العدد 978 - الثلثاء 10 مايو 2005م الموافق 01 ربيع الثاني 1426هـ

ماذا بعد "حفلة التبويس" يا عون؟

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

ها هو "الجنرال" ميشال عون وضع حدا للغربة السياسية القسرية التي أمضاها في باريس، وعاد إلى بيروت في إطار الجو الجديد الذي يعيشه لبنان منذ صدور القرار 1559 في سبتمبر/ أيلول الماضي.

ورتبت "الحرية" بعد سلسلة من الاتصالات توجت بإعلان العودة في 7 مايو/ أيار الجاري وسبقتها تحضيرات ميدانية وقانونية تمثلت بإسقاط دعاوى الحق العام وأحكام قضائية عن عون وعن رفاقه الضباط. "الحركة" أثلجت قلوب الكثيرين من أنصاره، لكنها طبعا غدت "غصة" في قلوب بعض المعارضين بعدما كانوا هم أنفسهم في وقت غير بعيد يعتلون المنابر ويطالبون بعودته.

عون عاد كـ "الفاتحين" ولقي في ساحة الشهداء استقبال الإبطال. وكانت عبارة "يا شعب لبنان العظيم"... كانت هي عبارات ترحيب عون بجيل بكامله من قائد أحبه "من بعيد لبعيد"، تماما كجيل توأم تظاهر دعما لإطلاق قائد لا يعرفه.

وسيمر وقت قصير قبل أن تنتهي الاستقبالات وما يرافقها من "حفلة تبويس" وعناق، ولكن ماذا بعد؟! فالمتأمل لتوقيت "العودة" يراه "محكما"، إذ أتى عشية استحقاق أساسي يتمثل بالانتخابات النيابية، ومن غير المستبعد إذا اجتاحت المعارضة مجلس النواب أن تستتبع الانتخابات باستحقاق آخر رئاسي، قلص ولاية الرئيس إميل لحود، وأن يعرض "الجنرال" نفسه بديلا.

لبنان الجديد يبدو ممثلا في عودة عون، فها هو المنفي المطلوب بمذكرة توقيف لم "تشطب" إلا قبل يومين، يعود حرا و"يسامح" الدولة التي اضطهدته وعلى رأسها رئيس الجمهورية ولكنه "لا يشكرها" ويستهل عودته بزيارة ضريح الجندي المجهول. وبزيارة ضريح "الجندي المعلوم" رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري! لكن يبقى أن نسأل عون ماذا بعد العودة؟ هل ستقود "حربا ضد الميليشيات" تماما كتلك التي قدتها قبلا، أم أنك ستسهم في تحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبذلك تكون فعلا قد حققت "يوما آخر للبنان"؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 978 - الثلثاء 10 مايو 2005م الموافق 01 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً