قادت سياسة أدولوف هتلر - زعيم ألمانيا النازية في الفترة من العام 1933 إلى 1945 - التوسعية العالم إلى الحرب العالمية الثانية ودمار أوروبا بعد أن أشعل فتيلها بغزوه لبولندا. وبسقوط برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية، أقدم هتلر على قتل نفسه بينما كانت برلين غارقة في بحر من الخراب والدمار.
في إطار الاحتفالات بذكرى مرور ستين عاما على نصر الحلفاء على النازية في الحرب العالمية الثانية وما تبعها من تحرير للقارة الأوروبية أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الاتحاد السوفياتي السابق هو الذي أنقذ العالم من الفاشية وقتها إذ قاتل الجيش السوفياتي بمفرده الجيوش النازية لمدة ثلاث سنوات كاملة.
وكان قرابة خمسين مليون شخص قتلوا بنهاية الحرب العالمية الثانية التي انتهت في أوروبا في الثامن من مايو/ أيار العام 1945 نصفهم تقريبا في الاتحاد السوفياتي.
وفي المناسبة ذاتها قال الرئيس الأميركي جورج بوش: "إن اليوم يمثل إحياء ذكرى انتصار عظيم للحرية، وان آلاف القبور تلقي الضوء على الثمن الباهظ لهذه الحرية". وأضاف أن "الانتصار في الحرب أظهر لطغاة العالم أن لا قوة تتفوق على قوة الحرية"، وقال: "بعد ستين عاما من يوم الانتصار يستمر الأميركيون والأوروبيون في قتالهم من أجل تحرير أجزاء من العالم مثل أفغانستان والشرق الأوسط".
ستون عاما مرت من تجربة مريرة عاشتها البشرية نتيجة فكر توسعي مريض، ولكن على رغم مرور كل تلك الحقب الزمنية لاتزال بعض القيادات لم تستوعب الدرس ومفاده أن البشرية عندما تشتد المحن والخطوب تقف موحدة على رغم اختلاف الأجناس والديانات واللغات في وجه الطغاة والمتجبرين.
على من يظن من زعماء عالم اليوم أن في مقدوره أن يغير وجه البسيطة من الشرق إلى الغرب بما أوتي من قوة مادية وذهنية، عليه أن يراجع الدروس والعبر من هذه المناسبة حتى لا يندفع في غمرة نشوة عابرة، ويظن أن مفاتيح التغيير وتبديل أنظمة العالم صارت في يده وحده لا سواه
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 977 - الإثنين 09 مايو 2005م الموافق 30 ربيع الاول 1426هـ