يعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" نفسه ممثل القطاع الخاص وأصحاب الأعمال والتنفيذيين المؤثرين في العالم، ويقول إن عضويته تتشكل من نحو ألف شركة عظمى في العالم. ويرى المنتدى أن مشكلات العالم لا يمكن ان تترك للحكومات فقط، وانما على أصحاب الأعمال والتنفيذيين المؤثرين أن يشتركوا في طرح وتنفيذ الحلول على مستوى عالمي لأن العولمة حولت العالم إلى قرية صغيرة وأصحاب الأعمال هم أول الخاسرين عندما تنهار السياسة ويعم الفساد الإداري والمالي هذه المنطقة أو تلك.
المنتدى لديه نحو مئتي موظف ينطلقون من مدينة دافوس السويسرية في نشاطاتهم ومبادراتهم من خلال عقد اللقاءات مع أصحاب القرار السياسي وتبادل الآراء وطرح الحلول. والمنتدى الذي يحتوي على نحو ألف شركة كبيرة جدا في العالم لا يمكن التقليل من شأنه. فعندما وافقت الأردن على إعادة صوغ مناهج التعليم وربطها بتكنولوجيا المعلومات حصلت الحكومة الأردنية في العامين 2003 و2004 على نحو 14 مليون دولار لتطوير المدارس وربطها بشبكة الكترونية معلوماتية واحدة.
بدأ المنتدى يركز على الشرق الأوسط بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 ولذلك انعقد في الأردن على مدى السنوات الثلاث وسينعقد في مصر العام المقبل. وفي العام 2004 تأسس مجلس الأعمال العربي من داخل المنتدى لتمثيل كبار أصحاب الأعمال العرب، وانتخب رجل الأعمال المصري شفيق جبر رئيسا له، والتنفيذي البحريني خالد عبدالله جناحي نائبا للرئيس. واتفق مجلس الأعمال العرب على تأسيس مجالس وطنية للتنافسية في كل الدول العربية التي تسمح بذلك. وفعلا تأسس مجلس للتنافسية في مصر وفي الأردن، ويجرى حاليا تأسيس مجلس للتنافسية في البحرين برئاسة رجل الأعمال البحريني جواد حبيب.
وأثناء مشاركة الوفد البحريني في اجتماعات دافوس التي عقدت في البحر الميت ما بين 20 و22 مايو/ أيار الجاري رحب المسئولون في المنتدى الاقتصادي العالمي بالخطوة البحرينية وقرروا دعمها من خلال المشاركة في تنظيم ورشة عمل إقليمية لدول الخليج في يونيو/ حزيران المقبل. بعد ذلك أبدى القطريون والكويتيون والإماراتيون رغبتهم في المشاركة في الورشة التي تهدف إلى الأسلوب الذي يعتمده منتدى دافوس لقياس قوة الاقتصاد الوطني ومقارنته مع الدول الأخرى على أساس تنافسي يعتمد الكفاءة والضوابط المعتمدة دوليا.
الوفد البحريني كان من أكثر الوفود الخليجية التي نشطت خلال اجتماعات منتدى دافوس في البحر الميت، وشارك نائب رئيس مجلس الأعمال العربي خالد جناحي في عدد من أهم الاجتماعات. وكان لي شرف المشاركة بورقة في إحدى ورش العمل التي شهدت مداخلات نوعية بشأن دور الإعلام في الإصلاح السياسي، شارك فيها عدد من التنفيذيين وأصحاب الأعمال المؤثرين في العالم العربي.
واحد من شروط حضور المنتدى هو عدم نشر كل ما يقال إلا برخصة ممن قاله، وهذا يعكس الجو العام الذي يوجه الاجتماعات التي توزعت على نحو سبعين ورشة عمل وعدد لا يحصى من اللقاءات الفرعية التي ينظمها من حضر المنتدى مع بعضهم بعضا. ولكن، ومع حصول الاختلاف بشأن عدد من القضايا المبدئية، إلا ان الخطاب الذي انتشر في المنتدى كان موحدا بين الحاضرين الذين رأوا أن العالم العربي يمر بمرحلة "حاسمة"، وان على الإصلاحيين "انتهاز الفرصة" ونقل البرامج الإصلاحية من مرحلة "الكلام" إلى مرحلة "التنفيذ الفعلي" الذي يشعر به الناس. أحد كبار أصحاب الأعمال العرب قال في مداخلة مهمة له: "الإصلاح آت، آت، آت... لا محالة"، وآخر قال: ان "قوى الإصلاح إذا لم تغتنم هذه الفرصة فإن التاريخ لن يرحمهم، الشعوب العربية ستعتبرهم جزءا من منظومة الدكتاتورية وسيخسر الجميع"
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 991 - الإثنين 23 مايو 2005م الموافق 14 ربيع الثاني 1426هـ