طالب المتحدث باسم الحكومة العراقية أمس زعماء السنة العرب في البلاد بإيضاح موقفهم حيال استهداف رجال الشرطة والأمن في البلاد على خلفية مؤتمر عقدوه في بغداد أمس الأول. وقال المتحدث ليث كبة في مؤتمر صحافي أمس ان "على زعماء المؤتمر ان يتخذوا موقفا واضحا إزاء قتل رجال الشرطة والعنف السياسي "..." لأن من خلال العنف تمرر المؤامرات". ودعا القوى والشخصيات الدينية والسياسية التي شاركت في المؤتمر الى ضرورة توعية العرب السنة على مخاطر اللجوء الى العنف.
وردا على مطالبة المؤتمر باستقالة وزير الداخلية بيان باقر صولاغ جبر، قال كبة: "من اللا معقول ان من لم يدعم العملية السياسية ولم يشارك في أي شيء يأتي في آخر لحظة ليطلب استقالة وزير".
في غضون ذلك، دعت هيئة علماء المسلمين في العراق أمس الأمم المتحدة للتدخل لإيقاف عمليات الاعتقال التي تطال أئمة المساجد السنية من قبل أجهزة الأمن والجيش العراقي من دون أي سند قانوني .
إلى ذلك، بدأ ممثلون عن الزعيم الديني مقتدى الصدر أمس وساطة في هذا التوتر. واستقبل قياديون في هيئة علماء المسلمين وفدا من تيار الصدر في مقر الهيئة في مسجد أم القرى في بغداد. وبدأت محادثات مع الشيخ عبدالسلام الكبيسي المكلف العلاقات العامة في الهيئة. وقال مسئول في المكتب الإعلامي للهيئة "الأمر يتعلق بوساطة وسنتكلم لاحقا بشكل علني عما حصل"، مشيرا إلى أن القوى الأمنية تعرضت مجددا لمواطنين سنة.
من جانبه، قال الشيخ عبدالهادي الدراجي من التيار الصدري إن "الصدر أجرى اتصالات هاتفية مع كل من رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبدالعزيز الحكيم ورئيس هيئة علماء السنة حارث الضارى للتوسط لإنهاء الأزمة بين الجانبين ولقي ترحيبا منهما". ولم يفصح الدراجي عن تفاصيل الوساطة، ولكنه قال "إن نتائج المشاورات مع هذه الجهات جارية وستعلن النتائج قريبا".
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس ان رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري سيزور إيران قريبا.
وفي الأردن، صافح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وزير البني التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر بينما كانا في البهو الرئيسي لقصر المؤتمرات اذ تعقد جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في شاطئ البحر البيت. وشاهد الصحافيون والمراسلون المصافحة بين الرجلين ومحادثة مقتضبة باللهجة العراقية بينهما بعد ان عرف بن اليعازر عن نفسه بأنه عراقي الأصل. وبادر بن اليعازر الذي كان اسمه "فؤاد" بالقول "شلونك" فأجاب زيباري بالإنجليزية "بخير" قبل ان يكمل بالعربية "الحمد لله" ثم تصافحا بحرارة أمام وسائل الإعلام وتبادلا كلمات مجاملة قبل ان يكمل كل منهما طريقه في اتجاه مختلف. وقدم وزير الري الأردني رائد أبوالسعود بن اليعازر الى زيباري. ووصف زيباري المصافحة بأنها مجرد مجاملة. وأكد ألا خطوة ستتبع هذه المصافحة بين بلاده و"إسرائيل" وألا تطبيع للعلاقات بينهما
العدد 990 - الأحد 22 مايو 2005م الموافق 13 ربيع الثاني 1426هـ