ظل زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" أبومصعب الزرقاوي لغزا منذ وقت طويل بعد الاحتلال، حتى ظن الكثيرون انه "اختلاق" أميركي الغرض منه تأليب الرأي العام العالمي على حقيقة المقاومة العراقية بأنها نوع من الإرهاب. وأن ما تقوم به مجموعة من أبناء هذا الشعب هو مجرد جرائم يرتكبها مقاتلون أجانب.
وهكذا مضت دوامة العنف وأصبحت لا تفرق بين مواطن ومحتل وبين كبير وصغير إلى أن شهد شاهد من أهل التنظيم المثير للجدل حينما أعلن الأسبوع الماضي أن زعيمه أصيب بجروح في الرئة. ولم تنف الجماعة المتشددة حتى الآن ما أثير بشأن خطورة وضع الزرقاوي الصحي، كما أكد التنظيم أن قائده هرب إلى خارج العراق، وان الجماعة تعكف على اختيار من سيخلفه في قطع رقاب الآدميين.
وطبعا فرح غالبية العراقيين وغير العراقيين لخبر إصابة "الشيخ" الدموي باستثناء عائلته. إذ قال أفراد من عائلة الزرقاوي إنهم يأملون أن تكون أخبار إصابته غير صحيحة داعين له بعاجل الشفاء، في وقت سأل أنصاره الأمة الإسلامية بالدعاء لـ "المجاهد"، ولكن في المقابل، مصائب قوم عند قوم مكاسب. فقد تبادل العراقيون الرسائل عبر الهواتف النقالة تضمنت التهنئة بإصابته. وجاء في رسالة لا تحمل توقيعا "مبروك للعراقيين إصابة الخنزير الزرقاوي، والى جهنم كل القتلة الأنجاس". ومنيت الجماعة باعتقال الساعد الأيمن للزرقاوي الملا كامل الاسودي وسكرتيره آغا عمر.
إن الجهاد الذي يدعيه الزرقاوي مشكوك فيه كثيرا وخصوصا بعد أن برر دينيا عملياته التي تستهدف مدنيين باعتبار أن دفع "الضرر العام" مقدم على دفع "الضرر الخاص". ورفضت هذه الحجة غالبية علماء المسلمين. إن ما قام به الزرقاوي من إهدار لدماء الأبرياء في العراق كانت نتيجته الشحناء الموجودة حاليا بين الطائفتين السنية والشيعية، إذ إن الرجل يتبنى دائما مواقفا يدعي أنها لأهل السنة. وما تبادل الاتهامات والاحتجاجات الآن بين هيئة علماء المسلمين ومنظمة بدر ما إلا ثمرة مما زرعه الزرقاوي من فتنة "والفتنة أشد من القتل"
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 996 - السبت 28 مايو 2005م الموافق 19 ربيع الثاني 1426هـ