العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ

الصحافة الخليجية تعلن اليوم اتحادها في البحرين

"الوسط" ترعى الاجتماع التأسيسي

المنامة - ريم خليفة، تمام أبوصافي 

13 مايو 2005

تجتمع نحو 40 مؤسسة صحافية خليجية وجمعية مهنية اليوم "السبت" في المنامة لمناقشة النظام الأساسي وتأسيس وإشهار "اتحاد الصحافة الخليجية" الذي تم اختيار العاصمة البحرينية مقرا له.

وقال مصدر مسئول في صحيفة "الوسط" الجهة الراعية للاجتماع: "ان البرنامج وجدول اعمال تأسيس اتحاد الصحافة الخليجية يبدأ في فندق الخليج الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم السبت بعقد جلسة عمل لمناقشة واقرار النظام الاساسي وانتخاب الامانة العامة، وفي الساعة السابعة سيتم افتتاح مقر الاتحاد الواقع في منطقة الجفير في المنامة برعاية وزير الاعلام".

وعن رأيه في الاستعدادات الجارية لتنظيم الاجتماع اوضح المصدر ان الاستعدادات تسير بشكل منظم وبما يليق بسمعة البحرين، واضاف: "ان اللجنة التحضيرية تشكر القيادة السياسية لمملكة البحرين لاحتضانها مقر الاتحاد، كما نشكر دعم وزارة الاعلام الكبير لتأسيس المقر من دون اية اشتراطات سياسية".

واكد: "ان البحرين تعتز بحضور ممثلي المؤسسات والهيئات الصحافية المشاركة بتأسيس الاتحاد، كما تعتز صحيفة "الوسط" بمشاركتها في عقد الاجتماع التأسيسي انطلاقا من ايمانها بان الجهود التي بذلت قد اثمرت اساسا قويا يعتمد عليه لمستقبل المهنة في منطقة الخليج".

وعلى هامش الاجتماع كشف مسئول صحافي مطلع لـ "الوسط" عن احتمال عقد اجتماع لمديري العموم في المؤسسات الصحافية الخليجية لمناقشة تشكيل "اتحاد ناشري الصحف الخليجية" الذي توقع المصدر ان تكون دبي مقرا له، في حين سيمثل "اتحاد الصحافة الخليجية" ومقره البحرين رؤساء التحرير وممثلو الجمعيات المهنية.

من جانبه، اعتبر الامين العام لاتحاد الصحافيين العرب صلاح الدين حافظ ان تأسيس اتحاد الصحافة الخليجية يعد اضافة جديدة للاتحاد العربي.

وقال خلال حوار أجرته معه "الوسط" : "ان مهمته من الحضور الى الاجتماع التأسيسي تنصب ايضا في بحث سبل الاتفاق على وضع أسس محددة للتعاون المشترك". فيما قال احد اعضاء اللجنة التحضيرية ونائب رئيس تحرير "الانباء" الكويتية عدنان الراشد: "ان الهدف من انشاء الاتحاد هو تطوير الجوانب المهنية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الصحافية الخليجية".


"الوسط" تحاور الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب

حافظ: اتحاد الصحافة الخليجية إضافة نوعية إلى الإعلام العربي

المنامة - تمام أبوصافي

قال الأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب صلاح الدين حافظ ان هناك أوجها كثيرة للتعاون مع اتحاد الصحافة الخليجية الذي اعتبره إضافة جديدة إلى الاتحاد العربي ولاسيما في مجالات نقل المعلومات وتدريب الكوادر الشبابية على صحافة المستقبل.

وأشار حافظ في حوار خاص مع "الوسط" إلى أهمية تصحيح العلاقة بين النظم الحاكمة والصحافة التي تعتبر الأخيرة وسيلة من وسائل الترويج والدعاية الحكومية مشددا على ضرورة تحرير الإعلام من القبضة والهيمنة الحكومية لكي يستطيع تأدية الرسالة.

حافظ الذي وصل المنامة للمشاركة في الاجتماع التأسيس لاتحاد الصحافة الخليجية المقرر عقده اليوم، تناول في حديثه عددا من القضايا المهمة المتعلقة بالنقابات الصحافية وتفعيل آليات التعاون مع الاتحاد، إضافة إلى قضايا أخرى، وفيما يأتي نص الحوار:

كيف ينظر اتحاد الصحافيين العرب إلى تأسيس اتحاد للصحافة الخليجية؟

- بلاشك نعتبر اتحاد الصحافة الخليجية إضافة جديدة إلى اتحاد الصحافيين العرب إذ يضم مجموعة من الدول ذات طابع خاص وظروف سياسية واقتصادية واجتماعية معينة كانت شكلت سابقة في التنظيمات الإقليمية من خلال تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي استطاع بدوره ان ينجح الى حد كبير في تخطي الكثير من العقبات والحفاظ على شكل من أشكال الاتحاد السياسي كما انه قطع شوطا كبيرا في الشأن الاقتصادي وان كانت طموح مواطني المجلس مازالت ترتقي إلى ما هو أكثر. وبحكم وجود أربع دول من دول اتحاد الصحافة الخليجية هي أصلا من الأعضاء الرئيسيين في اتحاد الصحافيين العرب وما جاء به النظام الأساسي لهذا الاتحاد ان اتحاد الصحافة الخليجية جزء من اتحاد الصحافيين العرب فانني اعتبره إضافة جديدة قادرة على الإسهام بشكل فعال في مجالات كثيرة.

هل تتطلعون إلى آلية للتعامل بينكم وبين اتحاد الصحافة الخليجية في المستقبل؟

- لابد أولا من أن نتفق على وجود هذه الآلية. واعتقد ان مهمتي هنا لا تنحصر في حضور احتفالية تأسيس اتحاد بقدر ما هي اتفاق على وضع أسس محددة للتعاون المشترك بحكم وجود مساحات كبيرة للتعاون التي يمكن الاتفاق عليها الآن ووضع برنامج عمل لتنفيذها في المستقبل.

برأيكم، ما أوجه التعاون التي يمكن الاتفاق عليها مستقبلا؟

- هناك أوجه كثيرة للتعاون. بصراحة شديدة أوضاع الصحافة العربية لا تسر كثيرا وهناك نواقص كثيرة تحتاج إلى جهود إضافية. بلاشك ان النقابات والجمعيات الصحافية القائمة حاليا بذلت جهودا كبيرة ولكنها غير كافية. كما ان اتحاد الصحافيين العرب بذل أيضا جهودا لكننا نتطلع إلى ما هو أكثر وربما نستطيع من خلال تفعيل آلية التعاون مستقبلا أن نطور عملنا بشكل أفضل ولاسيما في مجالات مختلفة منها حرية الصحافة وإعداد الأجيال الجديدة وخصوصا أجيال الشباب لصحافة المستقبل، التي بدأت ملامحها تظهر بشكل مختلف تماما عن الصحافة التقليدية التي نمارسها. هذا لا يقلل من ان الصحافة العربية قطعت شوطا كبيرا من خلال التقدم والتطور في استخدام التقنيات الحديثة ولكن هذا التقدم غير كاف مقارنة بمستوى الصحافة العالمية التي تتقدم بسرعة هائلة نتيجة التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات.لذلك يجب ان يكون لنا نصيب من كل هذه الانجازات الإنسانية الضخمة وخصوصا في مجال الإعلام والمعلومات والصحافة. وهنا يجب ان نفكر بشكل جماعي إذ لا يصلح التفكير الفردي فعلى سبيل المثال الاتحاد الأوروبي هو دائما النموذج الذي نضعه أمامنا في قضايا مختلفة، فلماذا لا نضع هذا النموذج في قضية التعاون في مجال المعلومات أو تكنولوجيا الاتصال أو تدريب الصحافيين وإعدادهم وخصوصا الصحافيين الذين يصلون إلى مناطق الصراعات والحروب وقد خضنا هذه التجربة في قضية الاحتلال الأميركي للعراق فخلال هذه المعارك المستمرة منذ عامين قتل وخطف أكثر من 001 صحافي وإعلامي ومساعد. وهنا أسأل: هل أعددنا الصحافيين والإعلاميين العرب لهذه التجربة؟ وهل أعددنا المراسل العسكري؟ هذه كلها واجبات اعتقد أننا يجب ان نتعاون فيها ونضع خطة عمل عملية وليس مجرد نظريات تطرح بين حين وآخر. هناك أيضا مجال للتعاون من خلال الخبرات المتبادلة إذ كون اتحاد الصحافيين العرب خبرات على اعتبار انه كيان موحد واتحاد الصحافة الخليجية يعتبر كيانا ناشئا جديدا يضم خبرات تفتح المجال أمام إمكان الاستفادة منها.

ألا تعتقد ان تأكيد اتحاد الصحافة الخليجية في نظامه الأساسي عدم الانشغال في الشأن السياسي يحصر مساحة تحركه والقضايا التي سيتعامل معها ولاسيما أن الكثير من القضايا التي ترتبط بالعمل الصحافي هي قضايا سياسية؟

- لا يمكن فصل السياسة عن الصحافة والصحافة عمل سياسي بالدرجة الأولى. وبحكم طبيعة هذه المهنة والأداء فيها والرسالة الإعلامية التي تحملها نجد ان هذه العوامل جميعها تدخل في محيط العمل السياسي بشكل من الأشكال. وكيف نفصل فصلا تعسفيا بين ما هو صحافي وما هو سياسي؟ أجد ان هناك صعوبة كبيرة. ولكن من خلال قراءتي لهذا النص في النظام الأساسي لاتحاد الصحافة الخليجية اعتقد ان هذا نوع من أنواع الحذر الشديد بحيث لا يفهم ان لهذا الاتحاد طموحا أو أهدافا سياسية من قبل الأجهزة الحكومية. لكن من الناحية العملية لا يمكن فصل الصحافة عن السياسة ولا يمكن التعامل مع هذا الفصل على المدى البعيد وانما هناك دواع تراعي طبيعة التركيبة السياسية والحكومية والإدارية هي التي فرضت هذا النص الذي لا يمكن التعامل معه كما لو انه نص مقدس أو دائم. وانما يمكن إدخال التعديلات والتطورات على هذا النص في المراحل المستقبلية وهذا يرجع إلى ظروف نشأة الاتحاد وإلى الظروف التي تحكم المنطقة.

هل تعتقد أن الجمعيات الصحافية التي انشئت في المنطقة تمثل الكيان الصحافي الخليجي تمثيلا حقيقيا ام ان هناك تبعية إلى الجهات الرسمية تتحكم في مساحة تحرك هذه الجمعيات؟

- الحقيقة ان هذا الواقع لا ينحصر في منطقة الخليج. وانما هو آفة من آفات العمل النقابي عموما الا وهي المحاولات الدائمة والمستمرة من جانب الحكومات للهيمنة على التنظيمات النقابية بما فيها التنظيمات النقابية الصحافية التي تتعامل مع فئة معينة من البشر يتناولون الشأن الفكري والسياسي، لذلك هناك حرص شديد على الهيمنة على هذه النقابات. مثال على ذلك بلد عرف التنظيمات النقابية منذ فترة طويلة وهي مصر التي بدأت فيها التنظيمات النقابية ولو بشكل بدائي منذ أواخر القرن الثامن عشر ونقابة الصحافيين المصرية تكاد تكمل الآن عامها الـ 57 بشكلها الحالي. وعلى رغم وجود تراث نقابي عريق وترسخ القواعد والتقاليد النقابية القوية فإن العلاقة الجدلية بين النظم الحاكمة والتنظيمات النقابية تظل علاقة مركبة ومعقدة، والصراع قائم والحكومة تحاول الهيمنة على النقابات والنقابات تصر على استقلاليتها. وإذا ضعفت القبضة الحكومية قويت النقابات وإذا ضعفت النقابات قويت القبضة الحكومية عليها. هذه الحال أيضا في المغرب فإذا كان هذا حال الدول القديمة في التعامل مع التنظيمات النقابية فما بالكم بالدول حديثة النشأة والتي لم تدخل بعد في حيز العمل النقابي. وإنما مازالت تعتبر كلمة النقابة "رجسا من عمل الشيطان" وتكتفي باسم جمعية ولكن هذا بحد ذاته تطور والتطور المستقبلي يكمن في تحول هذه الجمعيات إلى نقابات بحيث تأخذ سمة النقابات وتقاليد العمل النقابي الحقيقي المتطور الذي يحمل ديناميكية مستمرة واعتقد أن هذه الخطوة قادمة لا محال لأن التاريخ لا يتوقف.

هل تؤيد قيام اتحادات شبيهة باتحاد الصحافة الخليجية في المنطقة العربية عموما؟

- عمليا طالما هذه التنظيمات تصب في فكرة أن هناك اتحادا عربيا واحدا قائما بهدف التنسيق والتعاون فلا بأس. ولكن إذا كانت هذه الاتحادات تهدف الى التفكيك الإقليمي فأنا شخصيا معترض عليها.

هل تعتقد أن اتحاد الصحافيين العرب بعد مرور أكثر من 04 عاما على قيامه حقق الأهداف التي أسس من أجلها؟

- اعتقد انه حقق جزءا كبيرا من أهدافه قياسا بالفترة الزمنية والضغوط والتحديات التي واجهها بصفته تشكيلا نقابيا للصحافيين وأيضا التفكك الحاصل في الساحة العربية عموما لكنه فشل في جوانب أخرى، إذ لم يستطع حتى الآن ان ينجز انجازا كبيرا في القضية المحورية التي تحكم العمل الصحافي الا وهي قضية تحرير الصحافة والإعلام من القبضة الحكومية العربية وهذا ليس دوره وحده وانما له دور جزئي مهم في ذلك كما لا يمكن اعتباره المسئول عن ذلك. وكما ذكرت فان العلاقة بين نظم الحكم ونظرتها إلى الصحافة في المنطقة العربية هي علاقة معقدة ومركبة وخصوصا في كيفية استخدام هذه النظم للصحافة كوسيلة من وسائل الدعاية والترويج الحكومي أكثر من ان تكون وسيلة من وسائل الإعلام والأخبار والإبلاغ. وإلى أن تصحح هذه العلاقة بتطور سياسي ديمقراطي حقيقي يتضمن إطلاق الحريات العامة وإطلاق حرية الرأي والتعبير وحرية إصدار الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية ستظل كل هذه الأجهزة النقابية قاصرة في أداء مهماتها.

برأيكم، أين تكمن المشكلة الأساسية بالنسبة إلى الصحافة العربية؟

- الصحافة بلا حرية هي صحافة بلا روح. وما لم تتمتع الصحافة بحرية حقيقية تبقى نشرات دعاية. وعندما أتحدث عن الحرية أعني حرية الوصول إلى المعلومات ونشرها ونشر الآراء والأفكار المختلفة وحرية إدارة الحوار في المجتمع بين الفئات والطبقات المختلفة في المجتمع وحرية توجيه الرأي العام وقدرة الصحافة على توجيه كفاءتها في توجيه الرأي العام. والا فستظل صحافة مقيدة. وهذا هو الهم الرئيسي للصحافة الى جانب الهموم والمصاعب الأخرى. فالصحافة لا تعني المطابع أو المباني الفخمة ولا ضخ الأموال الكثيرة لاستيراد معدات وتقنيات حديثة ونأتي وندعي ان لدينا صحافة. الصحافة هي رسالة أولا وما لم نعتن بالكادر البشري لن نحقق شيئا.

ألا تعتقد أن النقلة النوعية الحديثة في الإعلام المرئي في المنطقة العربية تبعث على التفاؤل، وخصوصا عندما نقارن بين قنوات حديثة تحترم عقل المواطن العربي وبين قنوات رسمية ترسخ الشكل التقليدي الذي لم يعد أصلا يثق به المشاهد العربي؟

- بلاشك أن ثورة المعلومات والاتصالات فتحت آفاقا كثيرة أمام الصحافة بمعناها الشامل. فإذا كانت الفضائيات مثلت في العقد الأخير طفرة في الإعلام والصحافة فيجب ان نستعد للتطور الذي سيطرأ بشكل كبير على الصحافة الإلكترونية التي ستشكل تحديا كبيرا ليس فقط أمام الصحافة المكتوبة وانما أيضا أمام الفضائيات وهذا هو المستقبل. وما لم نعد صحافيين وخصوصا من الأجيال الشابة للتعامل مع هذا المستقبل سنتخلف أكثر مما نحن متخلفون.

ما نصيحتكم لاتحاد الصحافة الخليجية كي يحقق أهدافه؟

- لا أستطيع أن أدعي انني أملك نصيحة لاتحاد الصحافة الخليجية ولكن من خلال متابعتي لخطوات إنشاء هذا الاتحاد ومعرفتي الشخصية بالقائمين عليه اعتقد ان لديهم الخبرة الكافية لكي ينشئوا منظمة اقليمية ذات طابع خاص تساهم في تطوير الصحافة الخليجية ليس فقط من الناحية المادية وانما من ناحية العقل البشري إذ اننا في اتحاد الصحافيين العرب نركز بشكل كبير على تدريب وتأهيل الصحافيين الشباب وخصوصا تقوية دور معهد الصحافيين العرب للتدريب وتكنولوجيا الاتصال إذ هناك تركيز بنسبة 57 في المئة على برامج التعامل مع تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات.


اجماع خليجي على ضرورة التأسيس

المنامة تستضيف اليوم إشهار "اتحاد الصحافة الخليجية"

المنامة - ريم خليفة

وصف غالبية المشاركين في الاجتماع التأسيسي لإشهار اتحاد الصحافة الخليجية اليوم في المنامة أن خطوة تشكيل الاتحاد تعد بمثابة انطلاقة خليجية لتنظيم مهنة الصحافة على مستوى الإمكانات والتقنيات والموارد البشرية والمحتوى والرسالة السلمية التي تحملها على عاتقها مهنة الصحافة كالدفاع عن مصالح الوطن والمجتمع إلى تسليط الضوء على قضايا الشأن العام بما يخدم مشروعات الاصلاح بمختلف جوانبها.

وكانت الأوساط الصحافية البحرينية والخليجية رحبت باختيار البحرين مقرا إلى الاتحاد نظرا لتمتعها بتاريخ طويل لبداية الصحافة في المنطقة الخليجية، وكونها كانت السباقة والرائدة تاريخيا في هذا المجال.

"الوسط" حاورت عددا من المشاركين بشأن أهمية وجود هذا الاتحاد في الجسم الصحافي الخليجي، إضافة إلى مدى إمكان تطبيق ميثاق شرف ينظم المهنة ودور الجمعيات المهنية في مشروع الاتحاد ودعمه.

وفي هذا الشأن، قال رئيس تحرير صحيفة "الوسط" "الجهة الراعية للاجتماع" منصور الجمري: إن الاتحاد لابد أن يكون ملزما بتوفير المناخ الملائم للتعاون والتنسيق فيما بين المؤسسات الصحافية الخليجية وذلك حتى تتمكن من مواجهة الكثير من التحديات والخروج برأي يعكس آمال وتطلعات شعوب المنطقة وذلك من خلال إظهار الجوانب الحقيقية لديناميكية هذه المجتمعات وقدرتها على التعايش.

وأضاف الجمري أن إشهار الاتحاد وافتتاح مقره مساء اليوم سيصب أيضا في زيادة التعاون المهني والفني وكذلك في مجالات أخرى مشتركة.

تطوير الجوانب المهنية

من جهته، قال أحد أعضاء اللجنة التحضيرية ونائب رئيس تحرير صحيفة "الأنباء" الكويتية عدنان الراشد إن الهدف من إنشاء الاتحاد هو تطوير الجوانب المهنية وتعزيز التعاون بين المؤسسات الصحافية الخليجية.

وأضاف الراشد أن الصحافي الخليجي له مكانة مهمة في هذا الاتحاد، وكذلك من يعمل في الصحافة الخليجية سيحظى بالمكانة نفسها كون الصحافة الخليجية تضم جميع المدارس الصحافية في العالم العربي. كما أوضح أن إبراز البعد القومي لهذا الاتحاد يعد نقطة إيجابية وليست سلبية، فمن يعمل من الجنسيات المختلفة له دور ومساحة في هذا الاتحاد وهي خطوة إيجابية.

أما بشأن تطوير المهنة، قال الراشد: إن الصحافي الخليجي يجب أن يلقى اهتماما خاصا لتطوير قدراته بالدورات لافتقاد ذلك في جميع دول الخليج على رغم وجود جمعيات الصحافيين في الدول. كما أكد الراشد أن الاتحاد سيركز بالدرجة الأولى على الجانبين المهني والفني وليس الجانب السياسي كون الاتحاد يسعى إلى التركيز على تطوير المهنة، عدا ذلك فهو ليس ضمن قائمة أهداف الاتحاد.

وعما إذا كان هناك طرح لورقة "ميثاق شرف المهنة" في اجتماع اليوم، قال الراشد: إن النية والفكرة موجودة، فربما تطرح وربما لا وذلك تبعا لما سيدور من نقاشات خلال الاجتماع.

الصحافة الإلكترونية

من جانبه، أثنى مدير عام مؤسسة الإمارات للإعلام أحمد البلوشي على خطوة إنشاء الاتحاد كونها خطوة رائدة لجميع القائمين عليها وتحديدا الجانب البحريني المتمثل في وزارة الإعلام وصحيفة "الوسط"، وقدم شكرا خاصا لمنسق اللجنة التحضيرية ناصر العثمان الذي بذل جهدا كبيرا للم الجسم الصحافي الخليجي، وأضاف البلوشي أن الصحافة الخليجية بحاجة إلى تنظيم يساعد الجميع، موضحا أنه لا يدعم ولا يحبذ أي مشروع يقيد الصحافة واستقلالها.

ويخشى البلوشي من أنه في حال طرح مشروع ميثاق شرف أن يقيد الصحف ويحد من حريتها ما يؤدي إلى نتيجة تجعل من الصحف الخليجية نسخا متشابهة لا تحمل خصوصية معينة. ويأمل البلوشي من إنشاء الاتحاد أن تقوى روابط العلاقة المهنية والإدارية بين المؤسسات الصحافية في الخليج.

ويرى البلوشي أن الصحافة الخليجية قطعت شوطا كبيرا نحو التميز والجودة حتى في المنتوج الإعلامي والتحريري، مشيرا إلى أن الخليج هو المركز الإعلامي في المنطقة العربية سواء أكان إعلاما مرئيا أو سمعيا أو مكتوبا.

هناك بعض الصحف الخليجية التي تحولت حاليا إلى صحف عالمية، وأكبر دليل ما تبثه وكالات الأنباء العالمية نقلا عن ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع صحف خليجية يوميا. كما أوضح أنه لا يحبذ أن تتوقف الصحافة الخليجية عند هذا الحد آملا أن يساعد الاتحاد في عملية تطوير هذا الجانب، وخصوصا أن المنطقة استفادت من جميع الموارد المتوافرة لديها حتى حققت لها مكانة متميزة لا تقل بأي حال عن الصحف العربية التي سبقتها زمنيا.

وعن سبب عدم إدراج الصحافة الإلكترونية على أجندة الاتحاد، أوضح البلوشي أن الصحافة الإلكترونية هي المستقبل وأية صحيفة أو مؤسسة إعلامية لم تهتم بالجانب الإلكتروني ستتأخر كثيرا، مشيرا إلى أن غالبية الصحف لديها مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت، إذ وفرت لها الموازنة والكوادر اللازمة، فهذه الصحافة اليوم اخترقت الحواجز بل وتنقل الصحيفة أيا كانت من أي بلد إلى العالمية بأسهل الطرق. كما أكد البلوشي أن الصحافة الإلكترونية هي مستقبل الصحافة والإعلام معا آملا أن تتم مناقشة ذلك خلال اجتماع اليوم ان كان مطروحا على جدول المباحثات.

بيت للصحافيين

في حين أكد مدير المكتب الإقليمي لصحيفة "الوطن" السعودية قصي البدران أن إشهار الاتحاد جاء في الاتجاه الصحيح، موضحا أنه يأمل أن يكون الاتحاد بمثابة "بيت للصحافيين" وجهة تطور الأداء المهني الخليجي لجني ثمارها على المؤسسات الصحافية والعاملين في الحقل الصحافي.

وأضاف أنه لا يأمل أن يكون مستقبل الاتحاد مقتصرا على مزايا محددة، ولكن في وضع يسمح بتطوير المهنة من دون التدخل في الجوانب السياسية أو جوانب تعطل تطوير أداء الصحافي عموما.

فيما أوضح مستشار صحيفة "البيان" الإماراتية ورئيس جمعية الصحافيين الإماراتية محمد يوسف أن الجمعيات المهنية ستتطرق إلى طبيعة مهمات الا تحاد بمعنى آخر، هل سيركز الاجتماع على الجانب المؤسساتي أو على الجمعيات المهنية؟

وأضاف، نحن بحاجة إلى وجود مثل هذه التكتلات للعاملين في الحقل الصحافي عموما، ولكن بصورة تتناسب مع احتياجات أصحاب المهنة.


الصحافة الخليجية: الفكاك من الدعاية

محمد فاضل

جاء عبدالله الزايد إلى الصحافة في ثلاثينات القرن العشرين الماضي من خلفية فكرية وثقافية ونضال سياسي. ففي العام 1920 كان احد مؤسسي النادي الادبي في المحرق الذي سرعان ما أغلقته سلطات الحماية البريطانية وسجنت ونفت بعض أعضائه.

كان احد رواد الإصلاح الثقافي والاجتماعي واختار الصحافة وسيلة لا غنى عنها لخوض نضال طويل متعدد الاوجه، سياسي وثقافي واجتماعي. والزايد هنا ليس سوى مثال متكرر لبدايات الصحافة في بقية دول الخليج وخصوصا في الكويت. لقد تأسست الصحافة الخليجية على يد رواد تنوير ونهضويين جاءوا من رحم نضالات فكرية وسياسية ضد المحتل الأجنبي تحملهم احلام نهضوية كبرى مثلهم مثل اولئك المصلحين العرب الأوائل الذين بدأوا في تأسيس الصحف في مصر وسورية ولبنان وبلدان عربية أخرى.

لقد نشأت الصحافة العربية على يد الإصلاحيين والنهضويين العرب في كل البلدان العربية، وإذا كنا نتحدث هنا في الخليج عن بداية نشأة الصحافة في الثلاثينات من القرن الماضي، فإننا نتحدث عن 66 عاما مضت على تأسيس أول صحيفة في البحرين والسنوات نفسها بالنسبة إلى الكويت.

في قوانين النمو الطبيعي والتطور، فإن هذه العقود الطويلة كان بامكانها أن تثمر صحافة متطورة وعلى درجة عالية من الاحتراف وتقاليد مهنية راسخة. المؤسف أنه بعد 66 عاما مازلنا نقول إن احدى المهمات الأساسية لاي تنظيم مهني هي "تدريب الصحافيين". ماذا يعني هذا؟ هذا يعني ببساطة اعترافا بأن جل العاملين في الصحافة الخليجية غير مؤهلين. إذا كان من ميدان تعرض للتخريب واعاقة النمو في دولنا فلن يكون سوى الصحافة والإعلام.

الصحافة التي تأسست على يد رواد الإصلاح والنهضويين وواجهت تعسف المستعمر الأجنبي، عادت لتواجه في مرحلة ما بعد الاستقلال تعسف السلطات الحاكمة قبل أن تحتويها تماما بالقمع المباشر والفج من جهة واغداق الأموال والعطايا من جهة أخرى. يبقى هذا استنتاجا ملطفا لأنه في دول الخليج فقط بإمكان خريج ثانوية عامة أو ما دونها أن يكتب من الهراء ما شاء وأن ينشر هذا الهراء مرفقا بصورته لمجرد أن هذا الهراء مليء بالتملق والنفاق للحكومة أو مسئوليها. أما الاصلاحيون والنهضويون من أصحاب الصحف ورؤساء تحريرها الذين عجنتهم معارك النضال من اجل الحرية والتحرر الثقافي والاجتماعي، فقد تم استبدالهم بموظفين رسميين أو بأنصاف مثقفين من حملة الشهادات الذين لا تحركهم سوى هواجس الترقي الاجتماعي أو رؤساء تحرير لا يملكون من جدارة سوى أنهم ابناء ملاك الصحف. الحكومات الخليجية هي الحكومات الوحيدة في العالم التي تتدخل في تعيين رؤساء التحرير وتقنن ذلك عبر التشريعات لأنها لا تتعامل مع الصحافة كأداة من أدوات حرية التعبير "لم تسمع عنها الا حديثا على أية حال" أو صناعة مستقلة بل كأداة للدعاية السياسية.

لا يتعلق الامر برؤساء التحرير فقط أو الرضى عن مجموعة مساهمين لصحيفة جديدة، بل يمتد الأمر أحيانا إلى التدخل في تعيين مديري التحرير ومحاربة محررين وقطع ارزاقهم لمجرد أنهم مصنفون ضمن قائمة "من ليسوا معنا". فالحكومات الخليجية بل مجمل الثقافة العامة السائدة في مجتمعاتنا والتي لم ينجو منها حتى القائمون على الصحف الخليجية لا تعرف أي معنى للاستقلالية، لا في الرأي ولا في أي شيء آخر. فالقائمون على الصحف مثل حكوماتهم: "من ليس معنا فهو ضدنا".

لقد اثمر هذا المزيج من القمع والاغراءات المالية والعطايا تدهورا مريعا في التقاليد المهنية داخل الصحف نفسها. فلم يعد الاتقان والحرفية هو المطلوب بل إرضاء السلطات هو الغاية. ويتحمل القائمون على الصحف نصيبا وافرا من المسئولية أيضا في هذا التدهور طالما أنهم لم يدركوا طوال عقود أن ثمة فارقا بين أن تؤدي العمل بأقصى درجات الاحتراف وبين أن ترضي السلطات بعدم استثارة غضبها غير المبرر طبعا. أي الفارق بين أن تكتب خبرا أو تحقيقا مكتملا بكل وسائل البرهنة على الحقائق وبين أن تكتب خبرا ناقصا مليئا بالدعاية. أي الفارق بين خبر يكتبه صحافي وخبر تكتبه إدارة علاقات عامة. الفارق بين أن تتسلم الفاكس من المصدر وتنشره كما هو دون أي تدخل وبين أن تجري عملية فحص وتدقيق ومقارنات قد تفضي بك إلى رفض الخبر لأنه مليء بالدعاية أو بالاكاذيب.

لقد اثمر التدهور مظاهر أخرى. فما من شيء أكثر سهولة من كتابة مقال في الصحف الخليجية. يكتب الكبار من رؤساء التحرير وغيرهم مقالات لا تزيد عن دعاية سياسية فجة خالية من الاسانيد أو المناظرة أو الحقائق أو تملق رخيص للحكومات في أحسن الاحوال. لقد امتدت منظومة الخوف والقمع إلى داخل الصحف نفسها فأصبحت الرقابة اشد وطأة واكثر تعفسا وعمى. واثمر هذا أن الصحف أصبحت وراء المجتمع بمسافة بعيدة طالما أنها تنتظر إشارة التغيير من الحكومات. ستذكرونني بالاستثناءات، نعم هناك استثناءات وطيلة هذه العقود الطويلة من التردي، خاض جيل جديد من الصحافيين الخليجيين معارك طويلة من اجل الصحافة التي نريد وثمة من الاسماء الكثير ليشار إليه.

مرت مراحل وجاءت مرحلة أصبح الإصلاح هو الذي يتصدر جدول الأعمال، ووجدنا أن الصحافة لاتزال وراء مجتمع بأسره بمسافة، فهي ليست رائدة للإصلاح بل مازالت تمارس دورها القديم: تردد دعايات الحكومات وترى في الإصلاح المعطل منذ مطالع القرن العشرين تدخلا أجنبيا. كنا نتساءل: كيف يمر عقدان واكثر وصحف بكاملها لا توجه انتقادا واحدا لحكوماتها؟ واليوم ربما تغير الأمر قليلا وباتت الصحف الخليجية تعيد النظر في الكثير من تقاليد العقود الماضية والتدهور الذي لحق بالمهنة.

ومع خالص الاحترام للجميع، فإن الصحافة الخليجية مطالبة بأمرين اثنين إذا ارادت أن تتطور فعلا. الأول أن تعيد النظر في علاقتها بالحكومات ليس من باب الانتقال إلى خانة الاعداء، بل في سياق اعادة وضع دورها في مكانه الصحيح كأداة تجسد حق المعرفة والتعبير للناس بالدرجة الأولى. هذه المهمة تتطلب إعادة الاعتبار للحقائق في مقابل الدعاية في عملها. فالصحافة الخليجية لاتزال تخلط بين الدعاية والحقائق بشكل مريع.

الثاني هو تطوير المستوى الاحترافي للعاملين فيها. هذا لا يتأتى بالشهادات الجامعية فقط، بل بالالتزام بالتقاليد المهنية وتطويرها وترسيخها وليس الرضوخ لما تريده المصادر سواء الحكومة أو المعلنين أو الشركات الكبرى

العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً