العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ

"الصحافيون لهم رب اسمه الكريم"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

العنوان هو عنوان مقال للكاتب بصحيفة "المصري اليوم" حمدي رزق، وهو ينطبق أشد الانطباق على واقع الصحافة العربية، من المحيط إلى الخليج، المقال فيه تندر كبير على الحال الصحافية الراهنة. يكتب عن اختياره لهذا العنوان: أردد هذا التعبير التواكلي كلما فغرت زنازين الحبس أفواهها لابتلاع المزيد من الصحافيين، وكلما تأخر إقرار قانون منع الحبس أشعر انه قانون ملعون يحتاج لدماء ضحية جديدة تراق على جدران السجون لكي يظهر إلى النور، مثله مثل الطاحونة القديمة في حاكورة بلدتنا المظلمة التي ما كانت لتدور في موسم الحصاد إلا إذا خطفت رضيعا من على كتف أمه - ضحية - لتأكل الأم خبزها بعد ذلك مغموسا بدماء فلذة كبدها.

وبما أن الوضع متشابه إلى حد كبير في جميع البقاع العربية، وكأني بالكاتب يرصد أخبار الصحافيين في البحرين، إذ يقول: في هذا الشهر ولشهور أخرى مقبلة ستدور طاحونة محاكمات الصحافيين من جديد وستبدأ بثلاثة من شباب المصري، وحتى يخرج قانون منع الحبس من السجن ستنتظر الزنازين خيرة شباب الصحافة، سيخطفهم من صحفهم الحد والغربان.

ويوجه اللوم لنقابة الصحافيين في سؤاله الآتي: ماذا تفعل نقابة الصحافيين؟

ويردف مستاء من تصرفات النقابة، التي من المفترض أن تحمي حقوق الصحافيين بقوله: هذه المرة ندوات الحداد لن تجدي، وعبث لجنة الحريات "لاحيودي ولاحيجيب"، المطلوب أن تثأر النقابة لاعضائها وكرامتها وكرامتهم المهدرة وتقرر عبر مجلسها الموقر أن تواجه طالبي سجن الصحافيين، وزراء كانوا أو مسئولين بقرارات الشطب الصحافي، بمقاطعة مانعة تميت هؤلاء وهم على قيد الحياة، تبدأ بالصحف الخاصة والحزبية وتمتد إلى الصحف القومية، فلا تنشر أخبارهم أو صورهم بوصفهم "أعداء الصحافة" فليس أقسى على هؤلاء من الموت وهم على قيد الحياة، وليس أخطر عليهم من التحقير الصحافي والتجريس الاعلامي في كل المحافل المحلية والدولية.

وبتفصيل أكثر يتطرق "رزق" إلى ما يقوم به هؤلاء المسئولون... رزقنا في هذه الأيام بنوع من الوزراء والمسئولين لا هم لهم إلا الإيقاع بالصحافيين ومن لا يأتي بالفلوس يأتي بكسر الرؤوس، نوع جهنمي يرشو الصحافة، ويطالب بثمن الرشا أخبارا، وبثمن الهدايا تحقيقات صحافية، يركب الصحف السيارة ويدلدل رجليه في نيل مصر. "نعم ويدلدل رجليه على سواحل البحرين المستباحة".

ويواصل حملته على هؤلاء المسئولين بقوله: هذا النوع بغى وتكبر وارتفع بنيانه الوهمي لحدود كسر القانون، والافتئات على الشرفاء، والنيل من المحترمين، لديه أنكشارية صحافية مرعبة، يصفي بها حساباته داخل الصحف، ولديه قوة صحافية إعلانية مستعدة للنيل ممن يعكر مزاجه خارج الصحف، لديه من الجرأة والبلطجة ما يحاكم به الصحافيين، وكلما ذكرت الصحافة أمامه تحسس منصبه الوزاري.

ويضيف: من مواصفاته الثأرية، ولديه وساوس قهرية ان الصحافة ستخطف أرضه - التي هي أرض مصر المحروسة، وأن الصحافيين الأرذال يتربصون به، وفي كل مرة ينظر أمامه أو خلفه يجد أشباحا صحافية تلاحقه فيقوم من نومه مذعورا... لديه إحساس دفين بالفساد يسري في عروقه، يعاني من حمى في بنيته الأساسية، ترعشه الحمى إذا قابل صحافيا محترما فهو لم يتعود على لقاء المحترمين، لا يفقه إلا في لقاء الأغوات.

هذا النوع - هو - من يحاكم الصحافة الآن، هو الذي يرمي جتته عليها، يدفع في اتجاه سجنها، ويقلب المواجع عليها، يستغل تأخر إقرار قانون منع الحبس ليحبس الصحافيين، ويسيئ لوجه النظام ليغسل - هو - وجهه، ويشهر بسمعة البلد، ليطهر يديه، على رغم ان مياه نيل مصر العظيم لا تكفي غسيل أوزار سنة واحدة من عفنه الوزاري.

ويصف أحدهم "المسئولين" بأنه لا يفقه في أصول الحوار، كلامه دبش، وحواره زلط، لا يكترث لرأي، ولا يرعوي لنصيحة، يعتبر الصحافيين انجاسا ملاعين، لا يشبع إلا برؤيتهم في المحاكم، ولا يرتوي حتى يسجنوا ويهانوا، لديه ثأر شخصي من الشرفاء منهم، ولا يطيق رؤية وجوهم النظيفة، تعود على الوجوه الملوثة والعيون الملوثة وكل ما هو ملوث لديه... معشوق.

وأما عن موقفه "موقف المسئول" تجاه الصحافة فإنه ضيق الصدر حرجا، الصحافة كاتمة على أنفاسه لا يطيق رؤية صحافي عفيف يرفض شنطه وذهبه وضياعه، يبدأ بالإفساد ومن لديه استعداد هم أقرانه وندماؤه وخلانه.

ويشخص الكاتب المشكلة في هؤلاء المسئولين بقوله: إن هذا النوع لا يفهم أصول اللعبة، وكيف حال النظام الذي يستظل به، وكيف ان هذا النظام مجبر على احترام الصحافة والتخفيف على الصحافيين، هذا المستوزر فاهم غلط ان هناك سلطة ستحميه، والسلطة مستعدة ان ترميه لكلاب السكك لو كان فيه خلاصها أو عنوان طهارتها أو لتحسين جودة طرقها نحو الإصلاح.

وأخيرا يلخص الكاتب نصيحته للمسئول: يا عزيزي - عدو الصحافة - ليس سجن صحافي يعني ان ألسنة الشرفاء ستخرس، وليس معنى سجن صحافي ان الباقين سيخافون ويدخلون الشقوق، وليس فوزك في جولة انك فائز لا محالة في الجولات المقبلة، فلا السجن يقطع الألسنة، ولا السجان يقصف الأقلام بل جدران السجن تشحذها.

ويختم الكاتب بسؤال: هل نقابة الصحافيين مستعدة لتلك الجولة ولجولات أخرى مقبلة أم لبيانات أخرى مقبلة! ونحن بدورنا ننقل هذا السؤال لجمعية ونقابة الصحافيين في البحرين

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً