تفجر الجدل مجددا على الساحة الإسلامية ورافقته حملات الشجب والاستنكار على التجاوزات التي ارتكبها الجنود الأميركيون في دهاليز المعتقلات سواء التي كانت سابقا داخل سجن أبو غريب أو التي حدثت أخيرا في معسكر غوانتنامو في كوبا.
تعرض المعتقلون لأبشع أساليب التعذيب مثل الضرب بالسياط وأساليب الترهيب والتخويف، وكان أسوأ فنون التعذيب حينما تجرأ حفنة من هؤلاء الجنود على تدنيس حرمة المصحف الشريف والاستهانة من قدره والدفع بتمزيق أوراقه في داخل المراحيض وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" نقلا عن احد السجناء الذين أفرج عنهم من هول معتقل غوانتنامو.
أثار الخبر حملات من التظاهرات التي أوقعت عشرات الضحايا والتي انطلقت بدءا من جلال آباد المعقل السابق لحركة "طالبان" الواقعة شرق أفغانستان ثم امتدت إلى قرابة عشر ولايات وصولا إلى العاصمة كابول الأمر الذي هيج مشاعر بقية الدول الإسلامية من اندونيسيا إلى فلسطين المحتلة... وداخل سجون الاحتلال في "إسرائيل"، واعتبر شيخ الأزهر انتهاك حرمة القرآن الكريم جريمة خطيرة فيما ذهب 300 من رجال الدين الأفغان إلى توقيع بيان يطالبون فيه أميركا بتقديم المسئولين إلى العدالة في دولة إسلامية ومحاسبتهم على ما ارتكبوه وأمهلوا واشنطن ثلاثة أيام لتنفيذ مطلبهم وألا اشهروا سلاح الجهاد مجددا في وجوههم.
تداركت أميركا هول المصيبة وقامت بتهدئة الوضع على لسان وزيرة الخارجية كوندليزا رايس حينما قالت إن الإدارة الأميركية تأخذ المسألة على محمل الجد وأنها تواصل تحقيقاتها لمعرفة الجناة.
بالأمس قامت الدنيا لشجب فضائح أبو غريب، واليوم وإزاء ما تكشف عما يدور بمعتقل "-ف" في غوانتنامو، هل ستكون هذه الفضيحة هي القشة التي قصمت ظهر البعير وتفرز عن مكاشفات وحقائق أخرى تبرز فحوى الديمقراطية التي تدعي واشنطن بتصديرها إلى العالم؟
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ