العدد 990 - الأحد 22 مايو 2005م الموافق 13 ربيع الثاني 1426هـ

منتدى الاقتصاد العالمي: التاريخ يساعد من يساعدون أنفسهم

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

افتتح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يوم "الجمعة" 20 مايو / أيار، في البحر الميت المنتدى الاقتصادي العالمي، معلنا أن "رياح التغيير الإيجابي تهب في أرجاء المنطقة". وقال العاهل الأردني، أمام نحو 1200 شخصية عالمية "إنها حقا لحظة اغتنام الفرص؛ فلم يسبق أن أتيحت فرصة أعظم من هذه للتقدم، إذ نشهد اليوم أن رياح التغيير الإيجابي تهب في أرجاء المنطقة. ولعب الكثيرون منكم دورا قياديا في هذا المضمار".

ثم أضاف قائلا: "لدينا قضايا سنطرحها في المنتدى تتعلق بالوضع السياسي والأمني وعندنا بعض الطلبات الواضحة من دول الجوار، جزء منها هو مساعدتنا في الجانب الأمني بضبط الحدود ومكافحة شبكات الإرهاب والتسلل التي تفد من الخارج إلى العراق ونطلب من الأسرة الدولية ومن الأمم المتحدة مساعدتنا في العملية الدستورية الجارية حاليا".

وعلى رغم كون المؤتمر اقتصاديا في تسميته وجدول أعماله، فإنه طغت على جلساته، وكما كان واضحا في كلمة العاهل الأردني، القضايا السياسية، وهو امر متوقع من أي مؤتمر يعقد في مدينة عربية.

ما تجدر الإشارة إليه أنه عند تصدي أي من المتحدثين العرب لمناقشة أي من الموضوعات مثل التعليم والتنمية... إلخ وجدناه ينحرف بشكل مفاجئ نحو القضايا السياسية تاركا الموضوعات التنموية جانبا. هذا من جانب ومن جانب آخر تسود مداخلته نبرتان متناقضتان: الأولى عندما يتحدث عن المنطقة العربية بشكل شمولي، حينها نجده يمارس عملية نقد ذاتي قاسية تصل إلى حد جلد الذات وتضع المستمع في حال قريبة من الإحباط. والعكس صحيح عندما ينبري المتحدث ذاته إلى البلد الذي ينتمي إليها أو المؤسسة التي يمثلها، حينها تتراجع السلبيات لتحل مكانها نبرة التشدق بالإيجابيات التي تصل إلى حد يشعر فيها المتلقي أن حالا طوباوبة افلاطونية قد تحققت هناك.

منطق العقل يقول إنه طالما الكل يعاني من العجز والتخلف فمن غير المعقول أن تنعم الأجزاء بمظاهر أخرى مختلفة، لكن منطق البداوة وذهنية القبيلة التي لا تتجاوز نظرتها حدود المضارب ولا تستطيع أن ترى أبعد من الحاضر الذي تعيشه مغلفا بطبقة سميكة من التاريخ الذي عاشته، لا يمكنها إلا أن تسلك هذا المسلك. فنظرتها المحدودة تمنعها من توقع الاستنتاجات غير المنطقية المبنية على بيانات غير صحيحة، تصلح للعمل الدعائي الإعلاني المتخلف والاستهلاك الآني المباشر، وليس للخطط التنموية المتوسطة أو بعيدة المدى المبنية على حقائق مستقاة من المسوح الميدانية والدراسات المباشرة.

وتشير الكثير من التوقعات إلى أن المنتدى قد فقد الكثير من زخمه، يدل على ذلك تراجع مستوى التمثيل وخصوصا من الجهات غير العربية، وكذلك عدد المشاركين المتوقعين. ولربما كان السلوك غير العلمي للمشاركين العرب هو أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء مثل ذلك التراجع. وعلى العرب أن يغيروا سلوكهم إن هم أرادوا الاستفادة من مثل هذه الفعاليات، فالتاريخ يساعد من يريدون أن يساعدوا أنفسهم فحسب

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 990 - الأحد 22 مايو 2005م الموافق 13 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً