العدد 990 - الأحد 22 مايو 2005م الموافق 13 ربيع الثاني 1426هـ

عراق مجزأ بلا "السنة"

رصدت الصحف الأميركية الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق وأكدت كما فعلت وزيرة الخارجية كوندليزا رايس على ضرورة "احتواء السنة" لوقف ما يسمونه "التمرد" في العراق وأكدت إحدى الافتتاحيات أن حلم بناء عراق جديد لن يتحقق إلا إذا نجح الشيعة والأكراد في ضم السنة. .. وحملت إيران مسئولية ما يجري فـ "طهران ستكون في غاية الارتياح لرؤية الجنود الأميركيين عالقين إلى الأبد في العراق".

لكن الأبرز هو الكشف عن أن المسئولين الأميركيين حذروا قوى الأمن العراقية من تعذيب السجناء ومنع حصول انتهاكات التي أورد التقرير نماذج شائنة منها! ولم تغب الضغوط التي تمارس على سورية عن التقارير فالإعلان عن اجتماع لجماعة الزرقاوي في دمشق هو من ضمن الحملة الأميركية لتشديد الضغوط ومؤشر على نجاحها وجدواها... فثمة "شائعة تقول إن الولايات المتحدة ستضع حزب البعث على لائحة المنظمات الإرهابية" قد تقود بشار الأسد إلى تغيير اسم الحزب الحاكم.

"نيويورك تايمز": عراق مجزأ

ونشرت "نيويورك تايمز" افتتاحية تحت عنوان "عراق مجزأ" شددت خلالها على استحالة بناء عراق جديد من دون مشاركة السنة بشكل فاعل في الحياة السياسية، واستهلتها بالقول إن إدارة بوش قد تنبهت أخيرا إلى التداعيات السلبية المحتملة لإخفاق الحكومة الجديدة في ضم ممثلين ذوي صدقية عن الأقلية السنية. لافتة إلى أن قلق واشنطن في هذا الشأن هو الذي دفعها إلى إرسال رايس إلى بغداد. وحذرت من أن غياب السنة عن صناعة القرار السياسي يعزز تعاطفهم مع التمرد. غير أنها استدركت بأن ثمة دولة واحدة تستفيد من غياب التمثيل السني ألا وهي إيران. وأضافت ساخرة انه خلال اختبارها للصبر العالمي في ما يتعلق بملفها النووي، فإن طهران ستكون في غاية الارتياح لرؤية الجنود الأميركيين عالقين إلى الأبد في محاربة التمرد في العراق.

وعلق جون بيرنز في "نيويورك تايمز" على زيارة وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إلى العراق. فاعتبر أن إيران أوفدت خرازي للتأكيد على أنها تلعب دورا مؤثرا في العراق. أما على الجانب العراقي فاعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز أن الزيارة تسلط الضوء على التغييرات التي طرأت على سياسة العراق الذي خاض حربا طويلة مع إيران. لافتا إلى أن حكومة بغداد تضم اليوم مسئولين يتمتعون بعلاقات شخصية مع الزعماء الإيرانيين. ورأى أن خرازي حاول إيصال رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن إيران ستمارس تأثيرا كبيرا في العراق على المدى البعيد خصوصا بعد انسحاب القوات الأميركية.

"غلوبل إنتلجنس": "البعث" والإرهاب

وكتب "غلوبل إنتلجنس" "مركز الدراسات الاستراتيجية والجيوسياسية" من على موقعه مقالة على خلفية ما أعلنه الجيش الأميركي من أن موجة التفجيرات الأخيرة في العراق تقررت خلال "قمة إرهابية" لمساعدي الزرقاوي عقدت في سورية الشهر الماضي. واعتبر المركز أن هذا الإعلان مؤشر على أن أميركا تتجه إلى تكثيف الضغوط على سورية. وإذ ذكر أن الإدارة الأميركية تطالب سورية بوقف تسلل المقاتلين، أكد أن النظام السوري ليس لديه الحوافز أو القدرة الكافية للقيام بذلك. وأوضح أن حكومة بشار الأسد لا تجد سببا واحدا يدفعه إلى التعاون مع أميركا كما انه لا يملك القدرات اللوجيستية والميدانية اللازمة لتحقيق ذلك.

وهذا الأمر كان واضحا في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسد في 5 مارس/ آذار الماضي أمام مجلس الشعب عندما قال ساخرا إن الأميركيين يقولون إنهم غير قادرين على حماية حدودهم في حين يطلبون من السوريين حماية حدودهم. إلا أن المركز أكد في سياق متصل أن الأميركيين منشغلون في العراق وليس لديهم النية حاليا في تغيير النظام في سورية خصوصا لعدم وجود بديل مناسب. غير انه استدرك مشيرا إلى أن مصدرا قريبا من نظام الأسد كشف للمركز عن شائعة سرت داخل النظام السوري تقول إن واشنطن تنوي وضع حزب البعث على لائحة المنظمات "الإرهابية". وتابع انه بغض النظر عن صحتها، إلا أن هذه الشائعة قد أرعبت الأسد إلى درجة دفعته إلى البحث في إجراء تغيير في اسم حزب البعث خلال المؤتمر المقبل للحزب. ورأى المركز أن ذلك إن حصل فإنه سيشكل بداية مرحلة جديدة مؤكدا أنه لن يفاجأ إذا أطلق على حزب البعث اسم "الحزب الديمقراطي السوري"

العدد 990 - الأحد 22 مايو 2005م الموافق 13 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً