قالت الصحف العبرية إن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يسعى من خلال زيارته للولايات المتحدة - التي انتهت - إلى إعداد اليهود الأميركيين لإمكان حدوث صدام بين "إسرائيل" والإدارة الأميركية بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.
وكان شارون غادر "إسرائيل"، الأسبوع الماضي، متوجها إلى الولايات المتحدة لإجراء لقاءات مع زعماء الجالية اليهودية الأميركية والمشاركة في مؤتمر "إيباك" الذي انعقد الثلثاء الماضي في واشنطن.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان شارون التقى خلال زيارته للولايات المتحدة بعدد كبير من قيادات المنظمات اليهودية الأميركية، وعلى رأسها المنظمة اليهودية الأميركية لمساندة "إسرائيل" "إيباك" التي سيتحدث أمام الف من أعضائها في واشنطن.
وأضافت الصحيفة ان شارون شدد أمام مستمعيه اليهود الأميركيين على ألا نية له بتاتا ببدء مفاوضات مع الفلسطينيين بشأن الحل الدائم.
ويتذرع شارون بشكل متواصل انه لن تكون هناك مفاوضات مع الفلسطينيين على الحل الدائم قبل ان ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم وفقا لخريطة الطريق وقبل وقف مظاهر العنف والتسلح من جانب الفصائل الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصادر أمنية اسرائيلية تكرارها لادعاءات مفادها ان الفصائل الفلسطينية تعزز قوتها المسلحة في ظل التهدئة.
كذلك سعى شارون خلال زيارته للولايات المتحدة الى تجنيد اليهود الأميركيين لعدد من القضايا على رأسها الهجرة إلى "إسرائيل" والاستيطان في القدس.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان شارون يسعى الى احضار مليون يهودي لتوطينهم في "إسرائيل" خلال السنوات الـ 15 المقبلة.
ووفق الصحيفة فإن شارون سعى أيضا الى تعزيز مكانة القدس كمركز ثقافي - روحاني لليهود في العالم وزيادة الوجود اليهودي في القدس، علاوة على انه طالب الإدارة الأميركية بمساعدات مالية واليهود الأميركيين بالتبرع لصالح مخطط تطوير منطقتي الجليل والنقب في شمال وجنوب "إسرائيل".
من جهة أخرى، أجمعت تقارير صحافية إسرائيلية على ان شارون تجنب إجراء محادثات سياسية مع مسئولين في الإدارة الأميركية، ولكن هذه التقارير لفتت الى مشاركة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس في اجتماع ايباك الى جانب شارون.
وغادر شارون واشنطن عائدا الى "إسرائيل" الأربعاء الماضي وهو اليوم الذي وصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى العاصمة الأميركية للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش.
وسبقت وصول عباس الى واشنطن لقاءات سياسية إسرائيلية - أميركية بين رايس ومستشار الأمن القومي الاميركي ستيف هيدلي من جهة ومستشار شارون دوف فايسغلاس الذي وصل واشنطن الثلثاء الماضي.
وقالت "هآرتس" ان "إسرائيل" طالبت الإدارة الاميركية في هذه المحادثات بعدم منح السلطة الفلسطينية تعهدات سياسية إضافية طالما ان عباس لا يحارب الارهاب.
وأبدت "إسرائيل" خشيتها ان تصدر عن لقاء بوش وعباس تصريحات أميركية تتعلق بطبيعة المفاوضات والحل المستقبلي بين "إسرائيل" والفلسطينيين بادعاء ان هذا سيثقل على شارون في الحلبة السياسية الاسرائيلية قبل تنفيذ فك الارتباط.
وتأتي هذه التحسبات الاسرائيلية، بحسب "هآرتس"، على اثر ورود معلومات من واشنطن الى "إسرائيل" تفيد بأن الإدارة الاميركية تنوي إطلاق تصريحات مؤيدة للموقف الفلسطيني لتعزيز مكانة عباس في الأراضي الفلسطينية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية خصوصا مقابل تعزيز قوة حركة حماس.
لكن مصادر سياسية إسرائيلية قالت ان هناك خلافات في الرأي بين المسئولين الاميركيين بشأن منح عباس تعهدات سياسية خلال لقائه مع بوش بشأن حجم هذه التعهدات.
أما صحيفة "معاريف" الاسرائيلية فقد أفادت بدورها أن أصواتا تتعالى في صفوف كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي تطالب بتأجيل موعد البدء في تنفيذ خطة فك الارتباط.
وكان شارون ووزير أمنه شاؤول موفاز قد وقعا الخميس الماضي على أوامر تقضي بتأجيل البدء في تنفيذ إخلاء المستوطنات في قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية وإعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في هاتين المنطقتين من 20 يوليو/ تموز إلى 15 أغسطس/ آب. ونقلت صحيفة "معاريف" عن ضباط كبار قولهم ان الموعد الجديد لبدء تنفيذ فك الارتباط سيئ جدا بالنسبة إلى "إسرائيل".
وأضافت الصحيفة ان ضباط إسرائيليين كبار أشاروا في اجتماعات مغلقة عقدها الجيش الاسرائيلي حديثا الى ان الجهات المدنية المفوضة بإيجاد حلول سكن وعمل للمستوطنين الذين سيتم إخلاؤهم ليست مستعدة لذلك بعد.
ووفقا لـ "معاريف" فإن السبب الأساسي للمطالبة بتأجيل تنفيذ فك الارتباط هو تجدد النشاط المسلح لحركة حماس.
من جانبه، أعلن الناطق العسكري الاسرائيلي أن لا أساس من الصحة للخبر الذي نشرته "معاريف" وانه لم يتم طرح موقف كهذا حتى في مداولات مغلقة للجيش.
وأضاف الناطق العسكري الإسرائيلي ان الحديث عن تأجيل البدء في تنفيذ فك الارتباط لا يعكس موقف الجيش الاسرائيلي.
ونقلت إذاعة الجيش الاسرائيلي عن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم قوله "انه ربما ستكون هناك حاجة الى تأجيل تنفيذ خطة فك الارتباط في حال عدم الحفاظ على الهدوء، إلا أن التقديرات في "إسرائيل" تشير الى ان الولايات المتحدة لن تسمح لـ "إسرائيل" بتأجيل تنفيذ فك الارتباط مرة ثانية".
ونفى مكتب شارون الأنباء عن احتمال التأجيل، وأكد شارون أن هذه الأقوال عارية عن الصحة تماما وأن خطة الانفصال ستنفذ وفقا للجدول الزمني الذي حدد لذلك.
وأفاد مراسل الإذاعة الاسرائيلية للشئون السياسية شمعون أران أن أقوال شارون جاءت في سياق حديث مع المراسلين في الطائرة التي أقلته إلى الولايات المتحدة.
كما نفى مكتب موفاز وجود أي فكرة لتأجيل موعد تنفيذ خطة الانفصال بعدة شهور بعد موعد إنجازها المقرر في أواسط أغسطس المقبل، وأكد المكتب أن هذه الفكرة لم تطرح على بساط البحث إطلاقا
العدد 996 - السبت 28 مايو 2005م الموافق 19 ربيع الثاني 1426هـ