لم يكن التعنت في الاستمرار على الخلاف هو الطريق الصحيح لإثبات الذات.
كما لم تكن محاولات إلغاء الآخر هي الطريق الصحيح لتغيير الوقائع.
أمس التقى مسئولون في منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق مع مسئولين في هيئة علماء المسلمين، وبعيدا عما قيل عن هذا اللقاء إن كان سلبا أم إيجابا فإن أقل ما يمكن وصفه أنه ناجح لأنه جمع بين قطبين مهمين على الساحة العراقية أحدهما يمثل الجانب الرسمي الفائز باصوات الشعب العراقي المشارك في الانتخابات والثاني الممثل لأهم المعادلات الصعبة التي رفضت الانتخابات ودعت إلى مقاطعتها، فاختلفا لكن ليس على المبادئ بل على آلية إخراج العراق من محنته.
اختلفا على الطريق لكنهما اتفقا على ضرورة الاعتراف واحترام الآخر فتفاهما وأعلنا استعدادهما للحوار، مادام الطرف الثاني عراقيا يعتقد أن الخلاص من المحتل وتحرير الوطن هو الهدف.
إذا، جرى اللقاء على رغم حمامات الدم التي يتبادل اتهاماتها الطرفان.
إنه نموذج يدعونا إلى أن نرى الآخرين بعيون شفافة بعيدة عن التأثيرات الخارجية المتزايدة هذه الأيام ومحاولة احتواء وإلغاء الآخر أو التعنت في الخلاف على حساب مصلحة الوطن
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 996 - السبت 28 مايو 2005م الموافق 19 ربيع الثاني 1426هـ