العدد 985 - الثلثاء 17 مايو 2005م الموافق 08 ربيع الثاني 1426هـ

إلى متى هذه الإجراءات السلحفائية المذلة أيتها الإدارات الحكومية؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

في غالبية زياراتي للوزارات والإدارات الحكومية مثلي مثل أي مواطن أو مراجع مسكين مغلوب على أمره يريد أن يدخل في دوامة تخليص معامله له هنا أو أخرى هناك، يخطر في بالي سؤال يتكرر علي كثيرا وهو: هل هذه الإدارات أو الوزارات الحكومية المكان الذي يجد فيه المراجع احترامه المنشود مثل بعض الأماكن التجارية التي تراعي زبائنها أو أنها مكان يصاب فيها المواطن أحيانا بالذل والإهانة بسبب زيارته؟ معيارية الذل والإهانة هنا تختلف في نظري. .. فأنا أراها "ذلا" فعلا عندما تجلس على الكراسي المتحركة منتظرا دورك الذي يمشي سلحفائيا وسط حراسة مشددة من رجل أمن عند الباب وآخر على رأس المراجعين وكأنهم معتقلون في السجن وليسوا أناسا كتب الله عليهم بأن يكونوا مراجعين لهذه الإدارة، والتأخير الذي نشكو منه ليس بسبب صعوبة المهمة أو زحمة الناس الموجودة، بل هي بسبب الموظفين أنفسهم والآلية المتخلفة التي يسيرون عليها!

تعال معي لنصف إدارة خدماتية لو شاء القدر أن ظلت فاتحة أبوابها 24 ساعة يوميا لما خفت أرجل الناس عنها من فرط أهميتها... وهي بعض أقسام إدارة الهجرة والجوازات نوردها أنموذجا.

تدخل من الباب الرئيسي لتصل إلى القاعة الرئيسية التي تشبه حديقة عامة بها ناس جالسة وأخرى تمشي في جميع الاتجاهات وأحيانا يخال لك أنك داخل قهوة شعبية تنقصها الشيشة، ولكن السجائر هي القائمة بالدور هنا ليصبح المكان وكأنه مطفأة سجائر! صل إلى قسم التأشيرات لترى لعبة الكراسي المتحركة لأناس ينتظرون عطف ذاك الموظف الذي يدور في القسم تاركا كرسيه ليدخل تارة يشرب الشاي... وتارة تسمع صارخا يقول "وصل الريوق" لينفض جميع الموظفين أياديهم عن أجهزتهم متجهين الى الغرفة الداخلية لتناول بوفيه الافطار تاركين المراجعين يزدادون ويزدادون حتى تنتهي الكراسي ويقف البقية ويرجع الآخرون!

كلها أقل من ساعة ويأتي وقت الصلاة... ليتجه جميع الموظفين الى الغرفة الخلفية لإقامة الصلاة جماعة! وأخالهم لو كانوا خارج الدوام لما عرفوا توقيت الصلاة كما يعرفونه الآن! أو كأن الصلاة لا تأتي إلا إذا توقف الجميع عن العمل، ولا بأس هنا أن نذكرهم بأن الرسول الأكرم "ص" كان يدعو أصحابه أثناء الحرب للصلاة بالتناوب فأناس تصلي وآخرون يحرسون... وأنتم في دوام رسمي فماذا أنتم فاعلون؟! هذا ولم نتحدث عن الآلية اليدوية المتخلفة في إنجاز المعاملات والتي ذكرنا تفاصيلها في مقال سابق!

هذا وإذا قدر لك أن دخلت إلى قسم التأشيرات لترى العجب العجاب، تصل الى موظف الكونتر مع المقدمات والترحيب والتصبيح وبالكاد يرفع لك طرف عينه ليجيبك "نعم أبوي"! وطبعا سؤالك له كان عبارة عن قطع مزاج مزمزة الحب الشمسي مع الشاي والسيجارة في طرف اليد الاخرى ورائحة بهارات الغداء التي تفوح من يده وكأنك داخل مطعم شعبي! وهذه ليست بمبالغة ولكنها حقيقة.

ورجوعا إلى محور حديثنا عن الإهانات التي يتلقاها المراجع في مثل هذه الزيارات... ألا تسمونها تخلفا متطورا يذل المراجع الذي لا يرضى عن هذه التصرفات ليصل له إحساس بالإهانة والذل في مكان عام.

لابد وأن نذكر المسئولين أيضا بأن هذه الأماكن "ليست إدارة الهجرة والجوازات فقط"، ولكن جميع الدوائر الحكومية هي واجهة يقصدها الأجانب لتؤثر بدورها على حجم سمعة البلد الذي ننشد بأن يكون في مصاف الدول المتطورة التي تتابع إجراءاتها عن طريق الإنترنت أو أن إجراءاتها سلسة سريعة ومنظمة وتحترم الآخرين ولا تخونهم على الأقل!

لربما هي دعوة متأخرة... ولكنها مفيدة... أن نسمع بأن الإدارات الحكومية ستتخلى عن التخلف وتنفض الغبار المتراكم عليها وتفكر جديا في المنافسة للدخول والحصول على "الآيزو" أسوة بالشركات الخاصة!

إضاءة

أدعو وزارة الكهرباء ألا تعطي موظفيها أية إجازات هذا الصيف! كما وأقترح عليهم وضع موسيقى كلاسيكية هادئة أو أغنية "سلامتك من الآه" لكاظم الساهر لمتصلي طوارئ الكهرباء تستقبل مكالماتهم بدلا من التطنيش السنوي وذلك ليكون جزءا من استعداداتها لمواجهة الصيف المقبل، فقد بدأت بوادره تأتي وأول الغيث قطرة، لموسم وعرف سنوي من تخلف طال أمده في الانقطاعات الكهربائية التي ترجعنا إلى زمن الديناصورات؟! وربما أكثر بقليل

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 985 - الثلثاء 17 مايو 2005م الموافق 08 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً