عدد كبير من الوزارات والهيئات الحكومية، مازال مسورا نفسه بعزلة لا يجد كثيرون تفسيرا لها، وبدأ البعض تراوده الشكوك ولا يتردد في التندر بالقول: ثمة طبخات سرية داخل تلك الوزارات لا يريد كبارها لأحد الاطلاع عليها! على رغم أن معظمها، - وبأدائها الحالي-0، لا إنجاز ملفتا لها! الاكتفاء بالأخبار التي يتم إرسالها عن طريق الفاكس لا يعكس ولا يشير إلى أي انفتاح، لأن تلك الوزارات والهيئات لن ترسل إلا ما يوافق سياستها المضروبة بطوق شبه أمني. ثم من قال إن الناس يكترثون لأداء الاستقبالات اليومية، والابتسامات العريضة أمام الكاميرا، وجل القراء - وخصوصا "المفرومين" منهم - لا يبتسمون إلا في مناسبات الطهور، وعيدي الفطر والأضحى؟
وفي محاولة للمجاراة تقوم الصحف بنشر بعض أخبار الاستقبالات تلك ومن دون صورة، وكالعادة لا ينقطع هاتفك عن الرنين، ومن جهات عدة، إلا أن أكثر الجهات التي لا تحتاج إلى كبير جهد لتمييزها، تلك التي تهاتفك وتتحدث معك بأسلوب تشك بسببه في أنك من طلبت الجهة، وبنبرات لا تخفي انزعاجها: "لماذا لم يتم نشر صورة...؟"، فتجيب: ولكن الخبر تم نشره، وقبل أن تبرر له سبب عدم نشر الصورة، يقاطعك بالقول: "ترى هذي مب أول مرة!"، ولأن درجة ضغطك في طريقها لتسجيل رقم قياسي، لن تتردد في القول: "مادمتم لستم على استعداد لاستقبال خلق الله في مكاتبكم، والعمل على حل مشكلاتهم، فلماذا الصورة؟... الناس الذين باتوا يحدثون أنفسهم هائمين على وجوههم لفرط المشكلات، وانسداد الأفق... الناس الذين لولاهم ولولا مشكلاتهم لانعدم مبرر وجود الوزارة هذه والهيئة تلك، وإذا حدث واستقبلتموهم، تستكثرون الابتسام لهم باللونين الأبيض والأسود، فيما تريدون صوركم أن تنشر بابتسامات وبالألوان!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 980 - الخميس 12 مايو 2005م الموافق 03 ربيع الثاني 1426هـ