"إسرائيل قيمة أميركية" عبارة قالها مدير منظمة "إيباك" التي تمثل اللوبي اليهودي الإسرائيلي، وهي تلخص لكل من يسمع بوعي ما تمثله "إسرائيل" بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية على مر العقود، وهي علاقة ترابط أبدي بالنسبة لليهود والأميركيين لأن "إسرائيل" تمثل "بلد الحرية والديمقراطية" بالنسبة للأميركيين والعلاقة السياسية الأميركية - الإسرائيلية أقوى من علاقتها مع أية دولة أخرى في العالم.

عبارة أخرى قالها قبل أيام في المنتدى الاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس الأول في الأردن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه "ليس هناك عملية سلام، فالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عمل فردي وليس في إطار عملية السلام". هذه عبارة تمثل أيضا حقيقة واضحة جدا، وموسى من الأشخاص الذين يقدرون تصريحاتهم ويعونها وتصريحه يعتبر شجاعا لأن الواقع على الأرض يعزز هذه الحقيقة، لأن الانسحاب الإسرائيلي حتى لو حدث في أغسطس/ آب سيكون آخر انسحاب يقوم به العدو وبالتالي لن تتحرر فلسطين المحتلة كما هو مؤمل.

الاعتراف بالعجز في التعامل على مستوى الندية مع "إسرائيل" وأن "عملية السلام" هي مجرد "سراب" تسير الدول العربية نحوه أمر صعب جدا لأن الواقع بالنسبة للسياسيين ما عاد يسمح للاعتراف بهذا الأمر، إذ إن الإقرار سيغلق القناة الضيقة الوحيدة المظلمة التي يسيرون فيها تجاه "إسرائيل" وبالتالي لن يبقى أمامهم أي خيار آخر في كيفية التعامل مع "إسرائيل الأميركية"، ولا يمكن إغفال تضرر مصالح الدول العربية إذ وصل الأمر إلى هذا الحد.

هل بالتالي ما عاد أمامنا حل آخر سوى الخضوع لـ "إسرائيل" وكل ما تفرضه علينا مباشرة وعن طريق أميركا؟ الإجابة "نعم" عند السياسيين و"لا" وألف "لا" عند المقاومين