تواصلت أمس الندوة التدريبية التي تنظمها وزارة الداخلية بالتعاون مع معهد سرايا للتدريب والاستشارات بشأن "إدارة الأزمات والكوارث في ظل المتغيرات العالمية".
وتلقت مجموعة من العاملين في وزارة الداخلية خلال اليومين الماضيين معلومات مهمة من خبراء ومتخصصين محليين وعالميين عن أحدث الطرق العالمية لمواجهة الكوارث والأزمات الطارئة بمشاركة عدد من الخليجيين ومنظمات دولية.
وتسعى المملكة من هذه الدورة التي يرعاها مجلس الشورى وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو" إلى تشكيل فريق عمل متخصص لمواجهة الكوارث والأزمات الطبيعية وغير الطبيعية والسيطرة عليها أو الحد منها وإنقاذ الناس والممتلكات وفق خطة طوارئ.
وشارك في الندوة خلال اليومين الماضيين المسئول الاقليمي لبرامج الصناعة أحمد اليوسفي الذي ألقى محاضرة بعنوان: "التوعية والاستعداد والاستجابة للطوارئ على المستوى المحلي" كما استعرض الشيخ علي بن عبدالله آل خليفة تجربة البحرين أثناء حرب الخليج متناولا استعداد المستشفى العسكري أثناء الحرب. وتخللت ذلك ورشة عمل بشأن تطوير خطة الطوارئ الوطنية بإدماج برنامج التوعية والاستعداد للطوارئ على المستوى المحلي.
من جانبه قدم رئيس الشئون الإدارية والحماية المدنية والتدريب في الإدارة العامة للدفاع المدني الرائد حمد المعراج نبذة عن خطة الطوارئ في إدارة الكوارث والأزمات في المملكة استعرض فيها مراحل الخطة قبل وقوع الكارثة وأثنائها وبعد وقوعها. وقال المعراج: "ان خطة التدخل لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة تهدف إلى إقامة تنظيم إداري قادر على تنفيذ فعال لتدابير الوقاية والإنقاذ وإعادة التعمير في المناطق المنكوبة"، وذكر أنه يجب لمواجهة الكوارث سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية الإعداد لمواجهتها والاستعداد لها باتخاذ التدابير وتوفير الاحتياجات الضرورية لمنع وقوعها أو التقليل من آثارها وخصوصا فيما يتعلق بالكوارث غير الطبيعية.
وأشار المعراج إلى وجود خطوات يجب على الجهات المسئولة اتخاذها في الأحوال الطبيعية لما تمثله من ضرورة في وقت الطوارئ وحالات الكوارث والحوادث الجسيمة وهي إعداد تقييم شامل عن الكوارث المحتملة، وقيام كل جهة من الجهات المركزية المسئولة عن مواجهة الحوادث الناجمة عن الكوارث بوضع خطة عمل تنفيذية لأجهزتها وفق طبيعة عملها.
وواصل "ينبغي أيضا عقد دورات ما بين فترة وأخرى لتدريب وتأهيل المنتسبين على أسلوب الأداء على أن تعد هذه البرامج التدريبية بالتنسيق مع الدفاع المدني.
وتناول المعراج في حديثه ضرورة توفير المعدات والتجهيزات والأدوات اللازمة مع العمل على ضمان حفظها وصلاحيتها لاستخدامها في أي وقت والحرص على توزيعها جغرافيا بما يتناسب مع حجم الأخطار ومواكبة الأجهزة الحديثة ومواصلة التدرب عليها. كما تطرق إلى أهمية إعداد مراكز للقيادة والسيطرة "غرف عمليات" مجهزة بوسائل اتصال متطورة وتوفير البيانات اللازمة مع اعتماد نظام مناسب يكفل تشغيلها على مدار 24 ساعة وأن تدعم بالمستويات القيادية والاشرافية المناسبة وقت الكوارث وحين الانتهاء من العمليات.
وقال: "ان مواجهة الكوارث تستدعي تطبيق اللامركزية وتفويض الاختصاصات التي تكفل سرعة المواجهة وفقا لمقتضيات الظروف ومنحها للقيادات المسئولة عن سير العمليات في مواقع الحوادث".
وتطرق المعراج إلى أن الخطة تشمل إعداد بيانات وإحصاءات عن الإمكانات البشرية والمعدات والتجهيزات المتوافرة، بالإضافة إلى إعداد الخريطات المتضمنة شبكات الطرق والمياه والكهرباء والهواتف والصرف الصحي. مع تحديث البيانات والخريطات باستمرار كي تتطابق مع الواقع للاسترشاد بها في مواجهة الكوارث.
واعتبر حصر الإمكانات المتوافرة لدى الجهات الأخرى كالمؤسسات والمنشآت مسألة مهمة كي تتسنى الاستعانة بها وقت الحاجة بعد تنسيق عن كيفية استفادة الدفاع المدني منها.
وانتقل في شرحه إلى مرحلة العمليات أثناء الكارثة واعتبرها مرحلة العمل الإيجابي لحماية السكان وممتلكاتهم للتخفيف من آثار الكارثة والحد منها. وذكر أنها تشمل تقييم الموقف عن طريق الشخص المسئول عن الفرقة الأولى التي تصل إلى مكان الحادث يلي ذلك تحديد نوع المستلزمات المطلوبة وحجم الفرق اللازمة بحسب ما تقتضيه الحال. وأيضا تحديد الأولويات في التدابير اللازمة للحد من آثار الحادث والقيام بعمليات الإنقاذ والإسعاف والإطفاء بالإضافة إلى تحديد دور الأفراد والمعدات والوسائل التي تستعمل في معالجة الموقف.
وأضاف "تتضمن مرحلة العمليات حصر المنطقة المصابة ومنع الدخول إليها لغير العاملين في الانقاذ والإغاثة". موضحا "أن تحديد مركز قيادة العمليات قرب منطقة الحادث أمر مهم مع توزيع جميع الفرق المساندة والخدمات المساعدة وخصوصا الرعاية الطبية على المنطقة". كما شدد المعراج على العمل على إيجاد التنسيق والتشاور مع قيادة العمليات المركزية والإبلاغ عن الموقف أولا بأول وطلب المساعدات اللازمة لمواجهته فضلا عن التنسيق مع الأجهزة المشاركة في الجهود واتخاذ التدابير لمواجهة الكارثة. وقال ان العمليات تشمل أيضا إخلاء المناطق المنكوبة وإعداد مراكز للإيواء.
وأردف في شرحه أنه تأتي بعد ذلك مرحلة إزالة مخلفات ونتائج الكارثة وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل وقوعها، وواصل "يتم تحديد هذه المرحلة بعد وضع التقييم النهائي لآثار الكارثة وحجم الدمار الذي أحدثته، إذ تقتضي السيطرة على كل الاخطار التي من شأنها تهديد حياة وصحة الناس وممتلكاتهم، وأيضا اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإصلاح وتشغيل الأجهزة التي تعرضت للتلف وخصوصا المرافق العامة والاتصالات، ومعالجة الحالات النفسية الناجمة عن الكارثة لما لها من أهمية بالغة في تنظيم المجتمع والمحافظة على الحياة الطبيعية.
وعرج المتحدث على المشكلات الناجمة عن الكوارث وطريقة التعامل مع جثث المتوفين ونقلها إلى أماكن بعيدة تجنبا لانتشار الأمراض ونقل المصابين إلى المستشفيات وإيواء الناجين ورعايتهم، وحماية وإصلاح الممتلكات المادية كإعادة تشغيل منشآت الخدمات العامة وإعادة تخطيط المدن والأبنية بطريقة تتسم بالطابع الوقائي، واصلاح شبكة الاتصالات المتضررة وقي وتوزيع المعونة وتطهير المنطقة المنكوبة
العدد 978 - الثلثاء 10 مايو 2005م الموافق 01 ربيع الثاني 1426هـ