العدد 2405 - الإثنين 06 أبريل 2009م الموافق 10 ربيع الثاني 1430هـ

عقدة الكرسي!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الكرسي في عالمنا العربي هو عقدة معقدة من الصعب فكها أو فهمها إلا من خلال الاطلاع على علاقة هذا الكرسي بصاحبه ونظرة المحيطين إليه، حتى تحولنا إلى مجتمعات تعشق الكراسي مهما صغرت أو كبرت، ومن يصل إليها لا يفرق بينه وبينها إلا الموت!

المشكلة أن عقدة الكرسي تشمل جميع القطاعات في مجتمعاتنا وحتى القطاعات التطوعية منها، إذ لا مجال للتنازل عن المنصب أو إتاحة الفرصة للآخرين للعمل والإبداع لأن في التنازل عنه تنازل عن الذات، كون صاحب الكرسي لا يملك في ذاته شيئا وإنما هو موجود بوجود هذا الكرسي.

هذا الواقع انسحب بقوة أيضا على المجال الرياضي على مختلف المستويات وصولا إلى المستويات القارية والعالمية التي نال مناصبها بعض العرب، فبحجة الحفاظ على المنصب القاري أو العالمي لا يتزحزح صاحب الكرسي عن موقعه المحلي، فاللعبة كلها (كراسي في كراسي)، أما خدمة الشباب وخدمة الرياضة فهي بعيدة المنال!

شخصيات رياضية مسكت مناصب في اتحاداتنا المحلية أو في أنديتنا وعشعشت فيها بطريقة غير مسبوقة، وكأن هذا الاتحاد أو النادي شركة خاصة بها وليس ميدانا للعمل التطوعي.

فالكرسي أصبح هو الهدف على رغم صغر هذا الكرسي ومن يصل إليه تصيبه لعنة «عقدة الكراسي» التي لا يفكها إلا الموت، وغيره فباق باق ولو احترق العالم بأسره.

مثل هذه العقليات الموجودة بكثرة في وسطنا الرياضي هي أبعد ما تكون عن إمكان التطوير أو خدمة الواقع المحلي، لأنها تفكر فيما تجلس عليه فقط وتعمل في الليل والنهار للحفاظ على هذا الكرسي الذي لم يدم لأحد على هذه الأرض ومع ذلك لا يتعظ أحد وتستمر مسيرة الكراسي من دون توقف.

المشكلة اننا كما يبدو بدأنا بتصدير عقدة الكراسي من وسطنا المحلي إلى الاتحادات القارية والعالمية التي دخلنا فيها بطريقة أو بأخرى، فحولنا مواقعنا في تلك الاتحادات إلى ما يشبه الأملاك الشخصية التي لا تقبل المشاركة أو التغيير تيمنا باتحاداتنا العربية!

الكرسي في الأساس هو مسئولية وهو موقع خدمة لا ترؤس، فمن يجلس على هذا الكرسي يجب أن يكون قديرا على خدمة القطاع الذي يعمل فيه، والابتعاد عند الفشل والإخفاق هو فضيلة الشجعان وهو مفتاح من مفاتيح النجاح، فمن يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ أو التقصير هو الجدير بالقيادة. أما من ينظر إلى هذا الكرسي كموقع للمصلحة أو المكانة الاجتماعية فإن عقليته وتفكيره لن يتجاوز بأبعد الأحوال حدود ما يجلس عليه!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2405 - الإثنين 06 أبريل 2009م الموافق 10 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً