كشفت تصريحات رئيسة جامعة البحرين الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة عن تناقض كبير. فالبيان الرسمي الصادر عن عميدة شئون الطلبة هدى الخاجة بشأن نجاح انتخابات مجلس الطلبة للعامين 2005/،2006 زف أطيب التهاني والتبريكات بسبب "النجاح الباهر للانتخابات، وإظهار الطلبة مستوى متميزا من خلال تنظيمهم ومشاركتهم في الانتخابات"، بينما اتهمت تصريحات رئيسة الجامعة "الجمعيات السياسية بإفساد الانتخابات، وما خلقتها من إفرازات خارجية طغت على الجو العام وفرقت الطلبة". هذه التناقضات في التصريحات بين مسئولي الجامعة تنم عن خلل في التعامل مع عملية الانتخابات، فالقوائم والتكتلات في أي مكان هي سمة أية عملية انتخابية، ولا يمكن لأي مترشح أن يعمل منفردا لإنجاح مشروع يرى في أهميته الكثير، ما يدعوه للتعاون أو "التحالف" مع الآخرين ممن يحملون التوجهات نفسها لتحريك أية مؤسسة بالطريقة التي يرونها مناسبة.

كل إنسان ينتمي إلى توجه معين ليبرالي أو إسلامي أو غيرهما. هذا التوجه هو ما يحرك هذا الإنسان الذي يسعى إلى تحقيق المصلحة العامة عن طريق آليات المدرسة التي ينتمي لها فكل توجه له رؤيته الخاصة في تحقيق هذه المصلحة.

السؤال: كيف أفسدت الجمعيات السياسية انتخابات مجلس الطلبة بينما الخاجة تؤكد أن "الانتخابات جاءت في أجواء ديمقراطية تنافسية طبعتها سمة السلوك الحضاري من قبل المترشحين والمنتخبين على حد سواء". هؤلاء المترشحون الذين ارتقوا الى هذا السلوك الحضاري ينتمون الى هذه الجمعيات السياسية التي اتهمتها رئيسة الجامعة بإفساد الانتخابات. ومن هنا يأتي السؤال إلى مسئولي الجامعة: "هل نجحت انتخابات مجلس الطلبة أم فشلت؟"؛ فتصريحاتكم متناقضة ومتضاربة، فإن نجحت فللجمعيات السياسية دور في ذلك، وإن فشلت فاعترفوا؟