أخيرا اعترف مدير معهد البحرين للتدريب بفصل 400 متدرب بسبب رسوبهم في المعهد العام الماضي، هذا الرقم الذي رفض المعهد الكشف عنه كثيرا وحاول تضليل الرأي العام من خلال ذكر النسبة فقط وهي "8,4 في المئة" من إجمالي المتدربين، وكأنهم عاجزون عن ذكر الرقم الحقيقي. وإيمانا بأن الحقيقة لا يمكن أن تخفى طويلا، كشف درباس بنفسه قبل يومين أنه "في العام الماضي تم فصل 400 متدرب من الراسبين في أربع مواد أو أكثر، بناء على نظام المعهد الذي يعتمد النظام السنوي "وليس الفصلي" كالجامعة، إذ لا يجيز النظام مواصلة الطالب أو انتقاله إلى السنة الثانية إذا ما رسب في هذه المواد. وبعد دراسة كل حالة منفردة خرجنا بأن قرار انسحابهم في محله فاتخذنا القرار، وحدثت الضجة التي استغلها البعض ضد المعهد وإدارته، وتم تداول المشكلة للأسف بشكل خاطئ في الصحافة".

نعترف نحن في الصحافة إننا لجأنا للمصادر الطلابية لمعرفة رقم المفصولين والتي أشارت إلى فصل نحو 600 متدرب، وذلك عندما امتنع المعهد الكشف عن الرقم الحقيقي. والسؤال الأكبر من ذلك هو كيف تفصل مؤسسة أكاديمية تدريبية - لا يتجاوز عدد متدربيها بحسب تصريحات درباس 3087 متدربا - "400 متدرب" دفعة واحدة وفي فصل واحد؟ ألا يعني ذلك أن هناك خللا "كبيرا جدا"، إما في البرامج التدريبية أو النظام أو في آليات قبول المتدربين؟

لو حدث الفصل في جامعة البحرين التي تضم أكثر من 18 ألف طالب وطالبة لقامت الدنيا ولم تقعد، وأثير الرأي العام، لسبب بسيط جدا هو: "أين الخلل؟" في الطالب أم في البرامج أم في آليات القبول. وعلى معهد البحرين ومديره إعادة النظر من جديد في الكثير من الأمور، أهمها برامج المعهد التي يكثر الرسوب فيها أو آليات قبول المتدربين "كثيري الرسوب"، أو في الإدارة "غير الصريحة"