يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي "منتدى دافوس" اجتماعا مهما في البحر الميت في الأردن يوم غد "الجمعة" لمدة ثلاثة أيام حاملا شعار"اغتنموا الفرصة"، ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 800 قيادي له علاقة بمستقبل الشرق الأوسط. والاجتماع سيكون الثالث من نوعه الذي يعقده المنتدى في الأردن، ولكن أهميته تكمن في أنه يأتي بمبادرات طوعية، وأن الداعين إليه هم النخبة التي تؤثر في القرارات السياسية والاقتصادية على مستوى العالم والشرق الأوسط.
منتدى دافوس بدأه أستاذ الاقتصاد السويسري كلاوس شواب في العام ،1971 وكان في بداية الأمر ناديا لأصحاب الأعمال الأوروبيين الذين اتخذوا من مدينة دافوس السويسرية مقرا لهم. ولكن ومع السنين اكتسب النادي سمعة كبيرة وأصبح أثره يتوسع من الاقتصاد إلى السياسة، واعتبرت لقاءاته تعادل في أهميتها اللقاءات الرسمية على مستوى الدول، وخصوصا بعد أن حرص معظم القادة المؤثرين على حضور المؤتمر السنوي الذي يعقد في سويسرا في يناير/ كانون الثاني من كل عام.
وفي الاجتماع السنوي الذي عقد في يناير الماضي وحضره أكثر من ألفين من الشخصيات القيادية العالمية، قرر المجتمعون "تحمل أعباء المسئولية واتخاذ قرارات صعبة" بشأن ست قضايا تهدد الأمن العالمي إذا لم تتوجه الجهود العالمية الرسمية والطوعية لمعالجتها. والقضايا الست هي: الفقر، العولمة المتساوية، التغيير البيئي، التعليم، الشرق الأوسط، والمرجعية الدولية.
وعلى أساس ذلك سيجتمع التنفيذيون والقادة السياسيون في البحر الميت في الأردن لمعالجة إحدى القضايا الست التي تهدد أمن العالم، وهي كل ما يتعلق بالشرق الأوسط، واختار المنتدى عنوان "اغتنموا الفرصة" في إشارة إلى ارتفاع دخل عدد من الدول بسبب زيادة سعر برميل النفط وبسبب ازدياد مشروعات الإصلاح المطروحة على الأجندة الدولية بشأن الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن تحضر وفود أميركية وأوروبية عالية المستوى، بالإضافة إلى قادة عدد من الدول للاشتراك مع أصحاب الأعمال الكبار والقادة المؤثرين في مجتمعات الشرق الأوسط.
على طاولة البحث ستكون عدة قضايا رئيسية، منها الوضع العراقي، الانتخابات الفلسطينية وآثارها، وما يجري في لبنان والدور السوري، والملف النووي الإيراني، ومشروعات الإصلاح في الدول العربية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والتعليمية والتدريبية والاعلامية. وباختصار، فإن المنتدين سيتطرقون إلى مجمل الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط وسيسعون إلى طرح رؤية استراتيجية للأعوام المقبلة.
باختصار، يستهدف منتدى دافوس الذي يبدأ اجتماعاته في البحر الميت غدا صوغ "رؤية مستقبلية" للشرق الأوسط. ومع اجتماع الغد، فإن منتدى دافوس يعقد مؤتمره الرابع خارج دافوس. الاجتماع الأول خارج دافوس كان في نيويورك بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول ،2001 ومن ثم عقد مؤتمرات في الأردن في 2003 و،2004 ويصبح المؤتمر غدا الرابع من نوعه خارج دافوس.
سياق الاجتماعات إذا واضح للجميع، فهذا التجمع يضم أغنى أغنياء العالم وأقواهم نفوذا، وبعد حوادث سبتمبر 2001 توسعت دائرته أكثر، وأصبح الآن يعتبر الشرق الأوسط عاملا أساسيا لمستقبل الأمن والتنمية في العالم. ولذلك، فإن الاحتشاد للمنتدى بدأ منذ فترة غير قصيرة بهدف الاشتراك في صوغ استراتيجية متكاملة للشرق الأوسط تستفيد من كل المشروعات المطروحة حاليا وتبني عليها.
الاجتماع في الأردن له أكثر من مدلول، والقرارات الصادرة عن المنتدى ليست إلزامية، ولكن جميع قرارات منتدى دافوس غير الإلزامية كان لها الأثر الكبير في المجالات التي يتطرق إليها بسبب نوعية أعضائه ومن يحضر مؤتمراته. والخشية هي أن تموت قضايا حيوية عند البحر الميت، فيما لو ابتعدنا عن دوائر النفوذ، التي قررت الانتقال إلى منطقتنا ومباشرة عملها من داخل بلداننا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ