"خليج توبلي" محمية طبيعية. .. هذا آخر ما طالعتنا به الصحف، فبعد أن جال النواب وصالوا لاح بأن الحكومة ستقرر الاستفادة من الخليج الذي يضم إحدى أغنى البيئات البحرية ومصائد الأسماك ومواطن نبات القرم. ولكن حين نقرأ بين السطور، نكتشف بأن التطوير سيطال جزءا من هذا الخليج، والسؤال المطروح؛ لماذا سيقتصر التطوير على المساحة غير المدفونة؟ ولماذا لا يستفاد من الخليج بأكمله؟ هل الحجة بأن هناك الكثير من مباني المتنفذين على هذه الأرض، أم أن الحجة هي عدم صلاحية الأرض التي تحولت إلى مجرد مساحة خالية مليئة بمخلفات المباني وبقايا الحيوانات الميتة.
وحين نعود إلى الوراء قليلا، ونسترجع صورة الخليج فإننا سندرك بأن جزءا كبيرا من الخليج سيذهب في مهب الريح، ولن نتمكن من استرجاعه أبدا، فالمباني الحالية لن تتوقف عن هذا الحد، وإذا أعاقنا مبنى واحد ففي المستقبل ستعيقنا مباني عدة.
قد يهول البعض من هذا الطرح، ولكن يكفيهم أن يقوموا بزيارة خاطفة ويجولوا في الخليج، فحين يرون النباتات الملتفة التي تعانق بعضها بعضا، وحين يرمقون الطيور بأشكالها وهي تحط بين أحضان الخليج وتحرك بأقدامها مياهه الساكنة وتلامس بأجنحتها أوراق النبات، حينها سيدركون بأن المساحة التي ذهبت للمتنفذين هي جزء من أرض يملكها كل فرد من أفراد المملكة ولا يجوز بأي وجه من الوجوه التفريط فيها، ولنتصور معا صورة الخليج بأكمله
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 990 - الأحد 22 مايو 2005م الموافق 13 ربيع الثاني 1426هـ