العدد 979 - الأربعاء 11 مايو 2005م الموافق 02 ربيع الثاني 1426هـ

اتحاد لاتيني عربي في وجه التيار الأميركي

أنور الحايكي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شهدت العاصمة البرازيلية خلال اليومين الماضيين افتتاح قمة عربية - لاتينية هي الأولى من نوعها خصوصا في ظل أوضاع عربية متوترة، سواء تلك المتعلقة بعملية الإصلاح وبذور الديمقراطية المزمع زرعها في أرض لم ترتو بعد. .. من دفء وتعاليم تلك المفردة على رغم الثورات التي دقت أصداءها والتي ينظر إليها أنها البوابة التي عن طريقها تدخل منها منطقتها تحت لواء "الشرق الأوسط الكبير".

بالأمس أثنى الرئيس الأميركي جورج بوش من وسط ميدان الحرية في العاصمة الجورجية تبليسي - وهو الموقع نفسه الذي انطلقت منه تظاهرات "الثورة الوردية" والتي أسقطت خلالها بنظام الرئيس الموالي لروسيا إدوارد شفيرنازدة ليخلفه في سدة السلطة الرئيس الحالي والمدعوم أميركيا ميخائيل سكاشفيلي - بالثورة التي استطاع شعبها أن يقضي على مخلفات الدكتاتورية.

القمة التي عقدت بمبادرة من البرازيل شاركت فيها جميع الدول العربية التي تنطوي تحت مظلة الجامعة الـ 22 دولة لكن مع غياب معظم القادة العرب ومثلت خمس دول عربية فقط على أعلى مستوى هي الجزائر "الرئيس الحالي للقمة العربية" والعراق والسلطة الفلسطينية وقطر وجيبوتي مع حضور تسعة رؤساء من دول أميركا الجنوبية، ووضعت في صلب أجندة القمة موضوعات اقتصادية وتجارية تدعم التبادل من جهة وسياسية تتعلق بالوضع الإقليمي في المنطقة ومسألة الصراع العربي - الإسرائيلي والاحتلال الأميركي في العراق، انعقاد القمة واجه ضغوطا خارجية وخصوصا من أميركا و"إسرائيل" بسبب المخاوف التي من المتوقع أن تؤثر قرارات تلك القمة على الوضع العربي وموقع الوجود الأميركي والأوروبي التي تهدد تلك القرارات كيانات كتل إقليمية وتقوض مشروعاتها التوسعية في منطقة تملك من الزاد والثروات النفطية حيزا كبيرا لا يستهان بها في دفع عملية صنع القرار والسلام والذي هو سلاح يكبح جماع أطماع الدول الكبرى التي تأبطت زمنا في الإمساك بزمام القيادة تحت تراب إقليمي يدعى "الوطن العربي".

جاءت القمة في ظروف استثنائية تواجه الأمة العربية، فمن تهديدات جماعات يهودية متطرفة تمس الحرم القدسي للمسجد الأقصى، إضافة إلى تصاعد وتيرة العنف الأمني وتفشي ظاهرة الإرهاب، جميعا أمور أخذت فيها القمة حيزا في بحثها... لكن، هل ستشكل القمة حلقة وصل لشراكة عربية - لاتينية دائمة تحفظ للأمة العربية كرامتها، ومنها تكون جسر عبور تقضي به على المد الأميركي؟

إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"

العدد 979 - الأربعاء 11 مايو 2005م الموافق 02 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً