العدد 992 - الثلثاء 24 مايو 2005م الموافق 15 ربيع الثاني 1426هـ

حتى لا ينحرف... يريد أن يبيع كليته؟!

محمد الرديني comments [at] alwasatnews.com

كاتب عراقي

جاء إلى مكاتب الصحيفة يشتكي، قال: سأبيع كليتي لكي أعيش ولا أضطر إلى الانحراف! نموذج لشباب عاطل عن العمل، وهو نموذج وضع تحت الدراسة من قبل علماء الجريمة منذ سنوات.

الجريمة في تفسيرهم تبدأ بخطوة أولى اسمها "اللاهدف" أي أن المعني يجد نفسه ذات يوم أنه بلا غاية يعيش من أجلها في هذه الحياة لأنه لا يجد عملا أو انه فقد وظيفته أو أنه أصبح "معبأ" بالديون بفعل الغلاء المعيشي الذي ضرب ويضرب بأطنابه بالآف الناس.

وحين يصل إلى نقطة اللاعودة يبدأ في تهشيم كل قيمه الأخلاقية ويزود نفسه بحجج "مقنعة" للقيام بما لا يجب القيام به.

هل يستطيع أحدنا أن يفسر ما هذه الجرأة المتناهية في سرق شنطة شابة في وضح النهار؟... هل من الممكن تفسير جرأة عصابة أخرى هاجمت أحد المجمعات التجارية الأسبوع الماضي وسرقت 40 ألف دينار؟... وهل أيضا يمكن تفسير سرقات السيارات التي فاق عددها الحد المعقول؟

كل هذا يحدث وغيره في مجتمع كان إلى وقت قصير مضى مجتمعا نموذجيا في الترابط الأسري والأمني.

لا نريد من هذا كله تبرير دوافع هذه الجرائم ولا نريد كذلك تقنينها، ولكننا نريد بالتأكيد أن نسلط الضوء على هذا الخراب البشري الذي بدأ يكتسح النفوس كالنار في الهشيم.

هذا الخراب نتيجة لاحتكار فئة محددة من البشر لكل مقومات الحياة البسيطة، فهم احتكروا الأرض وأصبح من الجنون أن يفكر البحريني بسكن خاص به، بل عليه أن يدفع نصف راتبه شهريا كإيجار لشقة أو بيت متواضع.

هذا الخراب نتيجة لاحتكار فئة أخرى للدواء والعلاج وكل ما له علاقة بالمواصلات.

هذا الاحتكار هو أحد "الفلاشات" الكبيرة المظلمة التي يحلو لبعض البشر أن ينشروها بين الناس

العدد 992 - الثلثاء 24 مايو 2005م الموافق 15 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً