على رغم أن المرحلة البلدية الراهنة هي مرحلة الإعداد ومرحلة جمع البيانات والإحصاءات، وبعبارة أدق مرحلة البناء، فإنه من المفترض أن يلم الناس بأبسط الأمور البلدية المتعلقة بمهمات ممثلي الدوائر، وأقل الإيمان أن يعرفوا الموضوعات التي يسألون العضو فيها ويطالبونه بتحقيقها. ..
ولكن ما يجري في الساحة على العكس من ذلك، ولعل اللقاء الأخير الذي نظمه المجلس البلدي لبلدية المنامة أكد للبلديين وللمتابعين أن وعي الناس معدوم! ففي الوقت الذي بدا فيه الأعضاء يشرحون أهم الإنجازات وأهم التطلعات في المرحلة المقبلة، انهالت عليهم أسئلة لم تكن في الحسبان، فما دخل الأعضاء بتوزيع الوحدات والقسائم السكنية؟ والأدهى من ذلك كله، ما فعله أحد الحضور حين قطع الحديث والمناقشات الحادة بين أحد المتداخلين، وتوقع الجميع أن يأتي بشيء مفيد قياسا بما فعله، إلا أنه قال مهتاجا: "إذا لم يكن بمقدوركم إنصاف الناس في القسائم السكنية، فلماذا قبلتم بالتجنيس"! دارت أعين ممثلي الدوائر في رؤوسهم وبحثوا عن إجابة لهذا السؤال الدخيل، إلا أنهم فضلوا السكوت، وبعضهم الآخر فضل الضحك من الداخل والتقهقه...
ويبقى السؤال؛ إن الانتخابات البلدية جاءت بعد مخاض عسير، وجاءت كخطوة جريئة من جلالة الملك لإرساء دعائم المشروع الإصلاحي، فلماذا لا يكلف الناس أنفسهم عناء فهم التجربة البلدية؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ