العدد 991 - الإثنين 23 مايو 2005م الموافق 14 ربيع الثاني 1426هـ

متحف ما قبل التاريخ

باريس - أنيك بيانكيني 

تحديث: 12 مايو 2017

شيد على سفح نتوء صخري هائل وانتصب مكان ملجأ تحت الصخر، يعرض متحف ما قبل التاريخ الوطني في أيزي - دو - تاياك، في منطقة دوردوني، جنوب غرب فرنسا، مجموعة أثرية فريدة من نوعها في العالم، مصدرها المواقع الأثرية الشهيرة في وادي فيزير، المصنف على قائمة تراث الانسانية العالمي من قبل الأونيسكو لغنى آثاره من العصر الحجري القديم، يقع في قلب منطقة بيريغور السوداء، بلاد مونتاني، الشهيرة بتاريخها وبروعة مناظرها ذات الغابات السوداء الكثيفة واطعمتها الشهية المعترف بها في سائر انحاء العالم. ينتظر المتحف نحو 300 ألف في العام.

أقيم منذ شهر يوليو/ تموز 2004 في مبنى المعماري جان بيير بوقي الجديد، وعرضت فيه نحو 18 ألف تحفة مع مجموعة من 6 ملايين قطعة، يقول المعماري جان بيير بوفي مصمم المكتبة الاعلامية في تولوز وواجهة حديقة برسي في باريس ان "المتحف الجديد يشير الى وجود الانسان في القرن الحادي والعشرين ويضع في الوقت نفسه حداثته في بيئة تطبعها ضخامة النتوء الصخري وصغر قرية ايزي - دو - تاياك التاريخية ذات الـ 900 نسمة وآثارها القرومتوسطية".

يعود تشكيل المجموعات الى العام ،1913 منذ طلب الباحث المثابر دني بيروني من الدولة شراء قصر أيزي الذي يعود الى القرن السادس عشر لوضع مخزن حفويات ومتحف، واغتنت المجموعات منذ ذلك التاريخ بفضل ما عثر عليه في المنطقة وما قدمه المتبرعون.

يقول مدير المتحف منذ العام 1988 جان جاك كليي - ميرل ان "خيار المتحف السياسي تم على اساس الا يعرض فيه مجمل تاريخ البشرية، انما مرحلة العصر الحجري القديم، انسان نياندرتال الذي انقرض منذ 50 الف عام، وانسان كرومانيون الذي عاش ضمن مجموعات منظمة اجتماعيا ومارس دفن موتاه وصنع أدوات ذات بعد رمزي".

ندخل المتحف الجديد كما لو اننا نبحر في رحلة الى أصول البشرية. فمنذ المدخل تعرض المراحل الكبرى للتاريخ البشري على شاكلة نقش في الانتروبولوجيا وتذكير بالتاريخ الافريقي منذ رجل استراليا، جرى تناول موضوعات عدة ومنها موضوعة الشهيرة لوسي، هذه المرأة التي تعود الى 3,5 ملايين عام واكتشفت في أثيوبيا العام .1974 ومن ثم نتدرج نحو أروقة المعرض الدائم الذي يضع الزائر في صميم الزمن، فيكتشف سبعة أقسام تشمل مجموع مرحلة العصر الحجري القديم على شاكلة "دراسة الطبقات المثالية".

بعد خروجه من "بئر الزمن" يتجه الزائر مسلحا بـ "مفاتيح القراءة" الضرورية في الرواق السفلي، اذ يكتشف على طول ممر مختلف الثقافات المادية التي تعاقبت منذ الـ 400 ألف وحتى الـ 100 ألف عام. كما تسمح هذه المسيرة بمتابعة تطور الثقافات فهناك: الاغراض الأولى، وفن الاثاث... وجرى تناول عدة موضوعات مثل طريقة عيش مجموعة بشر نياندرتال أو ظهور الانسان الحديث.

في الرواق العلوي، يدعى المشاهد الى سلك مسيرة تعريفية تنطلق من البيئة الخارجية للانسان الاول نحو شبه الظلام في المغاور المزخرفة وهنا يمكن تأمل تمثل مسكن ما قبل تاريخي، والمساكن في ملاجئ وأماكن عثر فيها على الاغراض والأدوات المعروضة في مختلف انحاء الرواق وفي هذا المكان جرى عرض قبر "ولد المجدلية"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً