حل على البحرين ضيوف كرام خلال الأيام الماضية، وهم رؤساء تحرير الصحف الخليجية، الذين اجتمعت إرادتهم على تأسيس "اتحاد الصحافة الخليجية" ومقره البحرين، ليجمع في عضويته المؤسسات الصحافية. وقد وجد رؤساء التحرير ما يتوقعونه من أهل البحرين، مسئولين وغيرهم، من حسن الضيافة وتوفير التسهيلات كافة، من الاستقبال في المطار والإقامة، ومن ثم الاجتماعات والافتتاح الرسمي لمقر الاتحاد.
لقد كلفني رؤساء التحرير برئاسة الاجتماع التأسيسي لـ "اتحاد الصحافة الخليجية" يوم أمس، وكان لي شرف خدمتهم خلال فترة التأسيس التي نتجت عنها الموافقة المبدئية على مشروع النظام الأساسي وانتخاب رئيس الاتحاد تركي السديري، والأمانة العامة التي تصدرها عميد الصحافة القطرية ناصر العثمان. وقد جاءت تشكيلة الأمانة العامة "توافقية"، حرصت مختلف الاطراف المشتركة في التأسيس على أن تمثل كل دولة بعضو واحد على الأقل.
خلال الأيام القليلة الماضية ازدادت النشاطات الخيرة، وعملت وزارة الإعلام على مدار الساعة مع اللجنة التحضيرية لتأسيس الاتحاد، ومع صحيفة "الوسط"، لاستكمال المتطلبات كافة. وقد أنتج إخلاص هذه الجهود هيئة تجمع المؤسسات الصحافية الخليجية تهدف إلى الارتفاع بمستوى المهنة من جوانبها المختلفة.
السؤال الذي طرحه بعض الإخوة أثناء الحوارات الجانبية لرؤساء التحرير كان يدور حول إمكان الحديث عن "مدرسة خليجية" في الصحافة. فلدينا حاليا "مدرسة مصرية"، و"مدرسة لبنانية"، و"مدرسة فلسطينية"، وجميع العرب تعلموا الكثير من هذه المدارس.
ولكن خلال العقدين الماضيين استثمرت المؤسسات الصحافية الخليجية الكثير من التقنيات في اجتذاب القدرات الفكرية والتحريرية. ولدينا حاليا صحف خليجية تربح بشكل متميز بفضل قوة سوق الإعلانات من جانب، وقوة جمهور القراء المتابع لكل صغيرة وكبيرة، والقراء هم أساس نجاح الصحف الناجحة، لأنهم يعرفون كيف يميزون بين الغث والسمين، ويعرفون أية صحيفة تعمل من أجلهم والدفاع عن قضاياهم، وبالتالي فإنهم يقررون حجم الصحيفة وموقعها التنافسي في السوق.
لكن الحديث عن "مدرسة خليجية" في الصحافة يبدو أنه مازال في بداياته، فالمدرسة لها أعمدة تقوم عليها وهي - خليجيا - في طور الإنشاء. كما أن المدرسة تحتاج إلى بيئة سياسية واقتصادية تنمو بشكل نقي بعيدا عن الشوائب، وهو أمر يتحقق مع الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي تشهد منطقتنا الخليجية جانبا منه.
"الوسط" تعتبر نفسها منارة على طريق الصحافة المسئولة الباحثة عن الحقيقة والمدافعة عن حقوق الناس، وهي تفخر بدورها في الجهود التأسيسية لاتحاد مهني يجمع المؤسسات الصحافية على كلمة الخير بإذن الله.
ان ما نأمله هو النهوض بمستوى الصحافة الخليجية الى المستوى الذي نستطيع من خلاله ان نطلق مسمى "مدرسة"، تشمل في قوتها الامكانات والموارد البشرية المؤهلة مهنيا وأخلاقيا بحيث ترتقي بأساليب عملها الى المستوى الذي وصلت اليه المدارس المتطورة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ