بعد أربع سنوات على وقوع اعتداءات سبتمبر بدء الضباب ينقشع والمستور ينكشف عن حقيقة، وهدف تلك الحملة الشعواء التي أشهرتها أميركا ضد من تدعي بتسميتهم العناصر الإرهابية المتطرفة. فمنذ سبتمبر/ أيلول العام 2001 وحتى مايو/ أيار العام ،2005 انجلت ملامح حملة الإرهاب التي كانت وفقا للتقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية حجة سمحت لبقية دول العالم - وخصوصا دول الشرق الأوسط - لتبيح لنفسها إيقاع الضرر والانتهاكات بحقوق الإنسان تحت ذريعة واحدة هي محاربة الإرهاب والجماعات المتشددة.
وذكرت المنظمة في هذا الخصوص السعودية، إذ "قتلت قوات الأمن" عددا من الأشخاص "وازدادت الجماعات المسلحة"، وفي اليمن قالت "إن مئات الأشخاص قتلوا ومعظمهم بسبب الإفراط في استخدام القوة من قبل الوحدات الأمنية في مواجهات مع أنصار حسين الحوثي". وفي الإمارات "بقي معتقلون سياسيون أوقفوا في سياق هجمات سبتمبر قيد الاحتجاز من دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم ومحرومين من رؤية محامين أو عائلاتهم". وفي الكويت والأردن... وغيرها من دول العالم التي أباحت لنفسها قتل وتعذيب وخنق حريات شعوبهم فقط لأجل إرضاء الطرف "الأم" والخضوع تحت كنفها بالتلبية والطاعة لتطبيق قانون الإرهاب بحذافيره من دون تفرقة بين حقوق ومطالب من جرائم وجنايات.
وتزامنت الحملة المنددة بموقف أميركا في الحرب ضد الإرهاب مع كشف صحيفة "نيوزويك" النقاب عن انتهاكات مورست بحق معتقلي غوانتنامو وامتهان جنود أميركان داخل المعتقل قدسية المصحف الشريف. تلك الممارسات جميعها إن طال انتظارها والكشف عن صلب أجندتها وفحواها المضمرة في منطقتنا تحت قبعة الديمقراطية سنعلم مغزاها مستقبلا عاجلا أم آجلا، وخصوصا إذا أمعنا ودققنا فقط بوسيلة واحدة... هي عبر معاملنا المخبرية المحلية... القادرة على فحص وتمييز العينة المستوردة المعلبة من المنتج الأصلي ذي "الجودة الدائمة"
العدد 994 - الخميس 26 مايو 2005م الموافق 17 ربيع الثاني 1426هـ
