يجتمع اليوم رؤساء تحرير وممثلو 35 صحيفة يومية تصدر في الخليج بهدف إقرار النظام الأساسي لـ "اتحاد الصحافة الخليجية" وانتخاب الأمانة العامة وافتتاح المقر الذي تبرعت به وزارة الإعلام لاحتضان الاتحاد. وتتشرف صحيفة "الوسط" برعاية الاجتماع التأسيسي للاتحاد، مؤملة أن يشكل ذلك حافزا للجميع لتطوير المهنة وأخلاقياتها والمحافظة على عطائها واستقلاليتها.
ومنذ تشكيلها في أبريل/ نيسان العام الماضي بذلت اللجنة التحضيرية برئاسة ناصر العثمان، وعضوية أحمد اليوسف وعدنان الراشد، الكثير من الجهود للتوفيق بين وجهات النظر، وأعدت مسودة للنظام الأساسي مستعينة بآراء المشاركين في اجتماعات رؤساء تحرير الصحف الخليجية. ونتج عن جهود اللجنة التحضيرية استجابة كريمة من القيادة السياسية لمملكة البحرين لاحتضان مقر الاتحاد، ووفرت وزارة الإعلام الدعم الكبير لتأسيس المقر بتوجيه من وزير الإعلام محمد عبدالغفار.
ويأتي اجتماع اليوم بعد أن وافق مجلس الوزراء في ديسمبر/ كانون الاول الماضي على تسجيل الاتحاد في البحرين بشكل رسمي، مع توفير جميع أنواع الدعم اللازمة لإقامة مركز معلومات للصحافة الخليجية.
إن مهنة الصحافة تعتبر مؤشرا نابضا لمستوى الحريات العامة في هذه البلاد أو تلك، فالصحافة هي "أوكسجين" السياسة، وهي خدمة للمجتمع أولا وأخيرا. ولكي تمارس الصحافة دورها فإنها بحاجة إلى محترفين، لديهم القدرة على ضخ محتوى عالي الجودة وفي الوقت ذاته ملتزمين بضوابط وأخلاقيات المهنة، ذلك لأن عالم الصحافة أمامه إغراءات وتحديات، والمعوقات تزداد إذا غابت الهيئة التي ترعى المهنة وتطورها وتدافع عن أساسياتها.
وعلى هذا الأساس قرر الاجتماع التنسيقي للقائمين على الصحف الخليجية العام الماضي الشروع في تأسيس اتحاد للصحافة الخليجية ليقوم بدور نفتقده في منطقة الخليج العربي حاليا، وهو دور الموجه والمرشد للمهنة من جوانبها المختلفة. فالصحافة الخليجية تطورت من ناحية الشكل والمضمون في السنوات الماضية، ولكن أمامها الكثير من أجل مواكبة متطلبات العصر، ومن أجل القيام بدورها الريادي في دعم مشروعات الإصلاح السياسي والاقتصادي.
إن الصحافة النزيهة هي التي تمتلك الصدقية للتعبير عن هموم المجتمع وطرح الآراء المتعددة وإنارة الطريق نحو المزيد من المشاركة والديمقراطية في الحياة العامة، وهذا يتطلب الأمانة في تأدية واجبات المهنة ويتطلب الاجتماع على كلمة الخير. كما أن الدور التوعوي للصحافة لا يمكن الاستغناء عنه إذا كنا نسعى إلى تأسيس وتنمية أنظمة ديمقراطية في حياتنا العامة. ويقع على عاتق الصحافي المخلص لمهنته الدفاع عن المطالب العادلة وكشف الحقائق وتقديم مجريات الحوادث بطريقة عادلة وواضحة، ولذلك فإن الصحافيين الذين يمتلكون ضمائر حية ونزاهة مهنية وشجاعة في الطرح يعتبرون الحجر الأساس لأية بيئة سياسية سليمة.
اتحاد الصحافة الخليجية يمكنه أن يلعب دورا طالما انتظرناه، ذلك لأن الصحافة الخليجية تطورت كثيرا خلال العشرين سنة الماضية، ولكن التطورات العالمية تسير بسرعة، وهذه السرعة تتطلب وجود "الصحافي الشامل" الذي يستقي الخبر من مصادره، ويصور الحدث، ويحرر المادة، وينفذها، ويتأكد من دقة وجودة عطائه، وهو ما نأمل أن يساعد تأسيس الاتحاد على تحقيقه
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ