فرحة عربية لم تكتمل، فبعد أيام من التحركات والتصريحات الايجابية التي شهدتها منطقة المغرب العربي في الآونة الأخيرة تمهيدا لعقد قمة الاتحاد المغاربي اليوم في طرابلس حملت الأخبار في الساعات الماضية أنباء تأجيل هذه القمة التي كانت ستعد الأولى بين قادة دول الاتحاد منذ العام . 1994
سبب التأجيل هو طبعا الخلاف المغربي الجزائري بشأن الصحراء الغربية وجبهة "البوليساريو" وعلى رغم أن ما ذكر بأن جدول أعمال القمة التي تستضيفها ليبيا لن يتضمن هذا الملف بهدف إنجاح القمة التي ستعقد بعد غياب دام سنوات للالتفات لمصالح شعوب المنطقة. ولكن هل هذا التصرف التكتيكي صواب؟ وان كان صحيحا فهو لم يفلح أيضا في منع انهيار القمة على رغم عدم رشح أية خلافات من الاجتماع الوزاري الذي كان يحضر لها.
لماذا يجتمع القادة إذا لم يكن اللقاء لمناقشة القضايا المهمة بين الدول الأعضاء؟ ومن هو الطرف الذي سيقوم بحل مشكلاتنا إذا أحجم القادة أنفسهم عن السعي لمواجهتها وطرح خيارات الحل؟. الم يكن في إمكان قادة خمس دول عربية القيام بدور توفيقي لحل مشكلة مزمنة بين الأشقاء؟ أسئلة كثيرة تدور في الذهن بهذا الصدد ولا تجد حلا.
قالت المغرب إنها غير راضية عن تصريحات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بشان تأكيده على موقف بلاده من "البوليساريو" وعليه أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس عدم حضوره القمة. كما ذكرت مصادر أن الجزائر طلبت إدراج ملف الصحراء في جدول الأعمال. وكل هذه الأسباب تعد واهية أمام عظم الحدث وتداعيات تأجيله. الم يكن من الأفضل أن يتم اللقاء، وإذا استمرت الخلافات فعندها يتم الإعلان عن عدم إحراز تقدم، لكن دفن الرؤوس في الرمال يعني أننا ننتظر أن يأتينا الحل من الطرف الآخر وهو التدخل الأجنبي كما حدث في أكثر من قطر عربي. تمنياتنا أن تتمكن الدبلوماسية الليبية من تجاوز الوضع ولم الشمل في اقرب وقت ممكن
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 992 - الثلثاء 24 مايو 2005م الموافق 15 ربيع الثاني 1426هـ