العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ

دعوة إلى إصلاح الأوضاع تنطلق من البحر الميت

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

المنتدى الاقتصادي العالمي يقوده أصحاب الأعمال الذين تربطهم بمواقع القرار السياسي والاقتصادي علاقات وثيقة ومصيرية. غير ان انعقاد المنتدى في البحر الميت للسنة الثالثة على التوالي "20 - 22 مايو/ أيار الجاري" مازال خارج مساحة النفوذ الذي يسعى اليه المنتدى.

فالقطاع الخاص في البلدان العربية يشكل نحو 30 في المئة من حجم الاقتصاد، بينما تسيطر الحكومة "القطاع العام" على الباقي.

فلسفة المنتدى تدعو إلى نقل قيادة الاقتصاد من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وهذا يعني الحاجة الى إعادة تأهيل الهيكلية الاقتصادية لبلداننا العربية. فالقطاع العام الذي تديره الحكومات هو أكبر مصدر للمناقصات الكبيرة، وعليه فإن القطاع الخاص ليس سوى مجموعة من الافراد الخائفين على أرزاقهم، وهم يحتاجون لأن يتزلفوا الى المسئولين الرسميين لكي تتسهل اعمالهم التجارية.

القطاع العام أسير للمصالح الخاصة للمسئولين الذين يستطيعون ان يفعلوا ما يشاءون في غياب الديمقراطية والشفافية، والقطاع العام لا يهتم بالجودة أو الانتاجية، ولا يعتمد مقاييس النجاح الاقتصادية المعمول بها في عالم الاعمال.

ونتيجة ذلك فإن بلداننا اصبحت عشا للارهاب بسبب ضياع الفرص، وانحسار طموح الشباب الذي لا يجد وظائف مشرفة توفر له لقمة العيش الكريم.

المنتدى الاقتصادي العالمي قرر عقد مؤتمر سنوي للمرة الثالثة على التوالي في الأردن لاعتقاده أن "ثقافة دافوس" التي أدت الى انتشار نفوذ المنتدى من شأنها ان تساعد في تحريك الاوضاع الاقتصادية والسياسية نحو حلول ايجابية تضع المواطن الاعتيادي هدفا اساسا لها.

واحدة من القضايا التي ناقشها المنتدى هي الدور الأميركي في الاصلاحات المطروحة في الشرق الأوسط، ويبدو ان التشكيك في نوايا الولايات المتحدة سيبقى من أكبر المعوقات امام تفعيل الدور الاصلاحي الذي تتحدث عنه الإدارة الأميركية. غير ان الملاحظ هو ان التشكيك يختلف عن المعارضة للدور الاميركي، فكثير من الفاعلين على الساحة لا يعارضون مساندة خارجية للدفع بالاصلاح في البلدان العربية بعد ان تجمدت احوالنا على وضعيات لا تصلح لعصرنا الحالي. ولكن هل ستكون المساندة مقدمة لما يشبه الانتداب أو الاستعمار، أم هل ستكون هذه المساندة على حساب المبادئ؟ وما هي هذه المبادئ؟

على أرض الواقع تتحرك الاجواء السياسية في عدد من المناطق نحو أمر مختلف عن السابق. ففي الكويت منحت المرأة الكويتية حقها السياسي، وفي السعودية اجريت انتخابات بلدية، وفي البحرين تنشط الحركة السياسية والمجتمعية بشكل حيوي فريد من نوعه في الخليج. أما في فلسطين فإن حركة حماس دخلت الانتخابات البلدية وسيطرت على أكثر من ثلث المجالس البلدية وهي تقدم حاليا أنموذجا مختلفا للعمل البلدي الناجح وغير الفاسد، وتستعد حماس لدخول الانتخابات البرلمانية خلال الاسابيع المقبلة، ومن المتوقع ان تسيطر على النسبة نفسها في البرلمان.

العراق أنتج انتخابات حرة ونزيهة للمرة الأولى في تاريخه الحديث، والغريب ان فلسطين والعراق تحت الاحتلال، ولكن فرصة المواطن للتعبير عن نفسه اكثر من تلك المتوافرة للمواطنين العرب في البلدان الأخرى.

مصر وإيران تتحرك الاجواء السياسية فيهما وسط أجواء متفاعلة محليا واقليميا ودوليا بشأن الانتخابات الرئاسية والقرارات الكبرى المتعلقة بالأمن في الشرق الأوسط، هذا في الوقت الذي بدأت تمتلئ فيه وزارات المالية في الدول النفطية بعائدات النفط المتصاعدة والتي ربما توفر فرصة جيدة فيما لو استخدمت لتأسيس مستقبل جديد للشرق الأوسط يختلف عن الوضع الحالي الذي يتنبأ الجميع بانفجاره بشكل لا تعرف عواقبه اذا استمر كما هو الآن

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 988 - الجمعة 20 مايو 2005م الموافق 11 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً