العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ

في القرقور

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

اليوم هو يوم الخميس وإللي ما يتفسح مع أولاده وأهله يخيس. .. والعوائل البحرينية جميعها تحب الخروج وشمة الهوا خصوصا مساء يوم الخميس ومساء يوم الجمعة عندما تغيب الشمس ويبرد الجو قليلا... والغالبية من هذه العوائل مع بعض العائلات الزائرة للبحرين ترتاح لشمة الهواء مع عليل البحر على المنطقة الشمالية لشارع الملك فيصل وخصوصا الجزء الممتد من الإشارة الضوئية التي عند مشروع مرفأ البحرين المالي وحتى بداية الصعود على الجسر الجديد عند دوار اللؤلؤة... لأن هذه المنطقة مزدحمة بالكثير من المشروعات السياحية العائلية من مطاعم ومقاه وحدائق وألعاب ترفيهية للكبار والصغار ذات الأسعار المعقولة والتي من الممكن أن تكون في متناول الجميع... ولكن مع وجود هذا الكم الكبير من المشروعات في هذه المنطقة ألا أنها وبقدرة قادر تحولت إلى شبه القرقور ذلك المشبك المستخدم في صيد الأسماك... فالداخل إليها مفقود وليس له إلا مدخل واحد وصعب جدا من خلال لفة صغيرة على يمين المنعطف الذي على يمين الجسر الصاعد والتي لا يمكن أن ترى بواسطة العين المجردة وكل سيارة قادمة تحتاج إلى ثلاثة كشافين فيها واضعين يدهم اليمين على الجبهه وحاجبين الضوء عن عيونهم لكي يثبتوا هذه الفتحة الصغيرة المخفية اللعينة ويبلغوا السائق بها قبل أن يتعداها لأن المشكلة هنا أن السيارة التي بغفلة بسيطة جدا تتعدى هذا المنعطف السحري المخفي عليها أن تواصل السير صعودا ثم هبوطا ثم اللف يسارا حتى دوار اللؤلؤة ثم الانعطاف يسارا ثم يمينا ومواصلة السير كيلومتر كامل حتى الإشارة الضوئية التي بعد فندق الريجنسي ثم الانعطاف يمينا حتى الإشارة الأخرى ثم الانعطاف يمينا حتى دوار فندق الريجنسي ثم اللف على الدوار والرجوع إلى الإشارة عند مبنى السيارات ثم اللف يسارا حتى الإشارة الضوئية عند مرفأ البحرين المالي ثم الانعطاف يسارا وكيلومتر واحد سياقة حتى الفتحة الصغيرة "فتحة القرقور" وعندما تصل إلى هناك وتلف على المنطقة السياحية العائلية فإن السيارة بمن فيها يتجهون مباشرة إلى أقرب حمام والحمدلله على سلامة الوصول وبوس وعناق مع الأصدقاء والمعارف الواصلين بالسلامة قبلهم... الآن ربع المشكلة فقط انتهى وباقي ثلاثة الأرباع لأن الخارج من هذه المنطقة السياحية العائلية بالسلامة مولود والجميع يتشكر له بالسلامة فطريق الخروج صعب جدا وخطير ويتطلب الكثير من الصبر والتركيز وهدوء الأعصاب وانتظار الفرصة السانحة البسيطة والتي لا تتعدى ثانيتين كل ربع ساعة مع وجود الكثير من السيارات التي خلفك... أما إذا مضت الثانيتان من دون أن تنتبه لهما فعليك الانتظار ربع ساعة أخرى حتى يأتي موعدهما... طريق الخروج من هذه المنطقة السياحية العائلية هو ممر ضيق ومتلوي يذكرك برحلة الطعام في الأمعاء الدقيقة حتى يصل بك إلى فتحة صغيرة عند الإشارة الضوئية التي لا تعمل بتاتا بقرار وزاري منذ نحو ثلاثة شهور... المنفذ الوحيد المتوافر لك هو محاولة الانعطاف إلى اليمين فقط عند الإشارة لكن السؤال المهم متى؟ الجواب هو أنك عندما تصل إلى نهاية رحلة الأمعاء الدقيقة والغليظة وتقف عند الفتحة الصغيرة بجانب مرفأ البحرين المالي عليك الانتظار فالإشارة خضراء للقادمين من فندق الريجنسي الذاهبين لمنطقة السيف والرفاع وبعدها تضئ الإشارة خضراء للقادمين من المحرق إلى السيف ومن السيف للمحرق وبعدها وعندما تضئ هذه الإشارة حمراء لديك ثانيتان فقط للخروج من عنق الزجاجة وبسرعة وأنت وحظك ممكن تصيب وممكن تخيب وتصطدم بك السيارة القادمة من الريجنسي والخطأ عليك أيضا أما مصمم هذا الشارع ومنفذه فهم بالتأكيد غير غلطانين لأنهم لم يجبروا أحد للذهاب إلى هذا القرقور ولم يضعوا الطعم

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً