العدد 993 - الأربعاء 25 مايو 2005م الموافق 16 ربيع الثاني 1426هـ

المجنون والعراق

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

يضحكني هذا المجنون الأرعن وحالة الهستيريا التي وصل إليها، فقد بلغ به الوضع إلى نهش لحمه كمدا وحزنا لما جرى في العراق، فكلما تقدم العراق خطوة باض علينا هنا مقالا فاسدا، ولا أعلم ما الذنب الذي اقترفناه نحن هنا وما دخلنا بالعراق، الجعفري يفوز في الانتخابات والمجانين هنا يزدادون، فيصبون جام غضبهم على مجتمع ليس له في العراق لا ناقة ولا جمل. وما دخلنا نحن هنا إن فاز الجعفري أو خسر علاوي، ضحك الضاري أو بكى الصدر!

نحن نقدر حجم الصدمة التي يعيشها المجانين، ولكننا للأسف لا نمتلك صيدليات تقدم حبوبا بالمجان! فكل يوم تراه يبكي على العزف ذاته "المصب الرئيسي".

و"المصب الرئيسي"... المشكلة هي عقدة "الرئيسي" هذه التي ابتلي بها فهو مرفوض من كل الأطراف، فهو ينطبق عليه المثل "لا حظت برجيلها ولا خذت سيدعلي"، كلما سألت عنه قالوا لك: مجنون "يشرب حبوب واجد".

سقط العراق فابتلينا بالمجانين، هذه عجوز شمطاء نزعت جلدها، وهذا مهووس "بالرطب الرئيسي" والمطب الثانوي، ورحم الله المتنبي إذ يقول:

وإذا أشار محدثا فكأنه

قرد يقهقه أو عجوز تلطم

وهذا من ابتلاءات الزمان. جمع الله القرد، إذ يقهقه والعجوز وهي تلطم. وإن عشت أراك الدهر عجبا، "هالباب على هالخرابة".

تظل العجوز على بابه تروث وتأكل أرواثها، حتى الصحف الخليجية ملت من هذا السب وهذا السفه والكلام البذيء، فقالت له: اسمح لنا، صحافتنا لا تتحمل هكذا كتابات. وفعلا أوقف هناك وطرد شر طردة، ولم يبق إلا هنا لأن العزف يروق للبعض، هؤلاء يعتقدون أن الأيام هي الأيام، أبدا من يسب المجتمع ويسب دينا أو مذهبا أو اعتقادا أي إنسان مهما كان انتماؤه ولو كان مسيحيا يجب أن يتحمل تحقيره أمام الملأ والمسح به على بلاط الصحافة. العالم تغير وكفى بكاء على اللبن المسكوب.

فرز المسلمين إلى مصب رئيسي ومصب غير رئيسي ليس وراءه إلا الفتنة، فلا ينقصنا كلام وكتابة ولا صحافة سواء من قبل أبي لهب التيس أو كاتبته الشمطاء حمالة الحطب.

في السابق كان بعض هؤلاء يسب في المجتمع على الملأ يوميا، تارة على توجههم الديني وأخرى على مواقفهم السياسية و... وتأثرت الناس، وإذا همست جاءت المباحث والمخابرات للجم أي شخص يرد على مثل هذه الكتابات. أما اليوم فلا، فليمت بغيظه من يريد أن يسب كالماضي وفوق ذلك يريد منا الاحترام، أبدا... من يسب معتقدات الناس ودينهم ويتهمهم بأن مصبهم غير رئيسي وأمام الاشهاد فليتحمل لسع سياط الكلمات والتقريع والضرب على القفا كل يوم، فلا يفل الشريط إلا الشريط، ولا يفل المقال إلا المقال.

أين هي وزارة الإعلام؟ أين هي وزارة الشئون الإسلامية أين هي الحكومة؟ أين هي الوحدة الوطنية؟ هل يقبل أحد ولو كان يهوديا في هذا البلد أن يغمز له بأن مصبه غير رئيسي؟ هذه الكتابات لا تحرك فينا شعرة واحدة، وما نفعله هو لإيقاع الحجة فقط، ونتمنى أن يتحمل هؤلاء ردودنا في الصحافة فقط، وسنرى من الباكي في نهاية الطريق. الغريب أنه في كل مرة يتم تجاوز الأخلاق المهنية في الكتابة ترى هدوءا كبيرا وبرودا، وعندما نقوم بالرد تبدأ الوساطات والاتصالات: "يا جماعة، هدئوا الوضع"! بينما الإسلام يقول البادئ أظلم، ورحم الله الشاعر إذ يقول:

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا

لأصبح الصخر مثقالا بدينار

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 993 - الأربعاء 25 مايو 2005م الموافق 16 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً