يوهمك انه "الكتاب"، فيما هو "الكبت" يوهمك انه "البحر"، فيما هو "الحرب" يوهمك انه "العقل"، فيما هو "العقال" يوهمك انه "القريب"، فيما هو "الرقيب" يوهمك انه "العين"، فيما هو "النعي" يوهمك انه "الأعصاب" مما تجترح، فيما هو "العصاب" يوهمك انه "الحقل"، فيما هو "قاحل" من حياة يوهمك انه "السمح"، فيما هو "المسح".
يعدك بالجنان، لتكتشف أنه عاهل للحرائق.
يتمنى أن يعانق أحدا
كيف سيتسنى له ذلك وهو مشروع للطعنات؟.
تشفق عليه لفرط سذاجته
ولكنك لن ترتكب حماقة السلام عليه.
يوشك أن يقنعك بأنه قديس
على الرغم من انه لم يكف
عن صب اللعنات على أعدائه!.
من يجرؤ على الوثوق به
سوى أحمق لن تتردد أمه في الوشاية به؟.
من يقدر على مواجهته
سوى قبر حفر للتو؟.
آنس بالوحشة
طالما أن الأغبياء
والإنتهازيين، وحملة الصكوك
وسماسرة الأجساد هم جيراني.
آنس بالصمت، طالما أن الثرثارين، والمداحين
ومطربي الأماكن السرية، هم حكماء العصر.
لا شيء يدل على الجاهل، سوى ضحاياه
لا شيء يدل على الأحمق، سوى الكوارث
لا شيء يدل على الطغاة، سوى أماكن الاستفراد بالدم
لا شيء يدل على الحرية، سوى غابات من القيود
لا شيء يدل على المعرفة، سوى منابر يشغرها الأميون
لا شيء يدل على القلب، سوى الحديد
لا شيء يدل على الحديقة، سوى حريق في ذروته
لا شيء يدل على الأم، سوى غربة تبدأ بالإنكسار، وتنتهي بصوت رجل تذكر رائحة آخر عناق.
أكاد أموت، فتصعقني الحياة بفتنتها
أكاد أشي بالأصدقاء، فأتذكر سهرهم الطويل لحظة احتضاري
أكاد أفضح الجار المراهق،فأتذكر تحاياه المتكررة
أكاد أن أقبل عرضا لتنظيم المرور،فأتذكر فوضى النظام
أكاد أن أقبل الرشوة، فأتذكر نهوض ابني وهو في الخامسة من عمره لصلاة الفجر
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ