نقلت صحيفة "إيلاف" الإلكترونية خبرا عن مسئول تجاري أميركي يقول إن الصين "ستخسر الكثير" اذا فجرت حربا تجارية تؤدي إلى قيود على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وتنسب "إيلاف" إلى مساعد الممثل التجاري الأميركي للشئون الآسيوية تشارلز فريمان في جلسة استماع في مجلس النواب الاميركي قوله "الصادرات إلى الولايات المتحدة تشكل نحو 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للصين. وهذا يعني أنها يمكن أن تخسر الكثير".
وأدلى فريمان بتعليقاته في جلسة استماع بشأن تشريع مقترح في الصين قال إنه يهدف إلى دعم صناعتها لبرامج الكمبيوتر بجعل صادرات الشركات الأجنبية إلى سوقها أكثر صعوبة. وقال فريمان إن مثل هذه الاجراءات "تجعل من الصعب للغاية علينا أن ندعم فتح الأسواق أمام المنتجات الصينية". وحذر النائب الجمهوري توم ديفيز من أن الصين ستواجه إجراءات انتقامية اذا أصبح التشريع المقترح قانونا. وأضاف قائلا "إن خسائرهم "الصينيين" ستكون أكبر كثيرا من "خسائر الولايات المتحدة" اذا تفجرت حرب تجارية مع الصين".
وأبلغ فريمان اللجنة أن إقناع الصين بالتخلي عن التشريع المقترح سيكون أولوية للولايات المتحدة في اجتماع على مستوى عال بين مسئولين تجاريين أميركيين وصينيين هذا الصيف.
ليست المصادفة المحضة هي التي تجعل تهديد النائب الجمهوري يأتي بعد أيام فقط من مقال نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية، وهي القريبة من دوائر صنع القرار الأميركي، في عددها الصادر في الخامس من هذا الشهر بقلم فريد زكريا، بعنوان: هل تمتلك الصين المستقبل؟ يحذر فيه من العملاق الأصفر القادم من آسيا وبعض شذرات مما جاء في المقال تعكس ما يدور في أذهان صناع القرار الأميركان أو في أذهان من يعمل في الدوائر المغلقة القريبة منهم حول الصين. جاء في المقال: "الأميركان يقدرون الجمال، لكنهم يؤخذون بالضخامة ... لهذا السبب تصعق الصين الخيال الأميركي بشدة... فالصين بلد الـ 1,3 مليار مواطن هي 4 أضعاف سكان الولايات المتحدة... الأميركان يتساءلون عما إذا كان الكابوس الصيني اصبح حقيقة".
المقال مكتض بالمعلومات والحقائق التي تحذر من التنين الأصفر، إن جاز القول، اقتصاديا ويشرح بالأرقام، ما ينتظر واشنطن من صحوة بكين التجارية والتي لم تعد ذلك البلد الفقير. ونمت صادراتها، حسبما ورد في المقال "إلى الولايات المتحدة 1600 في المئة وبالمقابل تمت الصادرات الأميركية للصين بنحو 415 في المئة خلال الـ 15 عاما الماضية... صحوة الصين لم تعد توقعا، إنها حقيقة، فهي الآن أسرع الاقتصادات العالمية الكبيرة نموا، ورابع أكبر موازنة دفاعية في العالم وبنمو سنوي يفوق الـ 10 في المئة... إنها قوة جبارة جديدة في المشهد العالمي".
من يطالع مقال فريد يدرك أن واشنطن أكثر من يعرف أن إشهار مسدساتها في وجه بكين قد يعني أنها تحفر قبرها بيديها. فهي أي واشنطن، بحكم المعلومات التي تملكها والتحليلات التي بحوزتها، تدرك مسبقا أن الجيش الصيني ليس الجيش الصدامي "نسبة إلى صدام حسين" وأن جين تاو ليس واحدا من الرؤساء العرب وأن الصين ليست بلاد الشام وأن تايوان ليست حليفا مثل تل أبيب.. وبالتالي فليس من مصلحة الكاوبوي الأميركي أن يصر على الانتحار... بعيدا عن أراضي تاكساس، وإن كان ذلك ما يتمناه الكثير
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ