العدد 993 - الأربعاء 25 مايو 2005م الموافق 16 ربيع الثاني 1426هـ

استثمار لعنصري الوظيفة والإبداع

في معرض الحفر والطباعة بجمعية البحرين للفنون التشكيلية

يعكس معرض الحفر والطباعة الذي افتتحه الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مساء الأربعاء 18 مايو/ أيار الجاري الثقافات المختلفة للمشاركين إذ عرضت الأعمال المقدمة مختلف الأساليب والنظريات الفنية المتعلقة بفن الحفر والطباعة واستخدام الكمبيوتر.

وشارك في المعرض مجموعة من تشكيليي الجمعية وكان عنصر الشباب بارزا بينهم، إذ لم يعد فن الحفر والطباعة مقتصرا على فئة من التشكيليين البحرينيين - كما كان سابقا - وإنما هو شكل من أشكال التعبير الشائعة في الفن المعاصر، مارسه جميع الرسامين البحرينيين فلم يعد فنا قاصرا على العاملين المحترفين في مجال الطباعة والحفر.

ولعل الجميل في المعرض المقام حاليا في جمعية البحرين للفنون التشكيلية هو أن الأعمال الفنية التي قدمها أعضاء الجمعية حاولت أن تتجاوز المفاهيم التقليدية للأعمال المطبوعة فاستطاع الفنان البحريني أن يفعل ملكاته عن طريق دراسة القيم اللونية بتدرجاتها وجزئياتها المطلقة فحقق المضمون الداخلي للمعنى الذي يقصده كما تحقق ذلك من قبل في أعمال كبار الرسامين مثل رامبرانت، سيزان، فان غوغ، دالي، بيكاسو وسواهم من الفنانين.

واستثمر المشاركون عنصري الوظيفة والإبداع الذين يتميز بهما فن الحفر "الغرافيك" فخرجوا بسبل أوسع للتعبير طالما أثارت في فنون أخرى مثل الشعارات، الرموز، رسوم الكتب والرسوم المتحركة، خصوصا مع وجود الكمبيوتر، ما أتاح مزيدا من الاستفادة من التقنيات العلمية كالتصوير الفوتوغرافي والطباعة الآلية.

ولاشك في أن هذا المعرض المتميز جاء كعنوان رئيسي للتعريف بفنون الطباعة والحفر في البحرين. كما جاء كمؤشر على التطور الذي بلغه هذا الفن خصوصا مع تجارب الرسامين البحرينيين الشباب. حين بدأ هذا الفن على أيدي الرواد كناصر اليوسف وتطور بعد ذلك على أيدي عبدالجبار الغضبان وعباس يوسف وغيرهما من الفنانين. فالمعرض يقدم أعمالا فنية ومختارة بعناية تعطي الجمهور فكرة جيدة عن نطاق هذا الفن في البحرين. في لوحات اعتمدت على مساحات لونية تحمل كل منها شخصيتها الخاصة لتؤلف بمجملها مساحة مكتملة العناصر قادرة على تحقيق إيقاعات وزخارف تشي بثقافية شكلية وبمهارة يدوية في التعامل مع تقنيات الحفر والطباعة ورؤيا الفنانين المخلصين لاتجاهاتهم تحمل صياغات ورموز لها تجلياتها. فجاءت لوحات المعرض جزءا من مشروع متكامل يحمل قيما جمالية وفكرية.

لقد استفاد الفنانون المشاركون في المعرض من التوسع في مفهوم الطباعة والحفر ووظيفتهما التي خلقت تغيرات هائلة في طرق عمل الفنانين الأفراد. فلم تكن الفكرة القديمة عن الطباعة والحفر باعتبارهما وسيلة للاستنساخ وشكلا فنيا تكميليا غير مباشر حاضرة أبدا في المعرض وإنما كانت أعمال الحفر والطباعة وسيلة فنية حققت ذوات الفنانين المشاركين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً