتقوم هذه الأيادي الخفية بمساندة هؤلاء من خلال دعم ومباركة برامجهم المموهة بغطاء حب المحرق، وتعمل هذه الفئة من أجل تطبيق نظرية "إنشغال الناس بعضهم ببعض" بدلا من التوجه الصحيح لبوصلة العمل السياسي والوطني العام من أجل حقوق المواطنة لأهل هذه الأرض الطيبة. وفي النهاية فإنه لا يصح إلا الصحيح، وأما الزبد فيذهب جفاء

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 997 - الأحد 29 مايو 2005م الموافق 20 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً