من يوم الاثنين الماضي حتى يوم الأربعاء "أمس" نظمت رابطة أطباء العائلة البحرينية مؤتمر الإعاقة وإعادة التأهيل في قاعة إحدى الفنادق بالبحرين. .. وفي يوم الافتتاح ذكرت وزيرة الصحة البحرينية أن نسبة المعوقين بالمملكة تشكل 1 في المئة من إجمالي عدد السكان بحسب تعداد العام 2001م... وأنا أقول لسعادة الوزيرة إن هذا الرقم الذي ذكرته غير صحيح لأن نسبة المعوقين بالمملكة تشكل 90 في المئة من إجمالي عدد السكان بحسب تعداد العام 2005م... فالإعاقة المعروفة لنا وبحسب مفهومنا لها هي إعاقة العقل والقلب والطباع وليست إعاقة جزء من الجسد. الإعاقة الصحيحة هي إعاقة القلب عندما يتصلب ويتنكر صاحبه لأصحاب الجميل عليه ومن وقف معه أو لأقاربه وأصحابه أو حتى لوالديه وأولاده وهؤلاء أعدادهم كثيرة في مجتمعنا... والإعاقة الصحيحة هي إعاقة العقل عندما يتحجر ويتلبس صاحبه الغرور والتغطرس وينظر إلى خلق الله نظرات فيها الكثير من الاستعلاء والتكبر ناسيا أن المتكبر هو الله عز وجل وليس بني آدم الذي سيموت في يوم من الأيام ولن يتذكره الناس إلا بسوء عمله... الكذاب المنافق معوق أخلاقيا والمغرور المتغطرس معوق نفسيا والسارق والمختلس والغشاش معوقون تربويا والذي لا يقرأ ما بين السطور معوق فكريا... هؤلاء المعوقون الذين ذكرتهم والموجودون فعلا في مجتمعنا البحريني ألا يشكلون 90 في المئة من سكان المملكة؟ بالتأكيد، إن لم يكن أكثر وهؤلاء هم الذين من المفترض أن يركز عليهم مؤتمر الإعاقة وإعادة التأهيل، ولكن من منهم يقبل أن نطلق عليه تسمية معوق؟ ولا واحد... فالإنسان لا يرى نفسه وخطاياه بل يرى الآخرين ويحسب عليهم أخطاءهم... أما الواحد في المئة الذي أشارت إليه وزيرة الصحة فهم بشر كاملون "والكمال لله وحده"، ولكن لهم احتياجات خاصة وليسوا معوقين بالمعنى الذي نفهمه وإذا أرادت الوزيرة مساعدتهم جديا فعليها أن تلبي بعض المتطلبات الضرورية السريعة قبل أن تفكر في إدماجهم في المجتمع... وهذه المتطلبات هي: أولا، إيجاد مواقف سيارات خاصة وآمنة بجانب مبنى التأهيل الموجود حاليا في مجمع السلمانية الطبي "الوزيرة زارت المبنى هذا الاسبوع ولاحظت أن موقف سيارات الذين تسميهم معوقين ملاصق لفتحة مستودع كبير تدخل إليه وتخرج منه الشاحنات الكبيرة، ما يشكل خطورة كبيرة على المراجعين لمركز التأهيل". وثانيا، لابد أن تكون للمركز إدارة منفصلة تتبع وكيل الوزارة المساعد ولها كادر وظيفي جديد وليس كما هو حاصل حاليا إذ إنه تابع لقسم جراحة العظام. وثالثا، ضرورة وجود طبيب نفساني متفهم لاحتياجات ونفسيات المراجعين وذويهم وهذا مهم جدا وتطبقه جميع الدول المتقدمة ونحن لسنا من الدول "النايمة" ونستحق أن يكون لدينا ما لديهم... هذه المقترحات نقدمها للمسئولين الذين يودون حقا مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ونطلب منهم سرعة البت فيها وتنفيذها إذا كانت قوة أقوالهم في المؤتمرات هي نفسها قوة أعمالهم بعد المؤتمرات... أما موضوع التسعين في المئة من سكان البحرين والذين هم فعلا معوقون فإن علاجهم ومحاولة إدماجهم في المجتمع العاقل دائما يكون "خسران"، وهو كما يقول المثل الشعبي "علم تقراه الساحرة" يعني مستحيل لا تحاولون
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 979 - الأربعاء 11 مايو 2005م الموافق 02 ربيع الثاني 1426هـ