العدد 989 - السبت 21 مايو 2005م الموافق 12 ربيع الثاني 1426هـ

الذكرى الـ 15 للوحدة اليمنية

احتفالات في حضرموت بالمناسبة

علي عبدالله البجيري comments [at] alwasatnews.com

-

يحتفل الشعب اليمني ومعه أشقاؤه في مملكة البحرين وأصدقاؤه في جميع البلدان العربية والإسلامية بالذكرى الخامسة عشرة لإعادة توحيد الوطن اليمني الغالي في يوم 22 مايو/ أيار ،1990 إذ تحتضن حضرموت إقامة الاحتفالات والعروض الكرنفالية بهذه المناسبة العظيمة.

إن تحقيق الوحدة اليمنية مثل أكبر وأعظم انتصار ومكسب في حياة الشعب اليمني والوطن اليمني، وكان ثمرة لنضالات أبنائه المخلصين، وتتويجا لثورتيه 26 سبتمبر/ أيلول 1962 و14 أكتوبر/ تشرين الأول .1963

ومنذ الوهلة الأولى لوضع أسس دولة الوحدة تم اختيار النهج الديمقراطي مسارا لا حياد عنه، إذ أصبح رديفا وأساسا متينا لترسيخ الوحدة اليمنية، وفي ضوء ذلك النهج جرى استفتاء على الدستور الذي ضمن ممارسة الحريات العامة وإقامة الجمعيات والأحزاب السياسية وحرية الصحافة.

كما جرت انتخابات لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب "البرلمان" وفي المجالس المحلية في المحافظات والمديريات، ونمت وتطورت الممارسات الديمقراطية والحريات العامة كما تنامى دور ونشاط جمعيات المجتمع المدني.

ولقد سمح هذا النهج بإشراك القوى الحية في المجتمع ومؤسساته المدنية في عملية اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي، ما اكسب اليمن احتراما وتقديرا على المستوى الدولي باعتباره من الدول الديمقراطية التي تحرص على حماية الحريات العامة واحترام القوانين الخاصة بشرعة حقوق الإنسان.

وفي إطار الخطط التنموية لدولة الوحدة، اعتبرت الإنسان اليمني هو هدف وغاية التنمية، وكرس ذلك بحسب الأولويات، وانصب الاهتمام كذلك على إقامة البنية التحتية والأساسية للبلد والمجتمع ونشر التعليم ومراكز العناية الصحية والاهتمام بالمجال الزراعي والثروة السمكية باعتبارهما ركيزتين ارتبط بهما الإنسان اليمني واعتمد عليهما في نشاطه وتأمين معيشته، إلى جانب الأنشطة الأخرى من تجارة وصناعة متواضعة، وأخيرا الاهتمام بالثروات النفطية والمعدنية "الواعدة"، إذ يسهم الدخل من عائدات النفط بنسبة مهمة في عملية التنمية.

وخلال العام الجاري يتم تنفيذ مشروع عملاق للغاز الطبيعي واستكمال منشآته الإنتاجية والتجميعية وإقامة شبكة أنابيب تربط المحافظات الجنوبية والوسطى بشبكة موحدة وبميناء جديد على البحر العربي "في محافظة شبوة" بغرض التصدير إلى الخارج، إذ تصل كلفة المشروع إلى 3,5 مليارات دولار.

إن خطة التنمية تهدف إلى توسيع مساهمات القطاع الخاص في عملية التنمية، وخلق فرص جديدة للعمل، وتحقيق الأمن الغذائي، وتطوير البنية التحتية، وتمكين المرأة من المشاركة الفعلية في اتخاذ القرار.

إن أداء الاقتصاد يشهد تحسنا ملحوظا، كما تهيأ المناخ الملائم لجذب مزيد من الاستثمارات الخارجية في عملية التنمية في اليمن وخصوصا أن ظروف وعوامل مشجعة للاستثمار متوافرة ومنها اليد العاملة اليمنية، واحتياجات السوق للكثير من المنتجات للاستهلاك المحلي، كما أن اليمن يزخر بمواقع أثرية وسياحية تستقطب اهتمام السياح الأجانب، ومن دون شك فإن الاستثمار في المجال السياحي متاح ومطلوب، كما تستقطب الجزر اليمنية وأهمها جزيرة سوقطرة اهتمام السياح والاستثمار فيها واعد ومشجع.

تحققت إنجازات كثيرة في اليمن في ظل قيادة الرئيس علي عبدالله صالح، وانعكست بشكل إيجابي على مكانة الوطن وحياته، وامتد تأثيرها إلى ميدان السياسة الخارجية وعلاقات اليمن بالدول الشقيقة والصديقة، وقد كان من أولويات دولة الوحدة حل قضايا الحدود مع الأشقاء بصورة سلمية وودية، إذ من خلال المفاوضات المباشرة جرى ترسيم الحدود مع الأشقاء في كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وعبر التحكيم الدولي جرى حل النزاع على جزيرة حنيش مع أرتيريا. لقد أفضى هذا النهج في اللجوء إلى حل منازعات الحدود بالطرق السلمية إلى احترام المجتمع الدولي لليمن ولأشقائه، وأصبح هذا المسلك محل اهتمام الباحثين والدارسين للقانون الدولي ونطاق تطبيقاته.

إن الجمهورية اليمنية تقف مع الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حقوقه الثابتة في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على أرضه ووطنه، وتقف مع الأشقاء في دعم القضايا العربية المصيرية ومساندة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لحفظ السلام والأمن الدوليين.

إن الجمهورية اليمنية ترتبط بعلاقات تاريخية ووشائج أخوية متينة ومتنامية مع مملكة البحرين، وهي تتطلع إلى مشاركة البحرين في احتفالاتها بعيد الوحدة اليمنية المباركة التي تقام في محافظة حضرموت المعطاء

العدد 989 - السبت 21 مايو 2005م الموافق 12 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً