العدد 986 - الأربعاء 18 مايو 2005م الموافق 09 ربيع الثاني 1426هـ

46 تشكيليا في المعرض المشترك لجمعية الفنون التشكيلية

الحرية والانعتاق لا يزال لهما الحضور ذاته

المنامة - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

46 فنانا تشكيليا من جمعية البحرين للفنون التشكيلية كان لهم حضورهم في المعرض المشترك الثاني للجمعية الذي افتتح مساء الأحد 15 مايو/ أيار الجاري بمركز الفنون. في أعمال تنوعت بين اللوحات التشكيلية الواقعية والحداثية وفنون النحت على الرخام والخشب وفنون الطباعة على الكمبيوتر والحفر.

واختلفت الأعمال المعروضة بين مدارس تشكيلية مختلفة فهي احيانا أعمال واقعية طبيعية واحيانا تجريدية حداثية عكست ثقافات مختلفة للتشكيليين المشاركين.

وقد يدهش المتأمل في بعض تلك الأعمال بالبساطة والوضوح وسهولة الفهم على المتلقي، بينما يجد في يعض الأعمال الأخرى غموضا غير مدروس. ففي الوقت الذي يجد فيه بعض الأعمال التي تكشف عن هم حقيقي لدى فنان يحمل رؤية للعصر ويسعى جاهدا من خلالها لطرح أفكاره يجد بالمقابل أعمالا أخرى تسترت وراء قناع الغموض والحداثة فلم تقدم شيئا مدروسا.

ولكن يبدو واضحا من خلال تلك الأعمال المقدمة أن الموضوعات والقضايا الانسانية لا تزال تحظى بحضور واهتمام لدى التشكيليين في البحرين كموضوع الحرية والرغبة في الانطلاق، وموضوع الحب بين الرجل والمرأة.

يقول الفنان عمر الراشد عن هذه التجربة: "ان هذا المعرض بمثابة لقاء لكل الفنانين التشكيليين. الأمر الذي يتيح لهم فرصة تقوية الروابط. وهو معرض جاء كعملية تنشيط للحركة التشكيلية بعد جمود بسبب قلة المعارض المشتركة وقلة انتاج الفنانين. فهو إذا فرصة للفنانين أصحاب المشاركات القليلة ليعرضوا أعمالهم. الأمر الآخر في هذا المعرض هو بروز وجوه جديدة تشكل تنافسا وديا وأخويا بين الفنانين عن طريق المعارض المشتركة التي يجب أن يكون لها دورها في التشجيع على اقامة المعارض".

ويضيف الفنان عبدالكريم البوسطة: "لقد احتوى المعرض على أعمال متعددة الأنماط والأشكال والاختلاف في طريقة الطرح. فكان لكل فنان أسلوبه وشخصيته في العمل. كما أن المعرض احتوى على عناصر شبابية كان لها اسهامها الجميل في المعرض. لكن المعرض تفاوت بين أعمال استطاعت أن تقف بنا بينما لم تستطع أعمال أخرى تحقيق ذلك. الاختلاف وارد ولكل جيل معطياته ولكل فنان خبرته ولكن الشيء الجميل أن الجميع كانوا متساوين في فرصهم.

وقد وجدت لدى بعض الفنانين الكبار حضورا متميزا في المعرض فكانت أعمال عبدالله المحرقي غاية في التعبير الفني فمعالجاته تكشف عن معالجة واقعية تشخيصية لما يقع في الفضاء العربي. وأعجبني من الشباب حامد البوسطة حينما طرح عملين ضم ثلاثة أعمال قدمها في المعرض حاول فيها الحوار عن طريق اللون مع التقليل - ما أمكن - من التشخيص فقد جعل اللون محورا أساسيا كتعبير عن عملية اختزال لعدة مشاهدات في لمسات لونية يعايشها الفنان على اعتبار أن ما يشاهده وما يسمعه يشكل بالنسبة إلى الفنان أدوات تزخر بالاحساس. فبعض الأعمال تستحق الوقوف لأنها مطروحة بشكل مدروس وناتجة عن هم حقيقي واحساس عال كما في بعض أعمال عباس الموسوي، جمال عبدالرحيم، جعفر العريبي، علي خميس والسعودية غدير البقشي التي كانت للوحاتها طبقة مساحة لونية جميلة. ومفهوم الاحساس الذي أعنيه هنا هو الاحساس بالمعرفة وهي معرفة تراكمية تبدو جلية في لغة الفن المعاصر التي لا تعتمد على مسألة اتقان الشكل بمقدار طرح الفكرة مع توفير الوضع السليم"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً