في الأيام القليلة الماضية سمعنا وشاهدنا حدثين مهمين على الساحة البحرينية أحدهما ثرى والآخر ثريا وشتان بين الثرى والثريا. . الحدث الثريا "النجم" هو زيارة رئيس مجلس النواب إلى منتخب البحرين لكرة القدم أثناء أحد أيام تدريبات الاستعداد لملاقاة منتخب اليابان لكرة القدم ضمن تصفيات قارة آسيا المرشحة لكأس العالم وقد كان بصحبة الظهراني عدد من نواب المجلس الأفاضل الغيورين على بلادهم وعلى سمعتها في الداخل والخارج... منهم النواب الشيعة ومنهم النواب السنة لا فرق بينهم في حب الله ورسوله محمد "ص" أولا وحب بلادهم مملكة البحرين ثانيا وشعارهم هو أن المذهب والوطن للجميع... لقد كانت لفتة جميلة وأصيلة ومشجعة من رئيس المجلس والنواب الكرام لأبنائهم أفراد المنتخب الذين نتمنى أن يسعدونا ويرفعوا رؤوسنا في استحقاقتهم المقبلة إنشاء الله... هذا الحدث يبين التآلف الطبيعي والحب والود الرابط بين الطائفتين الكريمتين بعضهم ببعض ويبين حبهم مجتمعين لمملكة متحدة وليست مشروخة بالطائفية البغيضة... وزيارتهم تؤكد أن منتخب البحرين لكرة القدم أو أي منتخب باسم مملكة البحرين هو منتخب الجميع ويمثل الجميع ويوجد بين أفراده جميع الملل والطوائف لا فرق بينها وفوزه هو فوز لنا وخسارته هي خسارة لنا جميعا بلا تفرقة... لذلك يجب علينا جميعا مؤازرته والوقوف معه في السراء والضراء... وهو من المنصورين إنشاء الله...

والحدت الثرى "التراب" هو انتخابات مجلس إدارة جمعية مدينة عيسى التعاونية... هذه الانتخابات التي جرت تحت ظروف طائفية بحتة وبغيضة "والله عيب"... انتخابات جمعية تعاونية قديمة جدا ولا تمتلك إلا محطة بترول واحدة تجرى انتخاباتها وبحسب قوائم طائفية واحدة سنية والأخرى شيعية كيف؟ وهل هذا في صالح وحدة الدين ووحدة الوطن والهدف أم في صالح التفرقة والانشطار؟ صديقي ميرزا عيد من حملة أسهم جمعية مدينة عيسى وهو من سكنة المناطق الملحقة بمدينة عيسى وهو أيضا وبكل فخر مسلم شيعي ومأتم بن عيد مشهور ومعروف مكانه... وأنا من عائلة معروفة للجميع وبكل فخر أيضا مسلم وسني... ولكننا أصحاب نحب ونحترم بعضنا ويعتز كلانا بمذهبينا ولا يلغي أحدنا وجود الآخر ولنا رب واحد ورسول واحد... ونحن الاثنين ننتقد ونرفض ولا نقبل ما جرى في انتخابات جمعية مدينة عيسى التعاونية والتي بنيت وجرت على حسب قوائم طائفية... واحدة شيعية خالصة توزع في المآتم ومساجد الشيعة ويحض عليها الخطباء وشيوخ الدين والسادة، والثانية سنية كاملة توزع في المجالس ومساجد السنة ويحض عليها الأئمة والخطباء "أي شرخ في المجتمع أكبر من هذا الشرخ الديني الطائفي البغيض"... وهناك الكثير من أبناء الطائفتين ممن ينتقدون هذا التصرف غير المقبول إطلاقا ويرفضونه رفضا قاطعا في بلد الخير والمحبة... هذه البلد التي قامت على سواعد الجميع من دون تفرقة والكل يعمل فيها سويا وجنبا إلى جنب ونريدها أن تكون للجميع إلى الأبد... أتقبل فكرك وأحترمك وأنت تقبل فكري واحترمني وليكن الود متبادلا والمحبة تجمعنا مع بعضنا في وطن واحد يسع الجميع بلا تفرقة ولا حقد دفين أو ظاهر نتناقش نعم ولكن نكره لا... المشكلة أن الذي يكره لا يمكنه أن يحب حتى أقرب الناس إليه لأن هذه المشاعر لا يمكن أن تتجزأ والذي يتعلم أن يحب لا يمكن أن يكره... حتى لو يحاول ما راح يعرف كيف يكره... وأنا وخليفة الظهراني وميرزا عيد نحب ولا نكره وأهم حب عندنا هو حب البحرين