قبل أيام طرحت في مقالي أمنية ان ينظر المسئولون نظرة متفحصة لبعض وزاراتنا ومنها وزارة التربية والتعليم وكلما رأيت بعض المنتسبين إلى هذه الوزارة شعرت أن هناك أبخرة مكتومة في الصدور. .. منها اننا اليوم نعاني من إشكالية كبرى وهي بقاء عدد من شهادات الجامعات واقفة على الباب تنتظر القبول والاعتراف وأتمنى على الوزارة ألا تتسرع في الحكم على جامعة النيلين أو غيرها ولابد ان تعطينا المعايير الواضحة في الرفض أو القبول حتى لا ندخل في مأزق كارثي آخر كما حدث للمعهد العالي في مصر، فبعد رفض المعادلة ولمدة 12 عاما تمت الموافقة والقبول والمعادلة وذهبت 12 عاما من أعمار شبابنا هباء منثورا. اليوم بين يدي قائمة لـ 128 اسما كلهم غير بحرينيين عدا عدد بسيط وظفوا في الوزارة وربما هناك قوائم أخرى لم تصلني وأتمنى أن أحصل عليها كي اكتب هذا الأسبوع مقالات علمية مع الوزارة لنعرف ما قصة "البحرنة".
القائمة التي بين يدي في تخصصات متنوعة: فيزياء واجتماعيات ورياضيات وتربية فنية ولغة انجليزية ولغة عربية وإسلاميات وطباعة منسوجات وحاسوب وزراعة وخزف وديكور ونظام فصل وأحياء، أنا هنا أسأل وزارة التربية سؤالا مهما: هل هناك نية حقيقية لبحرنة الوزارة؟ إذا كانت البحرنة هي سياسة حقيقية فلماذا كل هذه الأعداد؟ ربما تقولون اننا نضطر إلى جلب غير البحرينيين لعدم توافر البحرينيين؟ جواب جميل ولكن هنا أوجه إليكم أسئلة:
1- هل تقومون بإعلان كل هذه الوظائف في الصحافة؟
2- هل تقدمون كل التسهيلات والامتيازات التي تقدم إلى غير البحرينيين بالدرجة ذاتها إلى البحرينيين؟ هل دقة الامتحانات التي تقدم إلى البحرينيين هي عينها التي تقدم إلى غير البحرينيين؟
3- لو افترضنا جدلا ان هناك نقصا في هذه التخصصات، ما الاستراتيجية التي تعتمدونها مع جامعة البحرين للحد من التخصصات الفائضة والتخصصات المطلوبة في الوزارة؟ هل فعلا هناك تنسيق؟ وحتى أكون دقيقا هل هناك نية حقيقية للتنسيق؟ إلى الآن لا أفهم لماذا يسيل لعاب وزاراتنا لتوظيف غير البحرينيين مع وجود بحرينيين؟ هل السياسة وراء الأمر؟ سؤال مهم يا وزارة التربية هل طباعة المنسوجات تحتاج إلى خبراء؟ ألا يوجد بحرينيون متخصصون في الحاسوب؟ وزارة التربية على علم ويقين بحاجتها إلى بحرينيين في تخصصات في إدارة الأعمال ويوم ان تمت معادلة شهادة المعهد العالي وجاء وقت التوظيف تفاجأ الخريجون بعراقيل أخرى بعد ذلك سيحتج عليهم بكبر السن، هذا إذا استطاعوا أن ينفذوا من سم الخياط أو ينفذوا بسلطان... بعض هؤلاء نجحوا في المقابلة والامتحان ويتفاجأون الآن بامتحانات جديدة... يا أهل وزارة التربية ماذا تريدون؟ قولوها صريحة... الوزارة تعج بالأجانب وفي تخصصات عادية وعندما تأتيكم كفاءات بحرينية تضعون أمامهم العراقيل... الا يوجد بحرينيون خريجون في هذه التخصصات؟ هل كل هذه التعقيدات توضع في طريق غير البحرينيين؟ أحب ان اصارحكم بالآلام التي تصلنا يوميا في الصحافة ونقول لعل الأمور تتغير وعلى رغم ذلك نفاجأ بالسلوكات ذاتها، هل تعلمون عن الاحتقان الموجود في قسم المواصلات وعن التذمر الذي بدأ يخرج من تحت الرماد بسبب توزيع الدرجات ثم ما قصة "الثقيلة والباص"؟ الأزمة في وزارة التربية هي أزمة هلامية المعايير ولا أعلم مدى معرفة ديوان الخدمة المدنية بقصة السواق وتنظيف السيارات والوعود العسلية وهل يعلم المسئولون في الدولة عن الأبخرة المتراكمة في صدور عمال الصيانة وكذلك عن أحزان المنتسبين إلى الوزارة والمعايير التي توضع لوصول المدرس إلى مدير مساعد أو مدير؟
المثل الإنجليزي يقول: "الشيطان يكمن في التفاصيل" وسنوافيكم بالأخبار ونتمنى ألا تتورط الوزارة بإجابات خاطئة كما تورطت أيام الوزير السابق محمد الغتم في قصة "59 مدرسا" ممن لم "يلتزموا بالتوظيف" وإلى الآن لم نفتح ملف "المدارس الخاصة" ما لها وما عليها. ملف المبتعثين للخارج الطموح والواقع، التوظيف الإداري في الوزارة... الأسماء، المعايير ثم سؤال كيف حدث هذا؟ قصة مدير مع ... قصة أغرب من الخيال!
أما عن التعليم الصناعي وما يجري فيه فالأيام حبلى بالمفاجآت
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ