العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ

الحرية تعزز موقع الكاريكاتور في الحياة العربية

قرة الفائز بجائرة الصحافة العربية للكاريكاتور لـ "الوسط":

حصل رسام الكاريكاتير السوري فارس قرة بيت على جائزة الصحافة العربية في دبي، واختارته اللجنة المشكلة من الصحافي المخضرم عميد الصحافة القطرية ناصر العثمان وعصمت الموسوي من البحرين ويوسف الحسن من الامارات، والفنانين المصريين حلمي التوني ومصطفى حسين من بين عشرات الرسامين العرب الذين شاركوا في المسابقة للفوز بالجائزة.

قرة بيت من مواليد ،1963 يحمل بكالوريوس الفنون من جامعة دمشق، ونال الماجستير والدكتوراة من جامعة حلوان المصرية في فن الجرافيك، واشتغل لسنوات طويلة على فن الكاريكاتير، ونشر في كثير من الصحف والمجلات العربية، وهو رسام صحيفة "الراية" اليومية التي تصدر في قطر.

"الوسط" التقت قرة بيت في دمشق بعد فوزه بالجائزة وسألته عما يرتبه فوزه بالجائزة على علاقته بالكاريكاتير، فقال بداية أتت الجائزة في وقت كدت أن أفقد الثقة بكل ما هو صحيح. فأنت وكما تعلم أنني أغيب برسومي عن صفحات الصحف المحلية ومثلي مجموعة مهمة من رسامي الكاريكاتير السوريين الكبار أمثال يوسف عبدلكي وعبدالهادي الشماع وعلي فرزات والقائمة طويلة مع العلم أن البعض حاول أن يسوق أن معظمنا هجر الصحف السورية بحثا عن تعويضات مادية أكبر وهذا طبعا ليس بصحيح. فصحف الخليج كانت موجودة دائما وكنا ننشر في صحفنا المحلية. وأما السبب برأيي فيعود إلى عدم قدرة الفنان السوري على تحمل سخف رئيس التحرير ومحدودية مداركه الصحافية وبالتالي إدراكه أهمية الكاريكاتير كفن داعم لأية حركة تطوير بالبلد من خلال تسليطه الضوء على مكامن الخلل وبشكل جميل ومحبب للقارئ المتعطش لهذا الفن.

وردا على تركيز فارس قرة بيت على الكاريكاتير السياسي مقارنة بالموضوعات الاجتماعية والثقافية. قال انشغالي بالموضوع السياسي لا يعود لقرار مسبق. فالأوضاع السياسية السائدة في المنطقة خصوصا بعد الغزو الأميركي للعراق، جعلت الطفل الصغير يهتم بالسياسة شأنه شأن الكبار وبالتالي يجعلك الحدث تحت ضغط الخبر الآتي: تفجير... اغتيال.. ما يجعلك أمام سلسلة من الأسئلة المتعاقبة ومن دون أي جواب شاف.. وطبعا كل ذلك لا يمنع من فترة لأخرى اشتغالي على كاريكاتير في موضوع ثقافي أو اجتماعي على رغم أن هوامش الحرية أصبحت ضيقة.

وتوقف قرة بيت عند موضوع لوحته الفائزة بالمسابقة والتي تناولت أحد جوانب الصراع العربي - الاسرائيلي الذي اشتغل عليه كثيرا. فقال مازال الصراع العربي الإسرائيلي هو محور حياتنا السياسية. فكلنا يرهن حاضره - كما ماضيه - ومستقبله لهذا الصراع. وبالرسم الكاريكاتيري. لا تزال الجيوش العربية الجرارة في مواجهة زمرة العصابات الصهيونية التي تتغلب على هذه الجيوش بكل سهولة في وقت تزداد النياشين والأوسمة على صدور وظهور قادة الجيوش العربية وبعد كل ذلك تقول لي لما هذا الاهتمام بهذا الصراع؟

وردا على اسباب غياب رسامي الكاريكاتير السوريين عن صفحات المجلات والصحف السورية قال قرة بيت أشرت سابقا إلى بعض أسباب هذه الظاهرة. وأضيف عليها أن رسامي الكاريكاتير السوريين يشكلون العمود الفقري لفن الكاريكاتير في عدد كبير من الصحف العربية إلى درجة بات الفنان السوري، الوحيد من بين زملائه العرب الذي يرسم خارج بلده، إضافة إلى قلة عدد الصحف في سورية ما يجعلها لاتستوعب هذا العدد المتزايد من رسامي الكاريكاتير وضيق الهوامش المتاحة.

وعن مكانة الكاريكاتير في سياق انشغالاته الابداعية والوظيفية، قال فارس التوفيق تدريسي في الجامعة وانشغالي في الفنون والاهتمامات المتعددة، يعود إلى تنظيم وتوزيع الوقت واعطاء كل فن الوقت اللازم والكافي، واعتقد بالنهاية أن توزع اهتماماتي يعود أيضا إلى موهبة أتمتع بها ولكن ذلك يجعلني اعاني نوعا من التمزق ولكن صدقني أن عزائي الوحيد في هذا التوزع، وما يشفع له هي النتائج التي احققها والرضى والرأي البناء الذي أبحث عنه دائما عند كل صاحب رأي. غير أني في النهاية رسام كاريكاتير من الدرجة الأولى.

ووصف قرة بيت مكانة الكاريكاتير العربي في لوحة الكاريكاتير العالمي، بالقول لا يشكل الكاريكاتير العربي على الصعيد العالمي حالا ما ولكنك ستجد فناني كاريكاتير عرب بدرجة عالمية بمستوى فنهم وطرحهم. ولكون العالمية هي حلما أقرب لليتوبيا جعل البعض يركض وراءه متناسين أن الصحيفة التي تنشر بها وعدد قراء هذه الصحيفة هو ما يقرر بالنهاية حجمك كفنان عالمي... وجرت إحصائية في إحدى السنوات بالولايات المتحدة الأميركية بشأن من هم رسامو الكاريكاتير العالميون. فجاء الرسام الروسي الأميركي الإقامة "زالتوفسكي" بالدرجة الأولى تبعه الرسام الأميركي "ماكنيلي" بالدرجة الثانية ولم يأت اسم أي رسام عربي في تلك الإحصائية حتى ممن يدعون أنهم في قائمة الرسامين العالميين".

وردا على سؤال عما يمكن ان يعزز موقع الكاريكاتير وحضوره في التأثير على الحياة العربية، رد قرة بيت "بكلمة واحدة: الحرية" ولاشيء غيرها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً