أنا ما أدري ليش كلما أشوف برنامج من البرامج الأسرية التي يقدمها التلفزيوني الناجح الأخ سامي هجرس الاحظ نفسي مشدودا إلى جهاز التلفزيون مصغيا إلى كل ما يبحث ويناقش من جانب الاخوة والأخوات المشاركين في حوارات البرنامج. .. أعتقد ان السبب الرئيسي هو حسن إدارة الحوار من جانب مقدم البرامج سامي هجرس وثقته بنفسه وكذلك جودة اختيار المادة موضوع النقاش والتي تمس الشريحة الكبرى من المجتمع البحريني... وفي مساء الأحد كان موضوع البرنامج "ظلم الزوجة المطلقة للذي كان سابقا زوجها" ومع أن قاضي المحكمة الشرعية المشارك في البرنامج الشيخ حمد الدوسري ذكر بأن إحدى الزوجات المطلقات انهالت بالضرب المبرح على طليقها أمامه ألا أنني لم أسمع من باقي المشاركين حقيقة ما يجري في مجتمعنا "المحافظ" وحتى الأزواج الثلاثة المطلقين والذين لم نر وجوههم كانوا يروون معاناتهم مع طليقاتهم في زاوية ضيقة جدا تتمثل في مشكلات رؤية وحضانة الأطفال فقط... والإحصائية التي ذكرتها العقيد عواطف الجشي المشاركة أيضا في البرنامج بشأن عنف الزوجات ضد أزواجهن في البحرين العام 2004 هي بالتأكيد ناقصة ثلاثة أصفار على اليمين "ذكرت العدد 14والواقع هو 14000"... هذا بالنسبة للأزوج المطلقين والذين نفذوا بجلدهم ولكن ماذا عن الأزواج الذين لم ينفذوا بجلدهم ومازالوا لأي سبب من الأسباب رازحين تحت وطأة الحكم الدكتاتوري المنزلي للنوم والصحيان والأكل والشرب وعدم الخروج من المنزل إلا بإذن "وقد يسمح له وقد لا يسمح على مزاج صاحبة المنزل في ذلك اليوم" وعدم الدخول للمنزل قبل تنظيف الثياب بواسطة مكنسة كهربائية مخفية في السيارة خوفا من وجود شعرة نقلها الريح من أي مكان واستقرت على ملابسه من دون أن يدري أو نقطة فيمتو وقعت بالخطأ على طرف ثوبه "يا ويله وظلام ليله" وعندما يكون في المنزل فإن جلوسه هادئ لا ينطق إلا عندما يطلب منه وإن تحدث فلابد أن تكون يداه ملتصقتين بجسمه "نعم سيدتي أو لا سيدتي" بالطريقة نفسها مخاطبة العسكري لقائده... هذا هو الزوج المرعوب... وليسمح لي الأخ المسرحي الناجح مدير فرقة البحرين المسرحية أحمد يوسف الصايغ أن استعير اسمه على عنوانه في البريد الإلكتروني "مرعوب" لأطلقه على الكثير من الأزواج في البحرين ولتعذرني الزوجات الفاضلات فأنا لست أهاجمهن هنا ولكني أقول الواقع وهذه سنة الحياة "الزوج ما يجي إلا بالعين الحمرة"... طبعا أنا أعرف الكثير من الأزواج المرعوبين من زوجاتهم "سيماهم على وجوههم" عندما تراهم ومن السهل على أي واحد من القراء الكرام أن يتعرف علي الزوج المرعوب في المنزل من تصرفاته العنترية خارج المنزل... تلاقيه مختال في مشيته وفارد جناحيه مثل الطاووس "يا أرض أحفظي ما عليك" وماسك قبضته على طول باحث عن مشكلة يشارك فيها أو يصطنعها لكي يحرك على الأقل عضلاته الخاملة والغير مستخدمة في المنزل ولكي يخرج ما بنفسه من كلام وأفعال مكبوتة لا يقوى على النطق لها في عشه السعيد... وحمال الأسية المرعوب تجده في أيام العطل الاسبوعية في السوق أو في أحد المجمعات التجارية ماشيا مع صاحبة الجلالة مطأطئ الرأس "وين الطاووس" حاملا أكياس المشتريات النسائية متحاشيا السلام أو النظر لأي كان "الله يكون في عونه"... وفي نهاية الحلقة تتهم الزوجة الزوج بالظلم... بالله عليكم الآن من الظالم ومن المظلوم؟ المشكلة الحين إذا زوجاتنا قرأوا هذا المقال "رحنا ملح"
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 991 - الإثنين 23 مايو 2005م الموافق 14 ربيع الثاني 1426هـ