العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ

أين الأمان يا بلد الأمان

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في يوم أمس الأول "الجمعة" ومن الساعة الثانية عشرة ظهرا ولمدة ساعة بالتمام والكمال كانت هناك سيارة "تويوتا - كورولا" ذهبية اللون "مسروقة" وبها ثلاثة شبان سمر اللون يلفون بها في مواقف سيارات في مجمع جواد بالرفاع يبحثون عن فريسة لاصطيادها أو سيدة يسرقونها ويحومون حول مكنة الصراف الآلي، وفي مواقف السيارات بكل ثقة وفخر وجرأة "عيني عينك". ساعة كاملة لا سيارات شرطة ولا بوليس ولا حتى نواطير والكل نايم وفي سبات عميق. وفي الساعة الواحدة يقترب المجرمون الحرامية بسيارتهم المسروقة من سيدة ومعها ابنتها خارجتين للتو من سيارتهما وفي حركة استفزازية وبسرعة البرق وفي سحبة ليست لهاو وإنما لمحترف ماهر يخطف الذي بالأمام شنطة السيدة وتندفع السيارة بأقصى سرعة إلى الشارع العام وتختفي... تصرخ السيدة وتصرخ الابنة من الفزع ويتجمهر عليها الناس ويتبرع البعض بتسجيل نوع السيارة ورقمها وتتصل بالشرطة التي تجاوبها بكل برود "نأسف مالك حظ فالسيارة مسروقة" وعليك أن تذهبي وتسجلي إفادتك في مركز شرطة مدينة عيسى "يعني امرأة مسروقة ومفزوعة وتنتفض وترتعد وفلوسها ومفاتيح سيارتها في الشنطة المسروقة تتجه إلى مركز للشرطة يبعد ثلاثة كيلومترات... كيف؟".

هذا السؤال يحتاج إلى مئة علامة استفهام... وباللتيا واللتي تذهب السيدة مع ابنتها إلى مركز الشرطة لتسجيل الإفادة لتسمع الخبر المفرح من الشرطي الذي يضحك وهو يقول لدينا اليوم أكثر من خمسين بلاغا عن سرقات ولا نعلم ماذا نفعل... اذهبي الآن وإذا وجدنا المجرمين "وهذا الاحتمال ضعيف" فسنقوم بالاتصال بك... خوش كلام من رجال الأمان... إذا كان نشيد العلم لمملكتنا يقول: بحريننا بلد الأمان، فأين الأمان مع وجود كل هذه السرقات والجرائم؟ وأين الأمن العام من حرامية في سيارة مسروقة لعدة أيام تسرح وتمرح في عز الظهر ولمدة ساعة كاملة في مواقف مجمعات عامة أمام الناس بلا حسيب ولا رقيب وبين مركزين للشرطة؟ والله شيقول الواحد؟ ألا توجد سيارات شرطة ودوريات؟ أم ان هذه السيارات مخصصة لأعمال أخرى؟ أفيدونا يا أمن عام أفادكم الله... لو كانت هذه السيدة أو غيرها ممسكة حقيبتها بقوة أليس من الممكن أن تسقط على الأرض فتصيبها ضربة قاتلة في الرأس؟ أو تنجر خلف السيارة ويصيبها ما لا تحمد عقباه؟ في الصحف البحرينية الصادرة يوم السبت فقط كم خبرا مكتوبا عن سرقات بالإكراه وفي وضح النهار وأمام الناس؟ وكم خبرا عن سرقات مع طعنات بالسكين؟ ألا يوجد حل أمني سريع لها؟ هل صحيح أننا في بلد الأمان أم أننا في شيكاغو والمطلوب منا أن نحمي أهلنا ومنازلنا بتشكيل فرق "نيبرهود غارد" "حرس الفرجان"؟ لدي صديق سعودي من جدة وله سكن بالبحرين يقول إن الحل الوحيد هو تشكيل فرقة حراسة من أهل كل حي وفريق تقوم بحماية منطقتهم في حال عجز الشرطة والأمن العام عن حماية المواطنين والسكان الآمنين كما هو حاصل حاليا... ليعذرني أصدقائي وزملائي في وزارة الداخلية فأنا أكتب هذا الموضوع ليس تجنيا عليهم ولا شماتة فيهم، ولكن قصدي هو المصلحة العامة وأمن السكان الآمنين والمقيمين بعد أن باتت الأمور منفلتة وخارج السيطرة نوعا ما وأصبح منظر الشرطي غير المبالي بما يدور حوله من الأمور شيئا مألوفا لدى الجميع... نتمنى من وزير الداخلية أخذ مقالنا بصدر رحب وإعطاء الأوامر للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البحرين وأمان البحرينيين والمقيمين والزوار حتى نكون بحق وحقيق بلد الأمان ووطن الكرام

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً